بروتوكول جديد لقياس مستوى العقاقير في البيئة المحيطة بالمعامل الجنائيّة

4
بروتوكول جديد لقياس مستوى العقاقير في البيئة المحيطة بالمعامل الجنائيّة|توضيح للجرعة المميتة من الفنتانيل_الهيروين||لو أراد الكيميائيون إكتشاف كميات صغيرة من العقاقير مثل الفنتانيل، عليهم مراقبة مستوياته بالبيئة المحيطة|لو أراد الكيميائيون إكتشاف كميات صغيرة من العقاقير مثل الفنتانيل، عليهم مراقبة مستوياته بالبيئة المحيطة

لو أراد الكيميائيون اكتشاف كميات صغيرة من المخدرات مثل الفنتانيل، عليهم مراقبة مستوياته بالبيئة المحيطة.

توضيح للجرعة المميتة من الفنتانيل_الهيروين
جرعة مميتة من الهيروين مقارنة بجرعة مميتة من الفنتانيل. هذا فقط للتوضيح-المادة الموضحة بالصورة هي مادة صناعية للتحلية.
المصدر: Bruce A. Taylor/NH State Police Forensic Lab

عندما يُجري الكيميائيون بالمختبر الجنائيّ تجارب على أدلة بها عقاقير غير قانونية، حتمًا تنتشر كميات صغيرة من تلك العقاقير في بيئة المختبر؛ حيث إنه عند أخذ كميات قليلة من المسحوق، للحظات تتعرض جزيئات دقيقة منه للهواء وتنتقل عبره لتستقرَ في النهاية على الأسطح القريبة. ويمكن أيضًا لهذه الجزيئات أن تنتشر عبر اللمس؛ يُعتبر له لدرجة ما أثرٌ جانبيّ لا يُمكن تجنبه خلال عملية التحليل، وقد يؤدي أيضّا إلى وجود كميات ملحوظة من العقاقير بالمختبر.

يُطوّر علماء المعهد الوطني للمعايير والتقنية (National Institute of Standards and Technology) بالتعاون مع قسم الطب الشرعي بمكتب حكومة الولاية (The Maryland State Police Forensic Sciences Division) بروتوكولًا لقياس هذه المستويات وطبقوها في ثلاثة مختبرات للكيمياء الجنائيّة، ونُشرت نتائجهم اليوم في مجلة الكيمياء الجنائيّة (Forensic Chemistry).

تُوصي أفضل طرق التنظيف المنتظم للأسطح بإزالة بقايا العقاقير، لكن القليل من المختبرات هى التي تراقب حاليًا مستويات البيئة المحيطة، قد يكون من الضروري أن تتغير طريقة التعامل مع هذا الأمر فمثلًا العقاقير فائقة الفعالية مثل الفنتانيل (وهي المادة الأفيونية الاصطناعية التي تؤدي إلى انتشار وباء الجرعات المفرط على الصعيد الوطنيّ)؛ قد تصبح شائعة الاستخدام. كثيرًا ما تُخلط كميات صغيرة من الفنتانيل مع عقاقير أخرى لزيادة فعاليتها، وقد تضطر المختبرات إلى زيادة حساسية أدواتها لاكتشاف تلك الكميات الصغيرة. إذا كانت مستويات البيئة المحيطة عالية جدًا، فقد يؤثر ذلك على نتائج الاختبارات التي تم أبلغ عنها المختبر.

وصرح كيميائي الأبحاث في المعهد الوطني للإحصاء (إد سيسكو – Ed Sisco)و المؤلف الرئيسي للدراسة: 

«إذا قمت بتشغيل عينة وبها مادة الفنتانيل، يجب التأكد من أن هذا الفنتانيل جاء من العينة وليس من تراكم مستويات قديمة موجودة في المختبر»


ولقياس هذه المستويات، مسح القائمون على كتابة البروتوكول أسطح المُختبرات بنفس الطريقة التي قد يقوم بها أفراد أمن المطار بمسح أيدي راكب أو أمتعته. في المطار، تدخل تلك المسحة في جهاز لاختبار آثار بقايا المتفجرات، في هذه الدراسة، اختبر الباحثون المسحات بحثًا عن آثار المخدرات؛ حيث مسحوا مقاعد المختبر، الموازين، الهواتف، ومقابض الأبواب وأيضًا بمسح المكان خارج حدود المختبر في مناطق استلام الأدلة والأماكن الإدارية للتأكد من أن القياسات تعكس الظروف الروتينية في المختبر، مع العلم أنه لم يحدث أي تنظيف في غير ميعاده قبل الاختبار.

للتعرف على أنواع العقارات الموجودة، استخدم الباحثون تقنية تُسمى التحليل المباشر فى الوقت الحقيقى لقياس الطيف الكتلي (DART-MS)، من ثم استخدام مطايف الكتلة المدمجة بالكروموتوجرفيا السائلة (LC / MS / MS) لقياس كل كمية العقار الموجود، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأجهزة أكثر حساسية من تلك التي تستخدمها المعامل الجنائيّة في العمل اليومي لتحليل المخدرات.

إذا قمت بزيادة درجة حساسية التحليل لدرجة كافية، فسوف تجد تلك العقارات على كل شيء تقريبًا، وليس فقط في مختبرات الكيمياء، وفقًا لما ذكرته كيميائيّة الأبحاث في (NIST) والمؤلفة المشاركة (مارشيلا ناهارو Marcela Najarro)، واستشهد المؤلفون بدراسة أجريت عام 2011، والتي وجدت كميات واضحة من الكوكايين على 75 في المائة من عربات التسوق، أجهزة الصراف الآلي وغيرها من الأسطح الملموسة غالبًا في الأماكن العامة.

المصدر

ترجمة:  ندى أحمد
مراجعة: أحمد فهمي
تَدقيقٌ لُغَوِيّ: محمود خليفة
تحرير: نسمة محمود

                                                                           

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي