رواد الاقتصاد: كبيرة كهنة النظرية النقدية آنا شوارتز

fig-30-08-2019_20-50-58

هي خبيرة اقتصاديّة وأكاديميّة أمريكيّة رائعة، ساهمت في التحليل المالي والتحليل المصرفي، كتبت 9 كتب في حياتها المهنية عن السياسة النقدية، ونشرت أكثر من 100 مقال، حصلت على الدرجة الفخرية من العديد من الجامعات، وأُدخِلت في قاعة الشهرة النسائيّة الوطنيّة في عام 2013

آنا جاكوبسون شوارتز

آنا جاكوبسون شوارتز (Anna Jacobson Schwartz)، عالمة وخبيرة اقتصادية أنتجت العديد من الأعمال، ولدت في 11 نوفمبر عام 1915 بمدينة نيويورك وكانت الثالثة بين خمسة أطفال ولدوا لأبوين مهاجرين من أوروبا الشرقية: بولين وهيليل جاكوبسون. تخرجت من المدرسة الثانوية في وقت مبكر، إذ أكملت دراستها الجامعية في كلية بارنارد للفنون الليبرالية في عام 1934 عندما كانت في الثامنة عشرة فقط. حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة كولومبيا في عام 1935 في سن التاسعة عشرة، بدأت حياتها المهنية كخبير اقتصادي محترف بعد عام واحد، وتزوجت من إسحاق شوارتز (Isaac Schwartz)، وهو ضابط مالي وخريج جامعة كولومبيا، وأنجبت أربعة أطفال هم (جوناثان، جويل، نعومي باساشوف، وباولا بيرجرين). وفي عام 1940 نشرت أول ورقة لها في مراجعة الاقتصاد والإحصاء بعنوان “أسعار الأسهم البريطانية 1811-1850”. انضمت إلى موظفي المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية عام 1941، وعملت في مكتب نيويورك في هذه المنظمة لبقية حياتها، وركزت أعمالها على دراسة دورات الأعمال. حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة كولومبيا عام 1964.[1]

النمو والتقلبات في الاقتصاد البريطاني

تعاونت آنا مع آرثر جاير ووالت ويتمان روستو، وأنتجوا “النمو والتقلبات في الاقتصاد البريطاني 1790-1850: دراسة تاريخية وإحصائية ونظرية للتطور الاقتصادي البريطاني”، نُشرت في مجلدين عام 1953، وأشارت شوارتز إلى أنها قامت في ضوء البحث النظري والتجريبي الحديث بتعديل وجهة نظرها حول أهمية السياسة النقدية وتفسيرها لتحركات أسعار الفائدة.[2]

أشهر كتابات شوارتز مع فريدمان

اشتهرت آنا شوارتز بتعاونها مع الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان في الأربعينيات من القرن العشرين، وكان أول منشور لهما هو تاريخ النقد في الولايات المتحدة 1867-1960، المكون من 900 صفحة، نٌشر في عام 1963، وقد افترض أن التغيرات في السياسة النقدية كان لها تأثير كبير على الاقتصاد، فقد حلل الكتاب السياسة النقدية للحكومة الأمريكية منذ إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية حتى وقت النشر. في ذلك الوقت، كان الفكر القياسي هو أن انهيار سوق البورصة في عام 1929 كان السبب الجذري للكساد العظيم. وأكد فريدمان وشوارتز أن نظام الاحتياطي الفيدرالي هو السبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية المعروفة بالكساد العظيم من خلال عدم الإبقاء على عرض النقود ثابتاً وعدم التصرف ك” مقرض الملاذ الأخير” في أعقاب الفشل الهائل في البنوك وسحب العملات التي أدت إلى الكساد الكبير. وفي الكتاب أوضح فريدمان وشوارتز أربعة أخطاء رئيسية في السياسة النقدية قام بها نظام الاحتياطي الفيدرالي وأدت في النهاية إلى أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة. أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي إلى كتاب تاريخ النقد في الولايات المتحدة على أنه التفسير الرائد والأكثر إقناعاً لأسوأ كارثة اقتصادية في التاريخ الأمريكي. ثم أكملت شوارتز الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة كولومبيا في عام 1964 في سن الثامنة والأربعين. ونشرت أيضا مع ميلتون فريدمان كتاب “الإحصاءات النقدية للولايات المتحدة” في عام 1970، و”الاتجاهات النقدية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة: علاقتها بالدخل والأسعار وأسعار الفائدة، 1867-1975″ في عام 1982، إلى جانب المقالة المشهورة بنفس الدرجة “المال ودورة البزنس” والتي نُشرت في بحثها الأول في مجلة “Economic and Statistics”. ونقلت صحيفة عن فريدمان قوله في إحدى المرات عن آنا:

“لقد قامت آنا بكل هذا العمل، وحصلت على معظم التقدير”.

وقد تم تقدير آنا شوارتز كمؤلفة مشاركة في العديد من الأوراق والعمل الذي أدى إلى تسلم فريدمان لجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1976، ويعتقد العديد من الناس أنه كان يجب منح الجائزة بشكل مشترك لهما. ومع ذلك بقيت آنا تعمل مع فريدمان وظلت العلاقة وثيقة بينهما.
في عام 1981، تولت شوارتز دورها الأكثر علانية كمديرة تنفيذية للجنة الذهب في الولايات المتحدة، وهي لجنة تضم 17 شخصاً مكلفاً باكتشاف دور الذهب المستقبلي في النظام والسياسات النقدية للبلاد. وأعربت عن عدم رغبتها في العودة إلى المعيار الذهبي، وخلال فترة ولايتها كانت توصيات الفريق تقتصر على حث الحكومة على صكّ عملات معدنية من الذهب. كما شغلت منصب رئيس الجمعية الاقتصادية الأطلسية الدولية في الفترة 2002-2003.[3]

الدرجات الفخريّة

حصلت آنا شوارتز على تسع درجات فخرية من مختلف الجامعات وهي: جامعة فلوريدا 1987، كلية ستونهيل بولاية ماساتشوستس 1989، كلية ايونا 1992، جامعة روتجرز 1998، جامعة إيموري 2000، مركز جامعة نيويورك للخريجين 2000، كلية وليامز 2000، جامعة لويولا شيكاغو 2003، كلية إدارة الأعمال بجامعة سيتي بلندن 2006.
كما حصلت على ألقاب زميل متميز في الجمعية الاقتصادية الأمريكية وزميل في الاكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 2007، وتم إدخالها في قاعة الشهرة النسائية الوطنية في عام 2013. [4]

وفاة آنا شوارتز

توفيت في 21 يونيو 2012، عن عمر يناهز السادسة والتسعين، في منزلها في مانهاتن بنيويورك، وكان لها أربعة أبناء وسبعة أحفاد وستة من أحفاد الأحفاد. ولم تتلقّ أبداً التقدير الذي تستحقه بحق وفقاً ل ألان ميلتزر أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كارنيجي ميلون:

“حقيقة أنّ آنا شوارتز لم تتلقّ أيّ تعيين في أيّة جامعة رئيسية هو أوضح مثال أعرفه عن التمييز ضد المرأة في الماضي”.

إعداد: إسراء حسني

تدقيق لغوي: رؤى زيات

مراجعة علمية : شيرين صبيح

تحرير: سامح منصور

المصدر:

[https://www.jewishvirtuallibrary.org/anna-schwartz [1

[2] https://www.worldcat.org/title/growth-and-fluctuation-of-the-british-economy-1790-1850-an-historical-statistical-and-theoretical-study-of-britains-economic-development/oclc/2066523

[3] https://www.womenofthehall.org/inductee/anna-jacobson-schwartz/

[4] https://jwa.org/encyclopedia/article/schwartz-anna-jacobson

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي