سلسلة الاسلحة الكيميائية – الحلقة الثانية
(غاز الخردل)
غاز الخردل من سلسلة الاسلحة الكيميائية
(غاز الخردل – mustard gas ) أو كبريتيد الخردل (Cl-CH2CH2)2S, هو مركب كيميائى ينتمى لصنف من المركبات العضوية التى تسمى الثيولات تم تخليقه لأول مرة فى عام 1854م وتم اكتشاف أثاره الجانبية الخطرة فى أواخرعام 1880م
أول من استَخدمه كانت المانيا أثناء الحرب العالمية الأولى فى عام 1917، والغاز فعال في تعجيز ضحاياه بشكل جماعي فهو غازعديم اللون عمومًا في حالته الغازية، على الرغم من أنه قد يكون له لون أصفر أو أخضر باهت.
آلية عمله :
التأثيرات السامة لغاز الخردل تعتمد على قدرته على الارتباط التساهمى –اى تكوين روابط تساهمية – مع مواد أخرى واندماج ذرة الكلور مع مجموعة إيثيل ويتم تحويل غاز الخردل لايون سلفونيوم نشط sulphonium، هذا الأيون يرتبط بعدد كبير من الجزيئات البيولوجية المختلفة؛ الأهم من كل ذلك انه يرتبط بالجزيئات المهمة مثل النيتروجين في القواعد النيتروجينية فى الأحماض النووية والكبريت في البروتينات والببتيدات؛ غاز الخردل يمكن أن يدمر عددًا كبيرًا من المواد المختلفة في الخلية عن طريق الألكلة وبالتالي تؤثر على عمليات عديدة في الخلايا الحية.
وهو سائل يصدر بخارًا خطرًا، ويسبب حروقًا وتقرحًا في الجلد المعرض. يؤذي غاز الخردل الجهاز التنفسي عند تنشقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية، والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم. أخطر التأثيرات الطويلة الأجل تحصل بسبب كون غاز الخردل مسببا للسرطان والتغييرات الوراثية، خلافا لغاز الأعصاب الكيميائي مثل الفوسفات العضوي أو غاز السارين، والتي تشل الضحايا على الفور، اما ضحايا غاز الخردل عادة لا تظهر أعراض الغاز حتى 12 إلى 24 ساعة بعد التعرض؛ ومع ذلك، تركيزات أعلى من الغاز يمكن أن يسبب أعراض لتطوير ضمن 1-2 ساعات.
اعراض وتأثيرات غاز الخردل:
التعرض لغاز الخردل عادًة ليس قاتل، عندما تم استخدامه خلال الحرب العالمية الأولى، قَتل أقل من 5٪ من الناس الذين تعرضوا له وحصلت على الرعاية الطبية.
الناس قد لا يعرفون على الفور أنهم تعرضوا لهذا الغاز، حيث انه قد لا يكون له رائحة.
عادًة، علامات وأعراض الغاز لا تحدث فورًا. اعتمادًا على شدة التعرض، قد لا تظهر أعراض لمدة تصل إلى 24 ساعة، بعض الناس أكثر حساسية لخردل الكبريت من غيرهم من الناس، وربما تظهر لديهم علامات وأعراض عاجلًا .
غاز الخردل يمكن أن يكون له التأثيرات التالية على أجزاء معينة من الجسم:
الجلد: احمرار وحكة في الجلد قد تحدث من 2-48 ساعة بعد التعرض وربما تتغير في النهاية إلى ظهور تقرحات صفراء فى الجلد.
عيون: تهيج، وألم، وتورم، دموع من 3-12 ساعة من التعرض الخفيف الى المعتدل، ويمكن أن تشمل الاعراض أيضًا الحساسية للضوء، والألم الشديد، أو العمى لمدة تصل إلى 10 يومًا
الجهاز التنفسي: سيلان الأنف والعطس وبَحة في الصوت، والأنف الدموي، آلام الجيوب الأنفية، وضيق في التنفس، والسعال في غضون 12 إلى 24 ساعة من التعرض المعتدل وضمن 2-4 ساعات من التعرض الشديد.
الجهاز الهضمي: ألم البطن والإسهال والحمى والغثيان، والتقيؤ.
نخاع العظام: نقص تكوين خلايا الدم (فقر الدم ) ونقص كرات الدم الحمراء أو خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية؛ مما يؤدي إلى الضعف، والنزيف والالتهابات؛ التعرض لخردل الكبريت قد يزيد من مخاطر اصابة الشخص لسرطان الرئة والجهاز التنفسي وقد يسبب العمى الدائم.
كان دائما يُنظر الى غاز الخردل كما السم البغيض، ومن عجيب المفارقات، في حين أنه يسبب السرطان، فإنه قد تم استخدامه أيضًا للمساعدة في علاجه؛ حيث في عام 1919، لم يمض وقت طويل بعد الاستخدام الأول من غاز الخردل، التي لوحظ أن الضحايا عدد خلايا الدم لهم قد انخفض، وذلك لأن غاز الخردل هاجم خلايا الدم البيضاء، ونخاع العظم.
بدأت البحوث في عام 1946م تُبين أن خردل النيتروجين (يختلف فقط من غاز الخردل وذلك بسبب وجود ذرة النيتروجين بدلاً من ذرة الكبريت) خفضت نمو الأورام في الفئران، عن طريق آلية يمكن من خلالها ان تربط جزيئين من الحمض النووي عن طريق جزيء من غاز خردل النتيروجين ويظهر الشكل التالى تلك الآلية.
المصادر : http://sc.egyres.com/xusaZ
