«غرائب الكواكب»
هل تخيلت يومًا ما كيف يبدو الكون خارج مجموعتنا الشمسية، وما إذا كان يشبهها أم لا؟
الإجابة هي بالطبع لا، حيث يحتوي الكونُ على الكثيرِ من العجائبِ التي تفوقُ مخيلتنا والتي تجعلُ مجموعتُنا الشمسيةِ تبدو أقل إثارة مقارنةً بالمجموعاتِ الأُخرى، فلكل شيء طابعٌ خاص ومميِّز؛ فلنأخذ بضعة كواكب خارجية كمثالًا على ذلك:
● الكوكب (CoRoT-7b):
يبعدُ الكوكبُ عن الأرضِ بحوالي 480 سنة ضوئية، وهو أول كوكبٌ صخريٌ أُثبتَ دورانَه حولَ نجمٍ آخر.
وترجِعُ غرابةُ الكوكبِ إلى عدةِ أسبابٍ أولها هو احتمالية احتوائِه على أمطارٍ صخريةٍ حيثُ قدَّرَ العلماءُ أنَّ درجةَ الحرارةِ العاليةِ للكوكبِ تتسببُ في تبخير الصخور والتي يُمكن أن تتكثف؛ لتُمطر صخورًا على سطح الكوكب، كما يُحتملُ وجود براكين ثائرة على سطحه.
تصلُ المسافةُ بينَ الكوكبِ ونجمِهِ حوالى 1.6 مليون ميل (2.5 مليون كم)، أي أقرب من المسافةِ بينَ عطاردِ والشمسِ بحوالي 23 مرة، ويجعلُ هذا القربُ سطحَ الكوكبِ المواجه للنجمِ يصلُ لدرجةٍ حرارةٍ جُهنَّميّة تصلُ إلى (4000 F⁰) (2200 C⁰).
وهذا الكوكبُ مُقيد مديًا- أي أنَّ سرعةَ دورانِهِ حولَ محورِهِ تساوي سرعةَ دورانِهِ حولَ النجم-، لذا يواجه الكوكب النجم بنفس الوجه دائمًا، أمّا الوجه البعيد عن النجمِ فهو دائمًا في الظل مما يجعلُ درجةَ حرارتِهِ تنخفضُ إلى (-350 F⁰) (-210 C⁰).
أيضًا من الحقائقِ الغريبة عن الكوكب الصخري هي احتمالية تكّونه من بقايا «ضخم غازي واهن».
- الكوكب HD 188753)):
يقعُ هذا الكوكبُ في كوكبةِ البجعة، والتي تبعدُ عنّا بحوالي 149 سنة ضوئية، ويدورُ الكوكبُ حولَ ثلاثةِ شموس، وهو أول كوكب خارجي تمَّ إيجاده في مجوعةٍ تحتوي على ثلاثةِ نجوم.
«وبوجود ثلاثة شموس، لابد أنْ يكونَ منظرُ السماءِ من خارجِ العالم حرفيًا ومجازيًا.»
يقولُ (ماسيج كوناكي-Maciej Konacki) من معهدِ كاليفورنيا للتكنولوجيا لـ(space.com): «يشبهُ النجمُ الرئيسي النجمَ الخاص بنا، ويزن حوالي 1.06 من وزن الشمس، أمَّا النجمين الآخرين فيكوّنان زوجًا مترابط بشدة ويتصرفان مثل نجم واحد، وتفصلُ بينهما وبين النجمِ الرئيسي مسافةٌ تساوي تقريبًا المسافة بين الشمس وزُحل.»
● الكوكب J1407b)):
يبعدُ عنَّا النجم الخاص بهذا الكوكبِ حوالي 433 سنة ضوئية ناحية كوكبة القنطار: «كائن خرافي له رأس، يدين وجذع إنسان وجسم وأرجل حصان».
يملكُ الكوكبُ عددًا كبيرًا من الحلقاتِ والتي تجعلُ حلقاتِ زحلِ تبدو كلعبةٍ صغيرة، ويستطيعُ الكوكبُ إيواء أقمارًا بحجمِ الأرضِ أو المريخ؛ بناءًا على المسافاتِ الكبيرةِ بين الحلقات، واعتقدَ العلماءُ في بدايةِ اكتشافهم للكوكبِ أنَّه يحتوي على الأقلِ على أربعةِ حلقاتٍ كبيرة، ولكنْ بعدَ التدقيقِ والملاحظةِ وجدوا أنَّ حوله عدد كبير من الحلقات يُقدَّرُ بحوالى 37 حلقة.
ويقول (إريك ماماجيك-Eric Mamajek) كاتب مشترك في دراسةٍ حولَ الحلقاتِ بجامعةِ (روتشيستر-Rochester) في مدينة نيوورك: «هذا الكوكبُ أكبرُ كثيرًا من المشترى وزحل، وحلقاته تقريبًا أكبر 200 مرة من حلقاتِ زحل حاليًا.»
تُظهر الكواكبُ الخارجية نفسها في ضوءِ النجومِ الخاصة بها، فإذا مرَّ الكوكبُ مباشرةً من أمامِ النجم يجحبُ جزءًا من ضوءِ النجم؛ فيبدو النجم كأنَّه قد أصبح خافتًا للحظات، ولكنْ في عام 2007 أظهرَ النجمُ الخاص بالكوكبِ (J1407b) سلسلةً معقدةً من الخفوتِ والتي استمرت حوالي 56 يومًا.
عادةً عندما يمرُّ كوكبٌ خارجي أمامَ النجمِ الخاص به يكون التأثير ضئيلًا، فكوكبُ مثل المشتري على سبيل المثال يحجبُ حوالى 1% من ضوءِ الشمس، ولكن هذا الكوكب يحجب حوالى 95% من ضوء النجم الخاص به!؛ مما يدلُّ على الكثيرِ في حجمِ الكوكبِ ويجعلُ الكوكبَ The lord of the rings»» الجديد.
●الكوكب (SWEEPS10):
يندرجُ الكوكبُ تحتَ نوعٍ جديدٍ من الكواكبِ الخارجيةِ والتي تُسمّى الكواكبُ ذات الفترة الصغيرة جدًا (Ultra Short-Period planets(USPPs))، وهي الكواكبُ التي تدورُ حولَ نجومِها في فترةٍ أقل من يوم، ويكملُ هذا الكوكبُ دورته كل 10 ساعات، أمَّا سابقًا فكانت أقلَّ فترةِ دورانٍ لكوكبِ حولَ نجمِهِ هي 1.2 يوم.
وتنتمي تلك الكواكبُ إلى أحدِ المشتريات الساخنة: وهو غازي عملاق كانَ يدورُ قريبًا جدًا من نجمِهِ، أمَّا في مجموعتنا الشمسية عطارد هو أقرب الكواكب للشمس، ويكمل دورته كل 88 يوم.
وعلى عكس المشتريات الساخنة، فإنَّ النجوم التي تدورُ حولها ال(USPPs) تكونُ صغيرة، فالنجم الذي يدور حوله (SWEEPS10) لديه أقل من نصفِ كتلة الشمس، وغالبًا حجم النجم الصغير هو الذي يسمحُ بدورانِ الكواكب حوله بهذا القرب، ويقول الباحثون أنَّ دورانَ الكواكبِ بالقربِ من النجوم الكبيرة يؤدي إلى تدميرها.
●الكوكب PSR J1719-1438)):
يقعُ هذا الجرمُ على مسافةِ 4000 سنة ضوئية من الأرض في «كوكبة الثعبان»، والمثيرُ بشأنِ هذا الكوكب أنَّه يتكونُ من الماس، وتقترحُ دراسةٌ حديثة أنَّ الضغطَ الزائد جدًا على الكوكبِ والذى يدورُ حولَ نجمٍ نيتروني نابض هو على الأرجحِ الذي جعلَ الكربونُ يتبلورُ ويتحولُ إلى ماس.
ولكن تركيب الكوكب ليس الشيء الوحيد المثير بشأنه، حيث أنَّه يدورُ حولَ نجمٍ من نوعٍ خاصٍ من النجوم اللامعة معروفة باسم (Millisecond Pulsar)، وهي نجوم نيترونية نابضة تتكون من «السوبرنوفا».
تحولَ (PSR J1719-1438) من نجمٍ عادي إلى (Radio Pulsar) وهي نجوم نابضة تطلِقُ موجاتٍ راديوية عندما ينفجر نجم من نظام ثنائي، وتكّون مركز النجم المضغوط من الدوران السريع جدًا لرماد السوبرنوفا، وعندما وصلَ النجمُ الآخر في النظامِ إلى نهايةِ حياتِهِ توسَعَ كعملاقٍ أحمر وتحول أخيرًا إلى قزم أبيض، وبدَأَ النجمُ النابض في امتصاص الكتلة من رفيقه مما جعله يدورُ أسرع إلى أنْ وصلَ إلى سرعةٍ فائقة.
والآن أي الكواكب تعتقدون أنَّه الأغرب؟
إعداد: Nada Ahmed
مراجعة علمية: Ahmed Mohamed
مراجعة لغوية: Mahmoud ELdaoshy
تحرير: ندى المليجي
المصادر: http://sc.egyres.com/yboHf
http://sc.egyres.com/xogoi
http://sc.egyres.com/qwyvq
http://sc.egyres.com/xoTXJ
http://sc.egyres.com/j7l6a
