عمى الوجوه، كيف يبدو؟

prosopagnosia1
||||

إذا رأيت نفس البائع في بقالةٍ اليوم كما فعلتَ بالأمس، هل ستُدرك ذلك؟ ماذا عن رئيسك في العمل؟ هل ستتعرف عليه إذا رأيته خارج المكتب؟ ماذا عن والدتِك؟

البروزوباجنوزيا (بالإنجليزيّة: Prosopagnosia) أو عمى الوجوه بإمكانه أن يجعل المواقف السابقة مستحيلة الحدوث. المصابون بهذه الحالة يجدون صعوبة أو استحالة  في التعرف إلى الوجوه، ومن الممكن أنك تعاني من الأعراض دون أن تدرك ذلك.

ضائعٌ في غابَة الوُجوه

تخيّل أنك زُرت غابة الصنوبر حديثًا، إذا رأيت صورةً لشجرة صنوبر في وقت لاحق هل ستُدرك إن كنت قد مررت بها من قبل؟ معظمنا لن يفعل، لأن أشجار الصنوبر تشبه بعضها بعضًا إلى حدٍّ كبير. هذه طريقة شائعة لوصف البروزوباجنوزيا. المصابون بهذه الحالة لا يستطيعون تمييز الوجوه عن بعضها، بالنسبة لهم المشي وسط حشد من الناس يشبه المشي وسط غابة صنوبر!

يحدث عمى الوجوه على مستويات، فبعض الأشخاص لديهم صعوبة في التفرقة بين وجوه الغرباء فقط، والبعض الأخر غير قادرين على التعرف على ما يرون، فلا يستطيعيون تمييزه إن كان وجهًا أو جمادًا.

كان من الصعب على الباحثين في جامعة هارفارد البريطانية وأكاديمية لندن إحصاء العدد الفعلي للفئة التي تعاني من عمى الوجوه، ولكنها قُدرت بـ (2%) أي ما يعادل الملايين من البشر، العديد منهم لا يعرفون أنهم يعانون من المرض.  

هل من الممكن أنك تُعاني منه؟

معظم حالات عمى الوجوه مُكتسبة (بالإنجليزيّة: acquired prosopagnosia)، نتيجة لتلف في الدماغ إثر صدمة، أو جلطة، أونتيجة لحدوث الأمراض التنكسية العصبية. بقية الحالات تسمى البروزوباجنوزيا التطورية (بالإنجليزيّة: developmental prosopagnosia) بمعنى أنها تحدث قبل تطور القدرة الطبيعية للتعرف على الوجوه، والتي تبدأ عند معظم الناس في سن المراهقة.

في العموم، تُمَثِل البروزوباجنوزيا المُكتسبة معظم حالات عمى الوجوه لأنه من السهل التّفرقة في كيفية التعرف على الوجوه قبل وبعد حدوث الضرر بالدماغ. قد تكون البروزوباجنوزيا التطورية منتشرة أكثر مما نتخيل، لأن معظم المرضى لا يدركون أنهم يعانون منها. التعرّف على الوجوه أمرٌ مرهقٌ بالنسبة لهم ولكن الآخرين لا يتحدثون عن تعرفهم على الوجوه المختلفة، لذلك من السهل الفرض أن الجميع يعاني.  

بالتأكيد جميعنا قد يعاني في التعرف على الوجوه من وقت لأخر، عمى الوجوه أشدّ من ذلك، طبقًا لما ذكرته منظمة عمى الوجوه البريطانية:

« واحدة من العلامات الفاصلة في عمى الوجوه هي الاعتماد الكبير على معلومات غير الوجه للتعرف على الأشخاص، مثل الشعر، المشية، الملابس، الصوت، وغيرها»

يجعل عمى الوجوه في بعض الأحيان عمليّة تخيل وجوه الأقارب عمليّة صعبة التحقيق.

من أشهر الشكاوى التي يأتي بها مريض البروزوباجنوزيا هي عدم القدرة على متابعة البرامج التلفزيونية والأفلام، لأنهم لا يستطيعون اقتفاء أثر الشخصيات أوالتعرف عليها.

الأشخاص الذين لا يستطيعون رؤية الوجوه

المصدر

ترجمة: نهى محمود
مراجعة علميّة/تحرير: نسمة المحمدي
تدقيق لغوي: ريم عربي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي