عمى الكلمات

word-blindness
|

كثيراً ما نسمع عن عمى الألوان، فهل يوجد عمى كلماتٍ أيضاً؟

ما هو عمى الكلمات؟

تخيّل أن تستيقظ في صباح أحد الأيام ذات الرُوتين الممل، تنهض من الفراش، ثمّ تجهز الإفطار، تُمسِك الجريدة لتعرف ما الجديد، فتجدها طلاسِم وشفرَات غير مفهومة!

هذا بالضبط ما حدث للروائيّ الكنديّ (هاورد إنجل – Howard Engel) عام 2001.

صورة لما تبدو عليه الكلمات في حال الإصابة بعسر القراءة

أليكسيا (بالإنجليزيّة: Alexia) أو ما يُعرف بعمى الكلمات هو شكل من أشكال عُسْر القراءة (بالإنجليزيّة: dyslexia) الناجم عن سكتة أو إصابة دماغية، كما حدث مع (إنجل)، وينتج عنها تَلَف الخلايا العصبيَّة في المنطقة المسؤولة عن القِراءة في الدماغ، ممّا يتسبّب في عدم القدرة على قراءة الكلمات.

تختلف منطقة القراءة عن تلك المسؤولة عن الكتابة في الدماغ، فهما عمليتان معقدتان للغاية. العين تُبصِر ما هو مكتوب، ثم يقوم العقل بترجَمتها إلى كلمَات وجُمل ذات معنى.

لماذا يجب أن نهتمّ؟

ربّما تعلم أن عُسر القراءة هو اضطراب في العملية التعليمية منذ الصغر، لكنّ عمى الكلمات يختلف عنه في كونه إعاقة مكتسبة، وهذا يعني إمكانية حدوثه في أيّ وقت عند وقوع إصابة.

من الشائع أن يترافق عمى الكلمات مع فقدان القدرة على التعبير (بالإنجليزيّة: expressive aphasia)، وأحياناً عدم القدرة على الكتابة (بالإنجليزيّة: agraphia).

لكَم هو مُرعب ما حَدث مع الروائيّ (إنجل)، خاصةً أنّه كاتبٌ مُحترف! لكن لحُسن حظِّه لم يفْقد قُدرته على الكِتابة أو التعبير.

هل هناك علاج؟

لا يوجد علاج لعمى الكلمات، لكن يمكن التعايش معه كما فعل الكاتِب (إنجل)، لقد جرَّب عدة طُرق في محاولة استعادة قدرته على القراءة، مثل تتبُّع الحروف بأصابعه، ورسم الحروف في الهواء حتى يتمكن من رؤيتها، وأخيراً قام بتتبُّع الحروف بلسانه.

على الرغم من أنّ عمى الكلمات يمكن أن يحدث في أيّ وقت، إلا أنّ معرفة إمكانية التعايش معه شيءٌ يبعث على الطمأنينة.

وقد نجحَت هذه التقنية بالنسبة لِ(إنجل) وفقاً لما ذكره الـ NPR: “لقد تعلّم (إنجل) القراءة بلسانه، ممسكاً شكل الحروف بأسنانه الأمامية، لقد وصل (إنجل) إلى المرحلة التي يستطيع فيها مواكبة العناوين الفرعية في فيلم أجنبي!”

تمكّن إنجل من كتابة (كتاب الذكريات – Memory Book) عام 2005م. ونشر كتاب (الرجل الذي نسي كيف يقرأ – The Man Who Forgot How To Read) عام 2007م، بعد إصابته بالسكتة الدماغيّة.

ترجمة: نهى محمود
مراجعة علميّة/تحرير: نسمة محمود
تدقيق لغوي: رؤى زيات.

المصدر

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي