طريقة جديدة لصباغة الشعر

طريقة جديدة أكثر أمانًا لصباغة الشعر باستخدام الميلانين الاصطناعي

كثيرًا ما تلقينا تحذيرات من مخاطر صباغة الشعر في المنازل والصالونات؛ فيمكن أن تسبب المنتجات المستخدمة تحسس الجلد وتهيجه، حيثُ يعاني 1% من البشر من حساسية لصبغات الشعر. وإلى جانب ذلك، رُبِط الاستخدام المتكرر لبعض الصبغات بالإصابة بالسرطان. لكن قريبًا سوف تُحَلْ مشكلة صالونات التجميل وهواة صباغة الشعر الذين يبحثون عن بدائل طبيعية للأصباغ ومستحضرات التجميل.

وطور باحثو جامعة نورث وسترن (Northwestern University) طريقة جديدة لإنتاج مجموعة من ألوان الشعر ذات مظهر طبيعي، بدءًا من الأشقر وصولًا إلى الأسود، باستخدام إنزيمات تحفز الميلانين الاصطناعي (Synthetic Melanin). حيثُ نُشِر البحث بتاريخ 30 أكتوبرعام 2020م، في مجلة كيمياء المواد (Chemistry of Materials).

الميلانين
الميلانين

الميلانين مادة غامضة وواسعة الانتشار، توجد غالبًا على هيئة صبغة بنية أو سوداء. ويقول ناثان جيانتشي (Nathan Gianneschi) – من جامعة نورث وسترن ورئيس الأبحاث والمدير المساعد للمعهد الدولي لتقنية النانو (International Institute for Nanotechnology):

«كل أنواع الكائنات الحية تنتج الميلانين، مما يجعلها مادة متاحة بسهولة ومتعددة الاستخدامات داخل المعمل.»

يقول جيانتشي (Gianneschi) – أستاذ الكيمياء في كلية وينبرج للفنون والعلوم (Weinberg College of Arts and Sciences) بجامعة نورث وسترن، وأستاذ علوم وهندسة المواد والهندسة الطبية الحيوية في كلية ماكورميك للهندسة (McCormick School of Engineering):

«في البشر، يوجد الميلانين في الجزء الخلفي من أعيننا للمساعدة في الرؤية، وهو موجود في جلدنا للمساعدة في حماية خلايا البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. لكن الطيور تستخدمه كاستعراض باهر للألوان، حيثُ ريش الطاووس مصنوع كله من الميلانين.»

في الطريقة المعتادة لتلوين الشعر، يستخدم مصففو الشعر المُبَيْض لإزالة الميلانين من الشعر، ثم يضيفون الأمونيا والصبغة لفتح طبقة الكيوتيكل في الشعرة (Hair Cuticle) واختراقها، للحصول على لون دائم. ولذلك فكرت كلوديا باتيستيلا (Claudia Battistella) – زميلة ما بعد الدكتوراه في معمل جيانتشي، وهي المؤلف الأول للورقة البحثية – بإمكانية إنشاء طريقة أكثر استدامة للحصول على لون دائم  من خلال استبدال الميلانين بدلًا من إزالته، وترسيب اللون على سطح الشعرة بدلًا من وضعه داخلها.
في هذه الطريقة، يصبغ الباحثون الشعر عن طريق الجمع بين إنزيمات فِطْر عش الغراب والأحماض الأمينية، في عملية تحاكي التفاعلات التي تحدث بشكل طبيعي في الجسم. حيثُ كشفت الدراسات الأولية عن إمكانية ثبات الطبقة الملونة حتى بعد عدة مرات من غسل الشعر.

تقول باتيستيلا:

«من وجهة نظر مصففي الشعر، هناك تشابه في عملية الصباغة، لكن هذه الظروف أخف، لذلك تستغرق وقتًا أطول قليلًا.»

وتضيف:

«على الرغم من قابلية دمجها مع قاعدة، لكن ليس من الضروري استخدام واحدة، ولا حاجة للأصباغ الكيميائية. ونعتقد أيضًا أننا لن نعاني من الحساسية، فلدينا بالفعل ميلانين في أجسامنا.»

تساءل الباحثون أيضًا عن تأثير الشمس على الصبغة، لأن الميلانين يتلاشى من الشعر عند التعرض لأشعة الشمس وأثناء التقدم في العمر. وإلى جانب كونها عملية أخف تأثيرًا من الصباغة التقليدية، فإن طلاء الشعر بالميلانين الاصطناعي يحمي الشعر من أضرار أشعة الشمس التي يمكن أن تسبب تفتيح الشعر. وأظهرت الدراسات أنه بالمقارنة مع الشعر غير المعالج، يتضرر الشعر المعالج بصبغة الميلانين بشكل أقل عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية.

وحُدِدت أربع مزايا رئيسية لاستخدام الميلانين الاصطناعي بدلًا من الصبغات التقليدية:

  •  يتجنب الميلانين الاصطناعي استخدام الأمونيا كطبقة أساسية.
  • المركبات الأولية المستخدمة في علاج الشعر بالميلانين أقل سُمية.
  • تستخدم هذه الطريقة موادًا كيميائية أكثر أمانًا وأكثر قابلية للتطوير.
  • هناك إمكانات هائلة في التحولات التجميلية المستقبلية للميلانين الاصطناعي.

ونظرًا لرغبة القطاع الصناعي في الابتعاد عن المواد المسرطنة والمواد الكيميائية السامة الأخرى، يعتقد جيانتشي أن مختبره سيكون قادرًا على اقتحام الصناعة التنظيمية. ويأمل الفريق بعد ذلك في العثور على شريك يرغب في تطوير الصبغة على نطاق أوسع. فمن وجهة نظر جيانتشي، إن الدافع الرئيسي للبحث ليس مجرد الحماس للاستخدام التجاري الواسع المحتمل للميلانين.

يقول جيانتشي:

«من وجهة نظر الطب الحيوي، هناك سوق ضخم يحوي الأشخاص المصابين بحساسية لصبغات الشعر. كانت فكرتنا الأولى أنه من الرائع أن نصل إلى حل لمساعدة هؤلاء الأشخاص.»

 

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي