فتجنشتاين بعيون فرنسية: جدل العلاقة بين الفلسفة والعلم – الجزء الثاني

53110978_2260769664179402_4907694099315818496_n

يعتبر ذكر نقد كل من فوكو وفتجنشتاين الشديد للتقاليد الكلاسيكية للفلسفة الأوروبية من نوافل القول: فعند فتجنشتاين، الفلسفة هي عبارة عن ضرب من المرض اللغوي، وبالنسبة لفوكو، يمثل تاريخ الفلسفة نموذجًا تجريدًا يتفادى الممارسات الإنسانية، ويتجاهل الميادين الأخرى. ويقوم كلاهما بتمهيد الطريق لفلسفة بدون طموحات وآمال علمية، ويقف كل منهما موقف المعارضة من فكرة أن الفلسفة بإمكانها أن تكون معرفة الأشياء بالتوازي مع أن تكون نظرية لهذه المعرفة. أود اقتراح أنّ هناك محاولة لكل من فتجنشتاين وفوكو لتمييز الإجراءات الفلسفية عن العلمية: كلاهما عبارة عن نمط من أنماط النشاط، ولكن لا يستويان في نفس الطريقة. وهذا ما أريد تسليط الضوء عليه.

بالنسبة لفتجنشتاين، فإن الفلسفة يمكن مقاربتها كنشاط معارض للإجراءات العلمية. في محاضرات كامبريدج، يقول فتجنشتاين:

«بإمكان المرء في العلم أن يقارن ما يفعله بعملية بناء منزل. أولاً، يتعين عليك بناء الأسس المتينة: طالما أن الأسس في وضعها السليم، فلا يمكنك التطرق إليها أو تعديلها. في الفلسفة، نحن لا نوطد أسسًا، وإنما نُدخل الغرفة في نطاق الترتيب (التنسيق)، وللتعامل مع هذا، يتوجب علينا ترتيب كل شيء عدة مرات».

تعمل الاستراتيحيات العلمية اللغوية على نموذج للفهم يقوم على السببية الافتراضية، وهدفهم هو بناء الأطر النظرية بأساسات صلبة بإمكانها أن تعطينا تفسيرًا لكيفية الطريقة التي يعمل العالم بها. يعتمد التفسير العلمي على فكرة ضرورة السبب، بوصفها ميكانيزم خارق مخفي، الذي بإمكانه أن يعطي إفادة عن الظواهر الفيزيائية. نمط معين فلسفة اللغة ينطلق من نفس الفكرة التي مفادها أن النظام المنطقي يسبق الخبرة، مثل روح خفيّة للغة التي يمكن للتحليل الفلسفي أن يستوعبها. بالنسبة إلى فتجنشتاين، مثل هذا المفهوم حول اللغة، أو بالأحرى مثل هذه المحاولة من الفلسفة لمحاكاة التفكير العلمي، عبارة عن أصل الضلال الميتافيزيقي، لأنها تنطوي على تعيين شيء ما لطبيعة الموضوع، وهذا الشيء موجود بالفعل في وصف الموضوع.

يمكن تحديد التضاد بين الإجراءات العلمية والفلسفة من خلال الإشارة إلى التمييز الشهير بين الأسباب والمبررات. في سبيل توضيح الفرق بين فضاءات الأسباب والمبررات، يمكن أن نأخذ المثال المتكرر لفتجنشتاين في محكمة العدل: ما هو مطلوب مني في المحاكمة هو أن أشرح للقاضي أسباب أفعالي وليس إعطاءه القاعدة العامة التي تحكم جسدي وعقلي. في هذه الحالة، لا نواجه نظامًا جامدًا يشهد على الحقيقة ولا فرضية علمية، لكننا نلعب لعبة بهدف الإصرار على الآخر أن يأخذ تفسيرنا كحقيقة. الاتفاق بين الأشخاص الذين يستخدمون اللغة العادية يتم الوصول إليه عن طريق إعادة النظر في الحقيقة ضمن فضاء الأسباب، حيث يمكننا تبرير أقوالنا وإقناع أنفسنا من خلال معاني اللغة. على العكس من ذلك، فإن البارادايم السببي صحيح من الناحية القواعدية في سياق التفسير العلمي، ولكن غير مناسب للمعالجة اللغوية للقضايا الجمالية والأخلاقية والفلسفية والرياضية، وبالتالي ينتقد فتجنشتاين نزوع العلم إلى خلق علاقات سببية من خلال توسيع صلاحياته لتغطي كافة الحقل اللغوي.

يمكن للمرء القول أن هذا النقد شبيه بنقد المفهوم الشائع الذي ينظر للغة كتمثيل للعالم الخارجي، فهي صورة ذهنية لهذا العالم. اللغة بالنسبة لفتجنتشاين ليست صورة مبسطة عن التجربة، ولا هي انعاس للواقع، وإنما هي عملية رمزية ذات معنى. المعنى لا ينشأ من خلال العلاقة الصحيحة بين أفكاري والأشياء، وإنما يتعلق المعنى بالقواعد، وهي خليقة مجتمع من المتحدثين. يقول فتجنتشاين:

«في اللغة، نحن لا نبحث عن أي شيء، وإنما نحن نبني شيء ما».

لذلك، اللغة ليست حلقة وصل بيننا وبين العالم، وإنما هي عالمنا، العالم الذي نعيش فيه ونتصور فيه. بمعنى، يمكننا القول أن الطريقة التي أفهم بها العالم هي طريقتي في العيش فيه. لا أحتاج للانسلال والانسحاب من لغتي لأنظر في صحة استخدامي للكلمة (1)، لأن كل ما يمكننا قوله أو التفكير فيه موجود بالفعل في لغتي. يقول فتجنشتاين في تحقيقات فلسفية:

«يهدف مصطلح “لعبة اللغة” إلى إبراز حقيقة أن اللغة جزء من نشاط أو شمل من أشكال حياة».

وهذا يعني أن الحقيقة ليست شيئَا جاهزًا نصل إليه عقليًا، وإنما نحن نبني هذه الحقيقة من خلال التطبيق العملي في سياق “شكل حياة”. وهذا سبب أن فهم جملة ما عند فتجنشتاين لا يعني القبض على معناها من خارج اللغة، ولكن فهم معناها يكون في القدرة على استخدام الكلمات، لنتصور الجمل الأخرى، وتوفير الأسباب، ودائمًا في سياق مجتمعي، في سياق شكل الحياة. سأشير إلى ثلاث جوانب لمفهوم شكل الحياة عند فتجنشتاين.

أولاً، لا يمكن تلخيص شكل الحياة على أنه عدد من الحقائق التي تسبق الخبرة اللغوية. قام الباحثون بتفسر شكل الحياة هذا بوصفها واقع بيولوجي وأنثروبولوجي يشكّل حياة الإنسان. ولكن يمكننا القول أنه، أي شكل الحياة، مجموعة من القواعد والشروط التي تحكم استخدام اللغة، وتبني خبرتنا، وتحدد شروط أو حالات السلوك اللغوي.

ثانيًا، يدعي فتجنشتاين الصورة المتفق عليها من القواعد ليست رأي واعي، ولكن، كما رأينا، هو اتفاق في شكل حياة (2). هذا التعبير يعني أن المعيار الوحيد الذي يثبت أنني أتبع القاعدة أو أفهم المعنى الجملة، هو أنه في وقت معين، أتوقف عن تقديم المبررات للتصرف بشكل ما. يقول فتجنشتاين في التحقيقات:

«إذا استنفذت مبرراتي التي وصلت بها للأساس، وعملت الأشياء بمسمياتها. فأنا أميل عندها إلى القول أنا أفعل ذلك فحسب».

الميل للسؤال مرارًا وتكرارًا عن سبب تصرفي على نحو ما، تشويه ناتج عن تطبيق البارادايم السببي على التحليل الرمزي. هذا الأساس في الذي يعمل الاستعارات الفلسفية الكلاسيكية كأساس، هو طريقة غير مبررة للعمل، كأساس للطريقة التي نتصرف بها. لذلك، تذهب اللغة أبعد من العقلانية أو اللاعقلانية، إنها هناك، قبلنا تمامًا، مثل حياتنا (3). سيكون من العبث، أن نحتاج أسبابًا للحياة قبل أن نحيا، سيكون من العبث أن نسأل أنفسنا دائمًا لماذا نتصرف بهكذا طريقة.

ثالثًا، إذا وصلت سلاسل الأسباب إلى النهاية، فهذا يدل على أن بعض المقترحات أو الافتراضات لا يمكن الشك فيها. يقين الافتراض التجريبي يعتمد على الشروط القواعدية لاستخدامه، لأن الافتراضات تنتمي إلى نظامنا المرجعي، حيث أن حقيقة جملتي هي عبارة عن طريقة لفحص استيعابي لطرحي. بهذا المعنى، تأخذ افتراضات أو مقترحات تجريبية معينة الوظيفة المنطقية لقواعد اللعبة: كما يقول فتجنشتاين بأن القواعد كانت صلبة، وتعمل كقنوات لتغيير الافتراضات التجريبية. لكن، لا يوجد تمييز واضح بين القواعد والافتراضات الأخرى: افتراض تجريبي متحرك بإمكانه دائمًا أن يبلور افتراض ما والعكس بالعكس: “الافتراضات السائلة تصبح صلبة، والصلبة تصبح سائلة” (4)، لذلك يمكن التعامل مع نفس القضية في وقت واحد كشيء يمكن اختباره كتجربة، وفي مكان آخر كقاعدة للاختبار.

يمكننا أن نأخذ استعارة فتجنشتاين الشهيرة بأن اللغة كالنهر، تدفق المياه المتوجه من قاع النهر، والذي يتم تشكيله من الافتراضات التجريبية: يكتب فتجنشتاين:

«الأسطورة قد تتحول إلى حالة من التدفق، قاع نهر الأفكار قد يتحول. ولكن أنا أميّز بين حركة المياه عند قاع النهر، وتحول القاع نفسه، وعلى كل حال، لا يوجد تفريق حاد بين أحدهم والآخر».(5)

ويضيف:

«ضفة النهر تتكون جزئيًا من الصخر الصلب، لا تخضع لأي تغيير أو تلك الصخور غير المرئية تقريبًا، التي تتكون جزئيًا من الرمال، التي يتم جرفها الآن في مكان آخر الآن في مكان آخر، أو تترسب».

تشير هذه الاستعارات إلى لنظام المعتقدات الخاص بنا، لأن تدفق اللغة يغير باستمرار قاع النهر وضفافه. عليك أن تنظر إلى اللغة كنشاط، كحركة مستمرة، عوضًا عن تصورها كانعكاس سلبي للواقع. بالإضافة، يقول فتجنشتاين في كتاب في اليقين، الشذرة رقم 363:

«ما ينظر إليه الإنسان هو التغيرات المعقولة أو غير المعقولة. في حقب زمنية معينة يجد الإنسان ما هو معقول فيها غير معقول في حقب أخرى، والعكس صحيح».

وهذا يعني أن قاع نهر اللغة، ونظام يقينياتنا ليس ثابتًا، وإنما ذو طابع تاريخي.

هذا المفهوم يعني أن المعرفة المتحركة يتم تشييدها باستمرار وتعيد صياغة القواعد التي يتم تعلمها وممارستها. على الجانب الآخر، فإن نظام معتقداتي ليس مقصودًا ولا تعسفيًا لأنني لم أختره، إنه إرث ثقافتي التي تؤثر علي وتجعلني أتصرف وأفكر بطريقة معينة، لأنه يبدو ضروريًا إلي، بالطبع، إذا نظرنا إلى أشكال الحياة كطبيعة بيولوجية، فإننا نسعد بعد ذلك بفهم هذه الطبيعة كقانون يمكن التأثير عليه وتغييره، على الرغم من بقائها مؤثرة. يمكننا تعديل طبيعتنا ببطء، من خلال استراتيجيات تنظيمية لعاداتنا المفاهيمية. العلوم هي جزء من هذه الاستراتيجيات.

بالعودة إلى سؤال العلم، يلاحظ فتجنشتاين في كتابه «في اليقين» أننا نستخدم كلمة “حقيقة” بالربط مع نمط معين من القضايا: ليس تلك التي لها جذور عميقة في نظام المعتقدات التي تنظم أشكال حياتنا ، وليس تلك الموجودة أعماق المياه، ولكن تلك التي لا يزال الشك فيها ممكن. على العكس من ذلك، فإن عبارة مثل “أعلم أن هذه يد” لا تشير إلى وجود “اليد”، ولكن يعني أنه إذا كنت أشك في هذا البيان، فسأشكك في جل نظام معتقداتي. بكلمات أخرى، سأقع في الشك بنمط حياتي، وهذا هو خطأ الشكيّة. البديهيات التي يشير إليها جورج مور في إثبات الواقع الخارجي لا تستند إلى الوجود غير المتنازع عليه للواقع، تلك البديهيات تشكل وتصيغ بنية من القضايا تدعم وتسند بعضها البعض: تحدد الطرق التي ننظر إليها للأمور. معتقداتي ويقينياتي تصيغ النظام، وما يعطي هذه المعتقدات قيمة اليقين، هو القدرة على إدراج نفسهم في هذا النظام.

لعبة اللغة العلمية تتضمن تحديد القضايا كقضايا خاطئة أو صحيحة، وهذا على وجه التحديد لأن هذه القضايا ليست من بنية معتقداتي. قد يقول أحدهم أن القضايا العلمية تعتبر التدفق الضحل للنهر: حيث تتضمن طريقة ثباتها إمكانية الشك في صدقها أو خطأها. لهذا السبب بالتحديد يشير إيان هاكينج إلى أن القضايا العلمية مرشحات محتملات للصدق أو الكذب. “(…) الإمكانية للصدق أو الكذب لا تملك وجودًا مستقلاً عن عن أساليب التفكير التي تحدد ما هو صواب أو خطأ في مجالهم”. في هذا التحليل الفتجنشتايني، قبل تعيين قيم الحقيقة، يتعيّن على المرء التفكير وفقًا لأسلوب تفكير علمي معين.

تحاول الفلسفة فهم كيفية عمل هذه الأنماط المنطقية من التفكير العلمي، وكيف يتم الخلط بين أنماط التفكير المنطقي واللغة العادية، وسوء الفهم الناتج عن ذلك. هذا يعني أن القضايا العلمية للماضي تصبح جزءً من اليقين الحالي. بطريقة ما، يقينيات شكل حياتنا عبارة عن تدهور لقضايا علمية من الماضي. خذ، مثلاً، المعركة بين جاليلو والكنيسة في القرن السابع عشر حول حركة الشمس والأرض، اليوم جميعنا نعلم أن الأرض تدور حول الشمس، وهذا بيان علمي مشكوك فيه والذي أصبح الآن مستقرًا على وجه اليقين ، وهو أمر مستحيل الشك فيه. وبذات الطريقة، الفلسفة منسوجة بأنماط حياتنا: الميتافيزيقا الأرسطية، والذاتية الديكارتية، والأخلاقية الكانطية، كل هذه الأمور أصبحت جزء من يقينياتنا، كقوى قامت ببناء حياتنا والطريقة التي نتصرف بها عادة. بنفس الوقت، الفلسفة تخلق اللبس في استخدام اللغة العادية لأنها تفضي إلى الحاجة إلى تفسير خارق ما وراء أشكال حياتنا. لذلك التحليل الفلسفي بالمعنى الفتجنشتايني، يعمل في معركة ضد “فتنة” اللغة الفلسفية  من خلال إظهار الجانب العملي من القواعد. مهمة الفلسفة هي أن تنقل الكلمات “من الاستخدام الميتافيزيقي إلى الاستخدام اليومي”، حتى يتمكنوا من إعادة استخدام وظيفتهم الأصلية ، المفقودة بعد فهم خاطئ للقواعد. التوضيح القواعدي للغة العادية لدينا يمكننا من أن نصف الطريقة التي نعمل بها، الطريقة التي نفكر بها، الطريقة التي نتصرف بها، باختصار، نصف أشكال حياتنا.

يمكننا أن نرى أن هذا ينتج مهمة فلسفية متناقضة: هذه المعركة ضد الأخطاء الميتافيزيقية للفلسفة، يجب أن تُظهر شكل حياتنا، وأن نستعيد البناء المفاهيمي الذي يلجأ لنا والقواعد التي تحكم ألعابنا. لكن نحن طوال الوقت مقيمون في لغتنا، نفكر بها، لا يمكننا الهروب من شكل الحياة. “كيف باستطاعتنا أن نصف هذا البناء، الذي هو لغتنا، إذا لم نبقى منفتحين على احتمال وجود شيء آخر”، هكذا يتسائل فتجنشتاين. السبب الذي يجعله يصر على الخيال وإدراك الألعاب اللغوية، التي تهدف إلى محاربة المرض الفلسفي المتمثل في تغذية أفكارنا بنوع واحد من النماذج. إن إدخال ألعاب لغوية جديدة يتيح لنا إقامة مقارنات جديدة بين المفاهيم المرتبطة ببعضها البعض من خلال التشابهات العائلية. ولكن يمكننا فعل ذلك فقط من خلال تجاوز قواعد اللغة العادية، وهذا يعني تخيل مهام مختلفة للقواعد. في الممارسة العملية، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى تطوير تجارب عقلية تؤدي إلى تخيل أشكال حياة أخرى قريبة من تجاربنا. أعتقد أنه هنا يكمن الفارق الحقيقي بين العلم والفلسفة – حيث يضع العلم مباني مفاهيمية تدمج هذه الأفكار شيئًا فشيئًا في شكل حياتنا، تتعامل الفلسفة مع شيء آخر تمامًا. الفلسفة تحاول أن تدوس المرض الميتافيزيقي للغتنا من خلال الاهتمام بنفسها في “أسس البنى الممكنة”. إن جهد الخيال الذي تتطلبه الفلسفة، يحرر العقل من التشنج العضلي الذي يجبرنا على التفكير في المفهوم بطريقة واحدة فقط. وبفضل هذا الفصل، يظهر البناء المفاهيمي لخطابنا العلمي، أو نظام اليقين لدينا.

 

هوامش:
  1. أن أتخذ نقطة متعالية خارج نطاق لغتي أستند وألجأ إليها لمحاكمة قضاياي ومعتقداتي ولغتي، وهذا أمر مستحيل. نحن مغمورون بلغتنا. (المترجم)
  2. تحقيقات فلسفية، 243.
  3. (9UG, 55)
  4. في اليقين، 96.
  5. السابق، 97.

لقراءة الجزء الأول: هنا

إعداد وترجمة: مروان محمود
مراجعة: مايكل ماهر
تصميم: نهى عبد السميع

تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي