سلسلة المجرات: أنواع المجرات – المجرات الحلزونية

Spiral_Galaxy

|||

كنا تحدثنا في مقدمة صغيرة عن الإمبراطوريات النجمية الضخمة وعن بداية حقبتها حيث المجرات الأولية، كما ذكرنا أهمية المجرات في علم الفلك كجزء أساسيّ لا يتجزأ منها، فالمجرات من علوم الفلك كالنظام البيئي من علم الأحياء، فهي التي تضم الوحدات الرئيسية للحياة في هذا الكون. ونظرًا لعددها المهول والكبير وأشكالها الجميلة والمتنوعة والخلابة، فإن المجرات تخضع لتصنيف قائم على الشكل الهيكليّ للمجرة، فكما ذكرنا سابقًا هناك نوعين رئيسيين من المجرات، الإهليجية والحلزونية، كما يوجد نوع آخر من المجرات ذات أشكال غير منتظمة، ولكن هناك سؤال يدور في بال العلماء، لماذا تتخذ المجرات أشكالًا مختلفة، ولماذا تتفاوت معدلات تحوّل الغاز فيها إلى نجوم من مجرة لأخرى؟

المجرات الحلزونية-Spiral galaxies

تعد المجرات الحلزونية هي أكثر الأنواع انتشارًا في الكون، فمجرتنا درب التبانة تعد حلزونية الشكل مثلها مثل جارتنا «أندروميدا».

وتتكون المجرات الحلزونة من ثلاث أجزاء رئيسية هي مركز نشط وقرص دوّار يدور حوله محاط بهالة كبيرة تغلف المركز وجزء من القرص، بالإضافة لجزء أساسي موجود في كل المجرات وهو الذي يحافظ على بنيتها وتركيبها الهيكلي من التفكك، ألا وهو المادة المعتمة.

يسمى التضخم الموجود في مركز المجرة “Galactic bulge”، وهو عبارة عن هيكل كرويّ غالبًا ما يضم النجوم القديمة. وهناك العديد من المجرات الحلزونية يختبئ في مركزها أكثر الأجسام الكونية غموضًا، (ثقب أسود فائق الكتلة-Super Massive Black hole)، والذي من الممكن وصفه بأنه الإمبراطور لهذه المجرة.

أما بالنسبة للقرص الذي يدور حول المركز، فيتكون من الغبار والغاز والنجوم الصغيرة، ويكوّن شكلًا يشبه الأذرع، وبالمناسبة فإن مجموعتنا الشمسية تقع في أحد أذرع موطننا درب التبانة. وبالنسبة للهالة المحيطة بمركز المجرة وأجزاء من أذرعها، فغالبًا ما تكون كروية الشكل وتضم مجموعات نجمية تسمى “Globular clusters”.

وبالحديث عن نشأة المجرة الحلزونية بهذا الشكل، فالسبب يرجع إلى عملية تكوّن النجوم، فإذا كانت بطيئة فإن الغاز يخضع للتصادمات مع الحفاظ على زخمه الزاوي مكوّنًا شكل القرص أو الدوّامة.

C:\Users\AbkarenoO\Pictures\EgyRes\spiral-galaxies.JPG

تنقسم المجرات الحلزونية إلى نوعين هما (العادي-ordinary) والنوع الآخر وهو (المخطط-barred). بالنسبة للنوع الأول وهو العادي، فغالبًا ما يشار إليها بالرمز “S” أو “SA”، وهي تختلف عن النوع الثاني بأنّ الأذرع تخرج من المركز مباشرةً. أما بالنسبة للنوع الثاني والذي يشار إليه بالرمز “SB”، فتوجد منطقة على هيئة شريط أو خط تتكون من مواد تتحرك خلال المركز وتخرج منها أذرع المجرة.

إن كلا النوعين من المجرات الحلزونية يتم تصنيفهما طبقًا لمدى دوران الأذرع حول المركز، أو بتعبير آخر مدى إحكام ربط المركز بالأذرع، ويضم التصنيف الأحرف الإنجليزية بالترتيب بدايةً من الحرف “a”، ففي المجرات من النوع a تكون الأذرع غير واضحة وتكاد تكون مترابطة مع بعضها على شكل حلقات دائرية. وفي بعض الأحيان قد تجد تصنيفًا مكوّنًا من حرفين.

C:\Users\AbkarenoO\Pictures\EgyRes\spiral-galaxies1.jpg C:\Users\AbkarenoO\Pictures\EgyRes\spiral-galaxiesB.jpg

وتبين الصور التوضيحية أنواع المجرات الحلزونية وتصنيفها، حيث تبين أول ثلاث أشكال المجرات الحلزونية العادية وتصنيفها من الحرف a إلى الحرف c، ونجد هنا مدى اختلاف دوران الأذرع حول مركز المجرة، أما في الثلاث الصور الثانية فنجد المنطقة الشريطية المحيطة بالمركز والتي يصدر منها الأذرع الحلزونية.

لكن لا تقتصر المجرات بشكل عام على هذا النوع الحلزونيّ، فهناك المجرات الإهليجية وذات الأشكال غير المنتظمة وأنواع أخرى، كلها ذات تكوين مختلف عن المجرات الحلزونية، والتي سنذكرها في المقال التالي، فتابعونا.

إعداد: Mohammed Abkareno

مراجعة: Mohamed S. El-Barbary

تصميم: Mohammed Abkareno

المصادر:

http://sc.egyres.com/cIdgA

http://sc.egyres.com/YKX36

http://sc.egyres.com/rknGv

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي