سلسلة الفشل الكلوي – (1) كُليتك هي المايسترو الأوّل والأخير

سلسلة_الفشل_الكلوي_-_1

||شكل رقم (2) يوضح موضع استقرار الكلية داخل الجسد

المايسترو هو من يتحكم فى المعزوفة كاملةً، فيشير إلى كل آلة لتُخرج اللحن المطلوب. وهذا تمامًا ما يحدث في أجسام الكائنات الحية، فالكُلية تُعتبر المايسترو، إذ إنّها المتحكم الرئيسي في أشياء عدة. سنتطرّق في هذه السلسة إلى مواضيع هامة تخصُّ الكُلية، وسنتعرف في بداية الأمر على تشريحها الداخلي ووظائفها، ومن ثَمَّ نتعرف على أخطر الأمراض التي تواجه الكُلية، وهو الفشل الكُلَوِيّ بأنواعه المختلفة. كما سنتعرف أيضًا على علاقة المسكنات وسوء اِستخدامها بالفشل الكلوي، وأخيرًا سنتعرف على وضع مصر من الفشل الكلوي، ونسبته العالمية، وكيفية حدوثه، ومتى تسبب المياه الفشل الكُلوي.

التشريح الداخلي للكلية

الشخص الطبيعي لديه كُليتان، كلٌّ منهما في شكل حبة الفاصوليا المتضخمة، تقعان في الناحيتين اليُمنى واليُسرى للعمود الفقري أسفل القفص الصدري. تزن الكلية الواحدة 135-150 جرامًا. ويوجد أعلى الكلية غدة كظرية، وحولها طبقة دهنية، وتحاط بغشاء الكلى[1]. تتكون الكلية من أكثر من مليون وحدة تركيبية ووظيفية تسمى «nephrons»، وكل «nephron» يتكون من أنابيب صغيرة وكُبَيْبات (glomeruli).

تعمل الكبيبات على تنقية الدم من الخلايا وبقايا العمليات الحيوية، ويتبقى جزيئات صغيرة تدخل إلى الأنابيب الصغيرة. وهذه الأنابيب مخصصة لتنقية جزيئات معينة ليخرج البول فى النهاية بعدما تقوم تلك الأنابيب بإعادة امتصاص بعض المواد وإفراز مواد أخرى. [2]

 

شكل رقم (1) توضح الشكل التشريحي العام للكلى
شكل رقم (1) توضح الشكل التشريحي العام للكلى
شكل رقم (2) يوضح موضع استقرار الكلية داخل الجسد
شكل رقم (2) يوضح موضع استقرار الكلية داخل الجسد

ما هي الوظائف الرئيسية للكُلية؟

الكُلية عضو معقد جدًا تشريحيًا ووظيفيًا. تعد الكُلية واحدة من أهم المسؤولين عن الحفاظ على البيئة الداخلية للجسم، فهي تنظم نسب السوائل والأملاح؛ وذلك عن طريق التنقية وإعادة الامتصاص والإخراج، وتتخلص من السوائل والفضلات من الدم في صورة بول.[3]

عمليات التنقية وإعادة الامتصاص والإخراج تعمل على الحفاظ علي توازن المياه والمعادن والكهارل، بالإضافة إلى الحفاظ على تركيز أيونات الهيدروجين في جسم الكائن الحي، وتمنع تراكم السموم التي ينتجها الجسم [2]، كما تساعد في الحفاظ على توازن الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم. وتفرز الكُلية أيضًا هرمونًا يساعد على التحكم في ضغط الدم، كما تُحفّز نخاع العظام لإنتاج كرات الدم الحمراء.[1] ويتم الحفاظ علي التوازن بين تدفق الدم للكلية (Renal blood flow) ومعدل الترشيح الكُبَيبي (glomerular filtration rate) بواسطة تاثيرات بعض الهرومونات وفاعلية التنظيم الذاتي لديها. [4]

وبهذا نكون قد تعرفنا على تركيب الكلية ووظائفها الرئيسية، وعرفنا مدى أهميتها للجسم وسبب تسميتها بالمايسترو. وفي المقالات القادمة سنتعرف على مرض الفشل الكلوي، ونسبته في مصر، ومعدلاته العالمية، وغيرها من المعلومات الهامة.


 

إعداد: آلاء محمد علام

مراجعة علمية:Mohamed Gadallah

مراجعة لُغوية: خالد نصر

تحرير: أحمد شلبي

المصادر

[1] Kidney – National Library of Medicine [Internet]. PubMed Health. [cited 2017 Sep 6]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmedhealth/PMHT0022152/

[2] Preuss HG. Basics of renal anatomy and physiology. Clin Lab Med. 1993 Mar;13(1):1–11.

[3] Chmielewski C. Renal anatomy and overview of nephron function. Nephrol Nurs J. 2003 Apr;30(2):185–90; quiz 191–2.

[4] Blantz RC, Deng A, Miracle CM, Thomson SC. Regulation of Kidney Function and Metabolism: A Question of Supply and Demand. Trans Am Clin Climatol Assoc [Internet]. 2007 [cited 2017 Sep 6];118:23–43. Available from: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1863590/

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي