تأُثير صور الفتيات المثيرة على كفائتهن

تأُثير صور الفتيات المثيرة على كفائتهن

من التّأثيرات السّلبية لوسائل التّواصل الاجتماعيّ: تأثيرها السّاحر على عقول الفتيات الصّغيرات؛ فيلجأن لنشر الصّور المثيرة لهن كوسيلةٍ للفت الانتباه، وجمع الإعجابات والتعلقيات. ولكن، هل بالفعل يتمّ أخذهنّ على محمل الجدّ، أم أن صور الفتيات المثيرة مجرّد خدعةٍ نفسية؟

تشير دراسة جديدة من جامعة ولاية أوريغون إلى أن صور الفتيات والشابات المثيرة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، مثل: فيسبوك، تجعلهن أقلّ جاذبية من غيرهنّ جسديًّا واجتماعيًّا وأقل كفاءةً في أداء المهام.

توضِّح الباحثة إليزابيث دانييلز -وهي أستاذة مساعدة في علم النّفس تُدرس تأثير وسائل الإعلام على الصّور التي تظهر جسم الفتيات- بأنَّ:

«هذا انتقادُ صريح لعرض الصّور المُثيرة على شبكات التّواصل الاجتماعيّ»

نتائج دانيلز مبنيّةُ على تجربةٍ أجرتها باستخدام حسابٍ وهميّ على فيسبوك.

وأضافت دانييلز:

«هناك ضغط كبير على الفتيات المراهقات والشّابات؛ لإظهار صورهنَّ بشكل مثير. ولكن، مشاركة هذه الصّور المُثيرة على الإنترنت قد تكون لها عواقب سلبيّةٌ أكثر من النّتائج الإيجابيّة»

وقالت دانيلز إن عندما يتعلق الأمر بصور الفتيات والشابات على الفيسبوك، فإنهن في وضع (No-Win Situation). وأشارت إلى أن الذين ينشرون صورًا مثيرة قد يخاطرون بردود فعلٍ سلبيّة من أقرانهم، ولكنَّ من ينشرون صورًا أكثر صحيًّة قد يخسرون المكافآت الاجتماعيّة، بما في ذلك اهتمام الفتيان والرجال.

نُشر بحث دانييلز في مجلة سيكولوجيّ لثقافة الإعلام للعموم  (بالإنجليزيَّة: The journal psychology of popular Media Culture)، وقد كان عنوان المقالة: «ثمن الإثارة: تصوّرات المُشاهدين للصور المُثيرة جنسيًّا مقابل الصور غير المُثيرة على فيسبوك».

خطوات دراسة دانيالز حول صور الفتيات

من أجل عمل تلك الدّراسة، أنشأت دانيالز حسابين وهميّين على فيسبوك باسم أماندا جونسون وهي شخصيّة خياليّة تبلغ من العمر عشرين عامًا. وفي كلتا الحالتين، ظهرت أماندا تحبُّ المطربين المعاصرين، مثل: ليدي جاجا، وكتب، مثل:  (Twilight)، وأفلام مثل (The Notebook)، التي تلائم فتاة في مثل سنّها. فالفرق الوحيد بين الحسابين كان في صورة الملفّ الشّخصيّ. وكانت الصّور حقيقيّة لامرأةٍ شابّة سمحت باستخدام صورها من أجل القيام بتلك التّجربة.
ظهرت صورة أماندا وهي ترتدي فستانًا أحمر قصيرًا بفتحةٍ كبيرةٍ عند السّاق بدءًا من منتصف الفخذ مع إظهار حمّالة الجورب. وعلى الجانب الآخر، ظهرت أماندا في الصّورة غير المثيرة ترتدي جينزًا وقميصًا قصير الأكمام ووشاحًا ملفوفًا حول رقبتها يغطي صدرها.
شاركت في هذه الدّراسة 58 فتاةً مراهقةً، تتراوح أعمارهن بين 13 و18 عامًا، و60 شابةً راشدة، انتهين من دراستهن الثّانوية، وتتراوح أعمارهن بين 17 و25 عامًا. وعُرض أحد الحسابين لهنّ بصورة عشوائيّة، وطُرِحت أسئلة بناء على الحساب الذي اُختير.

طُلِب من المشاركين وضع تقييم لشكل وجاذبية جسم أماندا مع وضع عبارات «أعتقد أنَّها جميلةٌ»، وتقييم الجاذبية الاجتماعيّة «أعتقد أنَّها يمكن أن تكون صديقة لي»، وتقييم كفاءة المهام «لدي ثقة في قدرتها على إنجاز عمل» من خلال اختيار رقم من (1-7)، حيث 1 (أختلف بشدّة)، و7 (أتّفق تمامًا).

نتيجة الدراسة حول صور الفتيات

في جميع مجالات الأسئلة الثلاثة، سَجَّلَ الملف الشخصيّ -غير المُثير- معدلًا أعلى، مما يشير إلى أن من شاهدوا تلك الصورة اعتقدوا بأن أماندا أكثر جمالًا، وأكثر ملاءمةً لأن تكون صديقة جيدة، وأكثر كفاءةً لأن تكمل أيَّ مهمة. وقالت دانييلز إن أعلى معدل كان في مجال كفاءة العمل، مما يشير إلى أن قدرات المرأة الشّابة أصبحت مشوّشةً تمامًا من ناحية الصّورة المثيرة.

وقالت دانييلز إن البحث يؤكّد على أهميّة مساعدة الأطفال والشّباب على فهم العواقب طويلة الأجل، لمشاركتهم منشوراتهم على الإنترنت. وأشارت دانييلز إلى أنه ينبغي للوالدين وأولياء الأمور والتّربويين وكل من يهمه الأمر أن يجروا محادثاتٍ مستمرةٍ وواعيةٍ مع المراهقين والمراهقات؛ بشأن الآثار المترتّبة على سلوكهم ومشاركاتهم على وسائل التّواصل الاجتماعيّ. أوضحت دانييلز أن البحث يسلّط الضوء أيضًا على الحاجة إلى مزيد من النّقاش بشأن أدوار ومواقف الجنسين، ولا سيما فيما يتعلق بالفتيات والشّابات.

تنصح دانييلز بأن تكون صور الفتيات والشابات على وسائل التّواصل الاجتماعيّ باختيار  تُظهِر هوياتهنَّ بدلًا من الانشغال بالمظهر الخارجيّ، مثل: صورةٍ من رحلةٍ أو صورةٍ تسلّط الضَّوء على المشاركة في رياضةٍ أو هواية. تقول دانييلز:

«لا تركِّزي كثيرًا على المظهر، ركّزي على ما أنتِ عليه كإنسانة وما تفعلينه في هذا العالم»

 

شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي