عالمٌ غامض .. خُطوط نازكا!

20895_1592641580987654_1406216859348241233_n-1

ماهي تلك الخطوط؟ ومالذي جعلها تحصل على لقب عجيبة الدنيا الثامنة؟
توجد تلك الخطوط بغرب قارة أمريكا الجنوبية، تحديدًاً في صحراء بيرو بين جبال الآنديز والمحيط الهادي؛ حيث كان يقطن شعب النازكا في الفترة مابين القرن الأول وحتى القرن السادس. كانت ثقافتهم غير معروفة للعلماء لأنهم لم يتركوا أي أثر على كتاباتهم و لادليل على وجود منازلهم، لكن كانت الصحراء هي المكان الوحيد الذي حَوَى تصميماتهم الفنية التى تُعد واحدة من أكثر الأثار غموضًا و إثارة ألا وهي خطوط نازكا!
الغريب في الأمر، هو أن تلك الخطوط تبادلت عليها أجيال ومرت بها قرون عديدة، لكن أحدًا لم يقدر أن يحل أحجية هذا العالم الغامِض كاشِفًا عن أسراره. في عام 1920 كانت أول طائرة تمر بهذا المكان، فما كان من ركاب تلك الطائرة إلا الاندهاش والذهول! وعندما عادوا من رحلتهم، وصفوا ما رأوه من خطوط هندسية مُعقدة تُغطي الصحراء. لتكون بذلك بداية اكتشاف تلك الخطوط حديثًا.
ولمحاولة فك لغز تلكم الخطوط، فإليكم مجموعة من المعلومات بشأنها:
• سُميت »جيوجليف-Geoglyphs« وتعني الأشكال الضخمة المرسومة على الأرض.
• تظهر الخطوط عند رؤيتها من الطائرة فقط وليس من على الأرض، لأنها من على مستوى سطح الأرض تظهر وكأنها مجرد حجارة مرصوصة(وهذا يُفسِر لماذا لم يلتفت إليها أحد من قبل).
• تتخذ الخطوط أشكالًا؛ بعضها بمقدرونا تمميزها كـ (وردة, قرد, عنكبوت, حوت, سمكة و آلاف غيرها)، والبعض الأخر أشكال غامضة لا نستطيع التعرف عليها. وكل شكل مُكوَّن من خط واحد فقط لايتقاطع!
كانت عالمة الآثار الألمانية ماريا رايت شغوفة بتلك الخطوط. قضت أعوامًا عديدة في البحث وتقديم الفرضيات والنظريات في محاولة لمعرفة كيف تكونت، واستطاعت أن تُقدِم جزءًا بسيطًا في حلها حيث ربطت بين تلك الأشكال والفلك والنجوم. فقدمت إجابة لسؤالين وهما: «كيف تكونت تلك الخطوط وكيفية بناءها؟ وكيف ظلت بنفس تصاميم أشكالها لفترة طويلة؟» حيث اعتقدت بأن الأحجار المُكوِنة للخطوط كانت في الأصل حِمم بركانية، انصهرت بفعل شدة الحرارة مُكوِنةَ كتلًا ثابتة نسبيًا وعندما ترسبت عليها طبقات من الطين_بفعل أحد الفيضانات القديمة_ أدى إلى تثبيتها بشكل أكبر.
وبالفعل وجد علماء الآثار أن 30% من الخطوط تُشبِه الخرائط الفلكية، بالإضافة إلى أشكال أخرى تشبه كائنات مائية مثل السمكة والحوت فاستنتجوا احتمالية اهتمامهم بالصيد، وصور أخرى كالقرد استنتجوا منها احتمالية توافر الماء والغابات عندهم في ذلك الوقت.
كانت الجبال مصدر المياه الجوفية بالنسبة لهم، واكتشفنا أيضًا امتلاكهم لنظام ري هندسي غاية الروعة! النظام عبارة عن مجموعات من الآبار، مُوَزَّعَة في أماكن عديدة حول الجبل، محفورَةٌ بشكل حلزوني بحيث يسمح لها هذا التصميم بإمكانية جمع أكبر كمية من مياه الأمطار للاحتفاظ بها حين الحاجة إليها في أوقات الجفاف. ومازالت تلك الآبار القديمة تعمل حتى يومِنا هذا!
كان الأمرُ غامضًا عندما وجد المُستكشفون بقايا لهياكل عظمية مُبعثرَة في الصحراء، وفسروا ذلك باحتمالية أن شعب النازكا احتلوا هذا المكان من قبل ودارت فيه حروبٌ ضد شعب الأنكا. واكتشفوا أيضًا عددًا من المقابر، حيث كان شعب النازكا يحنطون جثثهم ويهتمون بتزويد الميت بمعداته وملابسه وبالأحرى الشخصيات المهمة.
بعد فترة وُجِدَ مكان في كواشكي_غرب كاليفورنيا بأمريكا، يحتوي ايضًا على تلك الأشكال والخطوط-geoglyphs شبيهة لنازكا لكنها أصغر حجمًا. مُعظمها صور وأشكال لإنسان في أوضاع مختلفة. وذهب السكان المحليون بأن تلك الصور قد صُممت قديمًا لإقامة طقوس دينية ورقصات معينة على الخطوط لطلب الحكمة من الآلهة أو نزول المطر. (هذا يُفسِر السبب وراء ضخامة تلك الرسومات حيث لاتُرَى بوضوح إلا من أعلى، وذلك لاعتقادهم باحتمالية أن الإله سيتنزل عليهم ولهذا السبب رسموا تلك الخطوط).
ومازال البحثُ مستمرًا لمحاولة اكتشاف أسرار هذه الخطوط الغامضة.

فكرة: Omar Hesham
إعداد: Nabila Baghdady
مُراجعة وتدقيق: Ahmed Abd Elkareem
تصميم: Abdallah Taha
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي