عنبرة سلام الخالدي

عنبرة-سلام-الخالدي

عنبرة سلام الخالدي||||||

احتفل جوجل الأمس –الرابع من أغسطس- بذكرى ميلاد أحد الشخصيات العربية النسائية البارزة ألا وهي السيدة عنبرة سلام الخالدي.

وقد أورد عنها ما يلي في ذكرى هذه المناسبة:

من خلال أنشطتها وترجماتها وأعمالها الأدبية، ساهمت الناشطة النسائية عنبرة سلام الخالدي في تطوير ودعم قضية حقوق المرأة في العالم العربي.
وُلدت السيدة عنبرة الخالدي في عام 1897 لأسرة لبنانية عريقة. وقد كان وضع أسرتها من الرقي كفيل بـ إتاحة فرصة تعليمية مميزة لها لم تتح للعديد من النساء في مطلع القرن العشرين؛ فقد سافرت للعديد من البلاد العربية لتلقي العلم. كما سافرت للخارج سعيًا وراء العلم كذلك. مما أكسبها شخصية منفتحة على العديد من اللغات والثقافات المختلفة.

كما ساهم سفرها في تطور مفاهيم الحرية الشخصية لديها. حيث كانت ترتدي حجابًا كاملًا يغطي وجهها –كما هو العُرف مع الطبقات النبيلة في المجتمع اللبناني آن ذاك- خلال فترة مراهقتها. وعندما بلغت الخامسة عشر؛ سافرت للقاهرة وهناك ساهمت الحرية النسبية التي تتمتع بها المرأة في إلهامها بتطوير المفاهيم اللبنانية التقليدية لديها، بما في ذلك فكرة تخليها عن ارتداء حجاب الوجه التقليدي. وفي عام 1927، قامت بـ إلقاء خطبة بينما هي كاشفةً عن وجهها على الرغم من الجدل الكبير الذي أثاره ذلك.

كرست عنبرة الخالدي جهودها في تطوير حقوق المرأة، كما كتبت في الصحف عن القمع الذي تواجهه المرأة العربية. كما قامت بترجمة كلاسيكيات الشاعر الملحمي الإغريقي (هوميروس) (Homer’s classics) إلى العربية، حتى يتسنى للآخرين الاستفادة مما تلقته من تعليم وثقافة. عندما بلغت الواحد والثمانين من عمرها، قامت عنبرة بنشر مذكراتها والتي تم ترجمتها إلى الإنجليزية لاحقًا بـ عنوان «مذكرات أول ناشطة نسائية عربية» (Memoirs of an Early Arab Feminist) واليوم تقوم خاصية (Google Doodle) بـ إلقاء الضوء على عنبرة الخليلي وكيف استعانت ب قلمها وكتابتها في توصيل رسالتها المجتمعية والتوعوية.[1]

عنبرة سلام الخالدي
عنبرة سلام الخالدي

وللتعرف على مزيدٍ من التفاصيل؛ يمكن القول أن السيدة عنبرة سليم علي سلام هي زعيمة النهضة الأدبية في نساء العرب، تسنمت المنابر على حجابٍ وسفور، فكان للعروبة والثقافة من فضل موقفها نور على نور. ولدت في بيروت ونشأت في أسرة عريقة في مجدها وطيب منبتها. وبعد أن أنهت تعليمها الابتدائي في مدارس بيروت تتلمذت على السيدة (جوليا طعمة دمشقية) وهي من رائدات النهضة النسائية الأولى في البلاد العربية، وقد كان لها في توجيهها وتربيتها أثر كبير، ولما وقعت الحرب العالمية الأولى أصبحت كل أنواع دراستها في المنزل، وسعى والدها في إيجاد الأساتذة لتعليمها، فتلقت دراستها على يدِ اللغوي الكبير الشيخ عبد الله البستاني واثنتين من المعلمات الفرنسيات، ثم على الأديبة المعروفة سلمى صائغ وغيرهم.

مساهمات عنبرة سلام الخالدي الاجتماعية

لقد اشتغلت منذ كانت على مقاعد الدراسة في الجمعيات الخيرية والاجتماعية، وترأست نادي الفتيات المسلمات الذي كان أول نادٍ نسائي عربي وكان يضم فريقًا من أرقى فتيات بيروت وكن يُقمن فيه الحفلات، فيحضرها الرجال والنساء ويحاضر فيها الأدباء والأديبات وأُلحقت بالنادي مدرسة تطوع فيها فتيات النادي لتعليم ابناء وبنات العائلات المحرومة والتكفل بـ إطعامهم والقيام على تأمين راحتهم. وساهمت بعد الحرب العالمية الأولى في الجمعيات التي تأسست لتشجيع المصنوعات الوطنية وكانت تنشر في الصحف والمجلات بعض المواضيع الاجتماعية الهامة.

قامت برحلة إلى إنجلترا لمشاهدة معالمها العمرانية والثقافية، وظلت مدة سنتين عكفت خلالهما على دراسة اللغة الإنجليزية دراسة خاصة كان لها أبلغ الأثر في نضوجِ ثقافتها، ثم عادت إلى وطنها لتقود النهضة الأدبية النسائية، وقد طُلب إليها إلقاء محاضرة عن مشاهداتها في إنجلترا وعندما حان وقت المحاضرة التي استغرقت ساعتين ارتقت المنبر في مدرسة الأحد في سنة 1918م سافرةً –دون حجاب- دون سابق انذار، وقد ذهل الحاضرون لعملها الجريء وقتئذٍ، إذ سبق لها أن ألقت خطبًا قبل ذلك وهي محجبة، فكانت بذلك أول فتاة تسفر علنًا في بيروت وقد حياها الشاعر عبد الرحيم قليلات بقصيدة عنوانها «عنبرة الأدب في سفورها وحجابها» قال في مطلعها:

الله للعرب حسبي لطفه حسبي
في ما دهى العرب من كرب ومن خطب
كرب الجهالة أربى طينها بللاً
خطب السياسة في أهل وفي صب

ومما ورد في القصيدة:

أمرٌ به العلم، لا رعد الحجابِ ولا
برق السفورِ أمير العقل واللب
حُييتِ (عنبرة) الفصحى معطرةً
روضَ النهوضِ بربا عرفِك الرطب
تنشق القلبُ شاذي نفحِه وكفى
ما العطرُ للعينِ إن العطرَ للقلبِ
ما قيلَ، خاطفة الأبصارِ إذ شهدوا
خطفُ البصائرِ من تبيانِك العذبِ
شفّ الحجى عن سني اللطف محتجبًا
والعلمُ كالنورِ في تمزيقِ ذي الحجبِ

مراحل حياة عنبرة سلام الخالدي

اقترنت بالأستاذ المرحوم أحمد سامح الخالدي مدير الكلية العربية في القدس المشهور بمآثره، والمسؤول الأول عن تعليم العرب في فلسطين، ولا يزال تلاميذه المنتشرون في الأقطار العربية مدعاة فخر واعتزاز لاسمه وذكراه.
وانتقلت بزواجها إلى محيط علمي ثقافي اتسعت فيه مداركها، وازدادت معارفها، وساهمت في أعمال بعض الجمعيات، وألقت المحاضرات ونشرت المقالات، ولما تم إنشاء دار الإذاعة في القدس سنة 1935م كانت أول سيدة تُدعى لافتتاح الحديث النسائي فيها.

كانت تتعاون مع زوجها في شتى الميادين العلمية والاجتماعية والخيرية، وتقوم بدعايات وطنية متواصلة، وكان بيتها منتدى تؤمه الطبقات المثقفة من مختلف الأقطار، فلم يكن يمر في القدس علماء أجانب أو عرب إلا ويدعون إلى بيتها لإعطائهم المعلومات الصادقة عن فلسطين ويقابلون بالحفاوة والتكريم.

عنبرة سلام الخالدي
عنبرة سلام الخالدي

آثار عنبرة سلام الخالدي الأدبية

لقد عكفت على ترجمة شيء من روائع الأدب الغربي الكلاسيكي، فترجمت عن الإنجليزية الملحمة الشعرية[2] (الإلياذة- Iliad) للشاعر الإغريقي (هوميروس) ثم (الأوديسة- Odyssey) ثم (الانيادة- Aeneis) للشاعر الروماني (ﭬيرجيل) (Publius Vergilius Maro)

الإلياذة

 باليونانية (μαθηματικ) ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع (الأوديسة) أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر (هوميروس) وتاريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد. وهي عبارة عن نص شعري، ويقال أنه كتبها مع ملحمته الأوديسة، وقد جمعت أشعارها عام 700 ق.م. بعد مائة عام من وفاته. وتروي قصة حصار مدينة طروادة .

 

عنبرة سلام الخالدي
الإلياذة

الإنيادة

(الانيادة) ملحمة شعرية لاتينية تدون أحداثًا تعتبر، كما تعتبر (الأوديسة)، تتمة لأحداث الإلياذة. ومع أن مؤلف الملحمتين السابقتين هو (هوميروس) اليوناني، ومؤلف (الإنيادة) هو (فرجيل) الروماني فإنها تتصل ببعضها اتصالًا وثيقًا إذ إنها تتابع قصة الأمير الطروادي (إنياس) الذي نجا بعد سقوط مدينته طروادة واستقر في غربي إيطاليا.

والإنيادة ثالث أشعار (ﭬيرجيل)، كما أنها أطولها وآخرها، وهي تروي قصصًا أسطورية تصور الشعب الروماني قبل تأسيس روما بزمن طويل. وقد نظمت بطريقة الشعر البطولي الذي عرف في القرون القديمة.

وكانت (الإنيادة) لسنين طويلة الكتاب الرئيسي لعالم الغرب، وكان يعاد طبعها مرة كل عام على الأقل. فكانت بذلك أكثر الكتب تداولًا في أوروبا وأشهرها منذ أيام الرومان.[3]

 

عنبرة سلام الخالدي
الإنيادة

الأوديسة

وصف لرحلات (أوديس) ملك (إيثاكا)، تلك الرحلات التي دامت عشر سنوات وحفّتها الأخطار والمشاق، في طريق رجوعه إلى بلاده، بعد سقوط طروادة. وكلمة أوديسي (/ˈɒdəsi/; Greek: Ὀδύσσεια Odýsseia, pronounced [o.dýs.sej.ja] in Classical Attic)

في اللغات الأوروبية الآن، ترادف معنى سلسلة طويلة من الرحلات، أو رحلة يمتد بها الأمد، وتتخللها المخاطرات والأهوال، كما ترادف قصة السندباد، عند أبناء العربية، معنى سفرات شاقة مفعمة بالغرائب والمفاجآت. و(أوديس) في الأساطير الإغريقية، هو ابن (ليرت)، وأمه (أنتكليا)، وهو ملك (إيثاكا)، وبطل مشهور يصح أن يعد ممثلًا لخصائص الشعب الإغريقي. وقد خلده (هوميروس) على أنه خير أبطال الإغريق وأشجعهم، والمفضل عند آلهة (أثينا). ولا بد من القول إن ذكر هذا البطل قد جاء في الأساطير الإغريقية المتأخرة موصوفًا بالجبن والخداع.[4]

عنبرة سلام الخالدي
الأوديسة

ترجمة وإعداد: آلاء محمد مرزوق
تحرير: زياد الشامي

المصادر:

1- “Anbara Salam Khalidi’s 121st Birthday.” Redirect Notice, BI,.
https://goo.gl/D5FQqH

2- Homer, and Virgil. “عنبرة سلام الخالدي.”Redirect Notice, BI,.
https://goo.gl/ocgq4A

3- https://goo.gl/58TJfi

4- https://goo.gl/eQ7X9v

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي