عطل جديد يؤخر إطلاق جيمس ويب

otis_to_iis-1

يُعد تليسكوب «جيمس ويب» الفضائي مشروعًا طَموحًا، فالهدف من إطلاقه ليكون أكثر قدرة من تليسكوب هابل عندما يكون في الفضاء.

ولكن لسوء الحظ، فإنَّ إطلاق هذا التلسكوب في الفضاء أثبت أنه أمر مزعج، حيث تمَ تأجيل إطلاق التليسكوب أكثر من مره بسبب عدم سير المراحل المختلفة للتصنيع كما هو مخطط لها، وأصبح يتطلب التلسكوب عملًا أكثر بكثير مما كان متوقع، واستمر هذا الحظ السيء فقد فشلت المركبة الفضائية للتلسكوب في الحفاظ على ترابطها خلال الاختبارالأخير.

وقد كشف الفحص الذي اُجري على  تليسكوب جيمس ويب أثناء وجوده في منشأة نورثروب غرومان (Northrop Grumman) في جنوب كاليفورنيا، أنَّ اختبار الصدمة والاختبار الصوتي، واللذان يعدان محاكاة لصدمة المركبة الفضائية عند إنفصال حامل الحمولة بعد الإطلاق، ومحاكاة الأصوات الحادة والاهتزازات الناتجة أثناء الإطلاق، تسببت في انفكاك عدد من البراغي والحلقات للتليسكوب، ويبدو أنَّ الاختبار الصوتي هو الذي فعل ذلك، مما يوحي بأنَّ التلسكوب قد يتذبذب بشكل عنيف أثناء الإطلاق الفعلي، هذا إذا لم يتفكك تمامًا.

ويتضمن عنصر المركبة الفضائية الخاصة بتلسكوب جيمس ويب كلًا من حاجب شمسي (Sun shield) وحافلة قضائية (Spacecraft Bus)، و يكونان مع بعضهما (مرصد جيمس ويب-James Webb observatory) الذي سيطفو في الفضاء.

وبينما لم يركز هذا الاختبار على المكونات البصرية، فلا يزال من المهم جدًا التأكد من أنَ جيمس ويب لديه بعض القدرة على التحكم في حركته أثناء وجوده في الفضاء.

وعندما يُطلق تلسكوب جيمس ويب في النهاية على متن صاروخ Ariane 5 في وقت ما ربما في عام 2020 (في الأصل كان عام 2019)، فإنه سيكون في حاجة إلى طيّه داخل الحجرة المخروطية في مقدمة الصاروخ (Nose cone)، مما يجعل أدوات الربط التي ظهرت فيها مشكلة الانفكاك أمرًا خطير عند الإطلاق.

وقال «غريغ روبنسون» -مدير برنامج التلسكوب- في بيان صحفي من وكالة ناسا:

«تقوم وكالة ناسا بمراجعة خيارات الإصلاح والخطوات التالية في اختبار بيئة إطلاق عنصر المركبة الفضائية. ويقوم الفريق بمراجعة بيانات الاختبار وتكوين العتاد ويعمل بنشاط من أجل اتخاذ إجراءات تصحيحية في المستقبل القريب. ونتوقع العودة إلى تدفق الاختبار البيئي قريباً ومواصلة التحرك بأمان ومنهجية نحو إنجاح المهمة».

ويستحق تلسكوب جيمس ويب الجهد والوقت لأنه سيكون شيئاً مبهرًا عندما يصل في النهاية إلى الفضاء. حيث سيكون له مدار أكبر بكثير من تلسكوب هابل، ومع مرآة بطول 21 قدمًا (6.5 متر) ورؤية بواسطة الأشعة تحت الحمراء، سنتمكن من دراسة كل بوصة من الكون المرئي للبحث عن تفاصيل جديدة يمكننا دراستها.

ويُعد الفشل في إجراء اختبار روتيني مثل هذا ليس أمرًا سيئًا، حيث أن هذه الإختبارات تجريها وكالة ناسا في المقام الأول لمعرفة الأخطاء وتفاديها عند الإطلاق الفعلي للتلسكوب.

 

ترجمة: محمد عزت

المصدر:

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي