سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية خاصة تصل محطة الفضاء الدولية

aHR0cDovL3d3dy5zcGFjZS5jb20vaW1hZ2VzL2kvMDAwLzAyNi83OTUvb3JpZ2luYWwvZXhwZWRpdGlvbi0zNC1pc3MtNi5qcGc

سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء|سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء|سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء

سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء
ستبدأ الكبسولة إقامتها المقررة لمدة ثلاثة أسابيع في محطة الفضاء الدولية. صُدرت الصورة في 3 مارس 2013.
المصدر: ناسا

تحمل المركبة القضائية (دراجون) حمولة إلى محطة الفضاء الدولية تحت اتفاقات دولية التي أخذتها ناسا وشركة سبيس إكس (Space X). سبيس إكس هي شركة فضاء خاصة أُسِسَت بواسطة الريادي (إيلون ماسك – Elon Musk). كانت (دراجون) أول مركبة فضائية خاصة ترسو مع محطة الفضاء الدولية. تُطور سبيس إكس أيضًا إصدارًا مزودًا بطاقم لتأخذ روَّاد الفضاء إلى المحطة.

أُجري أول برهان عملي على الطيران لـ(دراجون) إلى المحطة في مايو 2012، والرحلات التجارية تبدأ هذا الخريف. تم التعاقد مع سبيس إكس حاليًا مع وكالة ناسا للقيام ب 12 رحلة إمداد روبوتية إلى المحطة بحد أدنى 1.6 مليار دولار.

بينما سبيس إكس مشغولة في نقل الحمولة من وإلى المحطة، تعمل الشركة على خطة لوضع روَّاد الفضاء على مركبة الفضاء دراجون. في 2014، استلمت الشركة 2.6 مليار دولار من ناسا من أجل آخر مرحلة من برنامج الطاقم التجاري، والتي تَهدِف إلى طيران روَّاد الفضاء على مركبة فضاء أمريكية. استلمت بوينغ 4.2 مليار دولار لتطوير وحدة سي إس تي-100 (CST-100 Starliner) خاصتها.

تطوير سبيس إكس دراجون

قال إيلون ماسك مؤسس سبيس إكس أنه سمى مركبة الفضاء دراجون بعد أغنية (Puff, the Magic Dragon)، لحن من الستينات من المجموعة الشعبية بيتر وبول وماري (Peter, Paul and Mary). اختار ماسك هذا الاسم، كما قال، لأن النُقاد اعتبروا خطة العمل خاصته مستحيلة عندما أَسَس سبيس إكس. في الواقع، أَبقى ماسك وسبيس إكس أول 18 شهرًا من تطوير دراجون سِرًا حيث طورت الشركة علنًا فالكون 1 الخفيف وصواريخ ثقيلة من طراز فالكون 9.

أُعلِنَ الخبر في مارس 2006 بعدما قدمت سبيس إكس والعديد من أعضاء الفريق اقتراح لبرنامج توضيحي لخدمات النقل المداري التجاري (COTS) التابع لوكالة ناسا. وافقت ناسا على اقتراح سبيس إكس في أغسطس 2006. تَلقت سبيس إكس في البداية عقدًا بقيمة تصل إلى 278 مليون دولارًا؛ لاحقًا، أضيفت معالم أخرى عززت القيمة الإجمالية للعقد المحتمل إلى 396 مليون دولار.

ما اقترحت سبيس إكس القيام به هو تحليق مركبة الفضاء التنين على ثلاث رحلات صاروخية من طراز فالكون 9 – وهو صاروخ مازال تحت التطوير. في ذلك الوقت، خَططت سبيس إكس لطيران تلك الرحلات في إطار زمني 2008 – 2009، لكن التصميم، والموافقة، والمراحل العملية استغرقت وقتًا أكثر من المُتوَقع.

اجتازت دراجون استعراض التصميم الدقيق لناسا في أكتوبر 2007، واضعة علامة على منعطفٍ هامٍ، كما هو الحال عندما يتم تحديد شكل المركبة الفضائية. في الشهر التالي، وَضَعت سبيس إكس حجر الأساس لموقع الإطلاق عِند قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية. سيكون ذلك نقطة الإطلاق لفالكون 9 ودراجون، عندما يحين الوقت المناسب.

موجة من نشاط الطيران

بينما يسير تطوير دراجون إلى الأمام، قدمت ناسا موارد مالية أكثر في أشكال عديدة. في أبريل 2008، أعطت ناسا  سبيس إكس عقدًا لخدمات الإطلاق، وبوصفها «تسليم غير محدد / جودة غير محددة» سَمَحت الاتفاقية لناسا بطلب ما يتراوح بين 20000 ومليار دولار من عمليات الإطلاق من سبيس إكس خلال ديسمبر 2012.

صرحت الشركة:

يمكن لسبيس إكس أن تنافس من أجل مهمة ناسا باستخدام مَركَبَات إطلاق فالكون 1 وفالكون 9.

ثم جاء الإنجاز الكبير ففي ديسمبر 2008 اختارت ناسا مزيج فالكون 9/ دراجون الخاص بسبيس إكس لإعادة تموين البضائع إلى محطة الفضاء الدولية. كان العقد بحد أدنى 1.6 مليار دولار، مع حق الاختيار في مَد الخدمات إلى 3.1 مليار دولار. صرح ماسك أنها «مسئولية هائلة» لسبيس إكس، نظرًا للتقاعد المُقترب لبرنامج المكوك في ذلك الوقت.

وَضَعت الشركة بعض أجهزة الاتصالات في رحلة مكوك إس تي إس-129 (STS-129) في نوفمبر 2009 للمساعدة في رحلات سبيس إكس المستقبلية إلى المحطة. أطلقت سبيس إكس صاروخ فالكون 9 لأول مرة في يونيو 2010. تضمنت تلك الرحلة «وحدة تأهيل» للمركبة الفضائية دراجون التي كان من المفترض في المقام الأول أن تنقل البيانات أثناء رحلتها في الفضاء.

بنجاح طيران وِحدة الاختبار تحول انتباه سبيس إكس إلى إرسال الشيء الحقيقي. جاء أول اختبار كامل لمركبة الفضاء دراجون جاء في 8 ديسمبر 2010. كانت المهمة ناجحة. كانت تلك هي أول مرة تٌسترد كبسولة فضاء غير مأهولة خاصة بأمان إلى الأرض.

سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء
ينظر إلى كبسولة دراجون الخاصة المبنية مِن قِبَل سبيس إكس في نهاية الذراع الروبوتية لدى محطة الفضاء الدولية أثناء انفصالها في 28 أكتوبر 2012 في رؤية الكاميرا تلك. قامت كبسولة دراجون بأول تسليم البضائع التجارية إلى محطة الفضاء لناسا.
المصدر: تلفزيون ناسا (Nasa TV)

تحقيق الرسو

بينما يشاهد العالم، جَهَزت سبيس إكس لإرسال أول رحلة نقل إيضاحية إلى المحطة في مايو 2012. حَدَث أول إلغاء بعد اكتشاف مشكلة في إحدى المُحرِكات مؤجلةً الإطلاق لبضعة أيام. لقد فعلتها المركبة الفضائية في المدار في 22 مايو.

بعد ثلاثة أيام جعلت دراجون نهجها الأخير إلى المحطة. واجهت المركبة الفضائية بعض المشاكل في نظام الليزر لتقدير المسافات عندما أصبح الليزر «مشتت» وبدأت ترتد إشارات قبالة الجزء الخطأ من المحطة. تحكمت سبيس إكس ثم ضيقت رؤية دراجون، واستمر النهج.

تم إجراء أول عرض رسمي لدراجون في أكتوبر 2012. في حين أن المركبة الفضائية وصلت إلى المدار بأمان، واجهت فالكون 9 مشكلة مع إحدى محركات الصاروخ أثناء الطيران. ضبطت سبيس إكس مسار الصاروخ لتضع دراجون على المسار الصحيح. رَسَت دراجون في المحطة، ثم هبطت بعد أسابيع بنجاح في المحيط الهادئ بالقرب من كاليفورنيا.

فُقدَت مركبة دراجون واحدة في الطريق إلى محطة الفضاء الدولية في 2015 عندما فشل الصاروخ فالكون 9 الذي يحمله، مسببًا ذلك انفجارًا كارثيًا. أُجِلَت رحلات محطة الفضاء عدة أشهر بينما عالجت سبيس إكس المشكلة الأساسية. استؤنفت رحلات الشحن عام 2016؛ انفجر فالكون 9 في تلك السنة على منصة الإطلاق مع حمولة تجارية، مما تسبب في تأجيل رحلات الطيران مرة أخرى حتى 2017.

كانت سبيس إكس واحدة من ثلاث شركات التي تلقت عقود إعادة تموين تجارية من ناسا في يناير 2016. بين سبيس إكس وسيرا نيفادا كوربوريشن (Sierra Nevada Corp) وأوربيتال ايه تي كيه (Orbital ATK)، وَصَلَت قيمة العُقُود إلى 14 مليار دولار. (الذي يحصل على مقدار ما يعتمد على المزيج الدقيق من المَركبة الفضائية التي تطلبها ناسا من أجل أهداف المحطة الفضائية الدولية.) تكافئ أيضًا ناسا دوريًا المزيد من مهمات الشحن على متن المحطة الفضائية كما هو مطلوب، مثل ما حَدَث مع سبيس إكس في فبراير 2016.

شيء واحد فقط الذي يميز مركبة الفضاء دراجون عن باقي مَركبات محطة الفضاء الدولية الفضائية هي القدرة على البقاء لإعادة الدخول مع البضائع الحساسة على متنها. تستخدم ناسا عادةً مركبة الفضاء دراجون لترسل تجارب علوم الحياة (مثل التجارب التي تطلب أخذ رواد الفضاء عينات من البول أو الدم). تُبَرَّد العينات في المَركبة الفضائية وتُلتقط بسرعة بعد الهبوط. يستطيع دراجون أيضًا أن يحمل المخلوقات الحية، مما يسمح ذلك التجارب البيولوجية في محطة الفضاء الدولية.

طاقم التنين

بينما تقوم رحلات دراجون برحلات شحن دورية إلى محطة الفضاء الدولية، تعمل سبيس إكس أيضًا على النسخة البشرية من أجل برنامج الطاقم التجاري الخاص بناسا. كَشَفَت الشركة عن تصميمها للمركبة الفضائية في عام 2014 لضجة كبيرة.

تستطيع أن تحمل المَركَبة ما يصل إلى سبعة رواد فضاء. تأمل سبيس إكس وناسا أنَّ تلك القابلية ستسمح لتوسيع طاقم محطة الفضاء الدولية من المستوى العادي الحالي من ستة أفراد، ومن المقرر إجراء أول رحلة تجريبية بدون طاقم في نوفمبر 2018؛ سيجرى الاختبار المزود بطاقم في أبريل 2019 كما أعلنت ناسا.

السعي إلى المريخ

بينما لن يتم استخدام المركبة الفضائية دراجون للحصول على المستعمرين على المريخ، كان قد وجه ماسك نظره إلى إطلاق البشر إلى الكوكب الأحمر. وقد أعرب ماسك عن أحلام الاستعمار لسنوات عديدة. في عامي 2016 و2017 أوجز عدة خطط لتأسيس مستعمرات المريخ.

سبيس إكس دراجون: أول مركبة فضائية تصل محطة الفضاء
نظرة بداخل كبسولة سبيس إكس دراجون وصاروخها فالكون 9.
المصدر: Karl Tate /Space.com

المصدر

http://sc.egyres.com/OIes1


ترجمة: فاطمة الجبالي
مراجعة: آية غانم
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي