فن الأداء (Performance art)

exclusive-1-1

«الخط الفاصل بين الحياة و الفن يجب أن يظل مرنًا، و ربما غير واضح على قدر الإمكان»

( الآن كابرو-Allan Kaprow)

نبذة:

الأداء هو نوع الفن الذي يقدم حيًا، عادة عن طريق الفنان نفسه، و أحيانًا بمشاركة أخرين. وله دور هام في الحركات الطليعية (Avant Garde movements) خلال القرن العشرين، و قد لعب بالفعل دورًا هامًا في الحركات الفوضوية

(anarchic movements)  مثل: المستقبلية (Futurism) و الدادا(Dada)، فكلما استاء الفنانين من وسائط الفنون المآلوفة مثل الرسم، و النحت التقليدي ، يتجهون غالبًا إلى فن الأداء كوسيلة لتجديد عملهم.

الازدهار الأهم لفن الأداء حدث بعد انحدار فنون الحداثة(modernism)، و التعبيرية التجريدية(Abstract Expressionism) في الستينات حيث وجد دعاة له في أنحاء العالم، و ركز فن الأداء في هذا الوقت علي الجسد، و كثيرًا ما أُشِير له بالفن الجسدي (Body art) .

وهو: انعكاس لفترة تجريد الفن من المادة

(dematerialization of the art object) ، و التحليق بعيدًا عن الإعلام التقليدي كما عكس الاختمار السياسي لذلك الوقت من صعود الحركات النسوية(feminism)، تشجيع أفكار الانقسام بين الشخصي و السياسي و النشاطات المناهضة للحروب

(Anti war activism) و التي غذت مبادرات تسيس الفن .

و رغم تغير اهتمامات فن الأداء منذ الستينات إلى الآن إلا أنه قد بقي بشكل متواصل، و تم قبوله بشكل واسع في المتاحف، و المعارض الفنيه التقليدية و التي كان مستثني منها من قبل.

أفكار رئيسية:

      • الهدف الرئيسي من فن الأداء كان في الأغلب دائمًا تحدي أعراف الفنون المرئية التقليدية كالرسم و النحت، عندما لا تعد هذه الطرق صالحة للتعبير عن احتياجات الفنان، و عندما تبدو طرقها شديدة التحفظ، أو تقع في شرك التقاليد الفنية، و تبتعد عن حياة الإنسان العادي، يتحول الفنان غالبًا للأداء لإيجاد جمهور جديد، و أفكار جديدة.

      • يستعير الأداء أفكار، و أساليب الفنون الأخرى، وأحيانًا أنشطة غير مرتبطة بالفن كالطقوس، و الشعائر، أو المهام الوظيفية، فأذا أللهمت استعرضات الملاهي الليلية، و المسرحيات الهزلية بعض مظاهر أدائات فنانو الدادا(Dada) ؛ فهذا يعكس رغبة هذه المدرسة في اعتناق أساليب تعبير الفنون الشعبية، و الثقافة السائدة. ومؤخرًا استعار فنانو الأداء من الفنون الراقصة و حتى الرياضة.

      • بعض أصناف فن الأداء في فترة ما بعد الحرب العالمية كان يتم وصفها ببساطة كأفعال(Actions)، الفنانون الألمان: كجوزيف بيوس(joseph beuys)  يفضلون هذا المصطلح لأنه يميّز فن الأداء عن باقي وسائل الترفيه التقليدية المقدمة في المسارح. لكن التعبير أيضاً يسبب التوتر للفنانين الأمريكين حيث يُقال أنه انبثق من إعادة تفسير اللوحات الحركية(Action paintings) التي لم يعد فيها هدف الفن هو: الرسم علي اللوحه، و لكن شئ أخر عادة ما يكون جسد الفنان نفسه.

      • أحيانًا يرى التركيز الشديد علي الجسد في فن الأداء في الستينات كنتيجة لأزمة الإعلام التقليدي، و انهيار الإيمان بالوسائل الإعلامية كالرسم فارتد الابداع لجسد الفنان نفسه. البعض رآي هذا تحررًا، و جزءً من توسع هذه الفترة في الوسائط الإعلامية. البعض الأخر تساءل إذا كان ذلك انعكاس لأزمة جوهرية في مؤسسة الفن ذاتها، و دليل أن الفن قد انهك موارده؟.

      • يمكن رؤية فن الأداء في مطلع الستينات كواحد من الصيحات اليائسة التي تم تطويرها في صحوة اتجاه التبسيط(Minimalism)،و في هذا السياق هي إحدي نواحي ما بعد التبسيط(Post Minimalism )، و تشترك في بعض الصفات العملية الفنية له ، و هذا ميل مركزي أخر إلي أسلوب المظلة. فإذا كانت العملية الفنية للتبسيط تركز علي التقنية، و المواد المستخدمة في إنتاج الفن كذلك بعض أوجه فن الأداء كما كانت العملية الفنية مفتونة بالأنشطة العادية، و المكررة بالتشابه مع بعض فناني الأداء الذين انجذبو إلي الانشطة المهامية(Task based activities)و التي كانت عكس فنون الاداء الراقصة أو المسرحية شديدةالتصميم، و الشعائرية التقليدية.

أهم الأعمال :

  • الفنان: إيف كلاين (Yves Klein)

اسم العمل:قياس الجسد بالمرحلة الزرقاء ١٩٥٨

( The Anthropometries of the blue period)

وصف ،و تحليل العمل: على الرغم من أن اللوحة هي مركز عروض إيف كلاين، إلا أن نهجه في التعامل معها كان غير تقليدي علي الإطلاق.

بعض النقاد وصفوه بأنه نموذج لفنان الطليعية الجديدة(Neo avant garde) في سنوات ما بعد الحرب. و أشتهر في البداية بوحدانية اللون(Monchromes) بالأخص درجة مركزةمن اللون الازرق حصل كلاين علي براءة اختراعها في النهاية.. لكنه كان أيضا مهتماً بالفن المفاهيمي والأداء. في قياس الجسد(Anthropometries)، رسم لوحات لممثلات بالطلاء الأزرق، و جعل الممثلات يلطخن الأرض بنفس اللون لخلق تكوينات بشكل الجسم. في بعض الحالات، صنع كلاين لوحات كاملة بهذه الطريقة. في أوقات أخرى كان يقدم هذا العرض أمام جمهور معرض يرتدون ملابس فارهة ، وغالبًا مع مرافقة من موسيقى الحجرة. بهذا أزال كلاين جميع الحواجز بين الإنسان، واللوحة، وقال كلاين، «أصبحت العارضات فرش رسم حية، بتوجيهاتي قام الجسد نفسه بتطبيق اللون على الأسطح بشكل مثاليوقد أشير إلى أن العمل كان مستوحى من العلامات التي تركت على الأرض في هيروشيما وناغازاكي في أعقاب التفجيرات النووية عام ١٩٥٤.

  • الفنان: كريس بيردن (Chris Burden)

اسم العمل :تصويب (Shoot ١٩٧١)

وصف و تحليل العمل: في أكثر أعماله في أوائل السبعينات، وضع بوردن نفسه في خطر؛ وبالتالي وضع المشاهد في موقف صعب، اشتعل فيه التعارض بين الغريزة الإنسانية للتدخل، وبين تحريم اللمس، والتفاعل مع القطع الفنية. وفي هذا العمل وقف بوردن أمام جدار بينما أطلق عليه صديق النار في الذراع ببندقية طويلة عيار٢٢، و وثق صديق أخر هذا الحدث بالكاميرا. تم تنفيذ ذلك أمام جمهور صغير خاص. يعد ذلك واحد من أعتى عروض بيردن عنفًا، و هو لمس لفكرة الاستشهاد، وفكرة أن الفنان قد يلعب دور كبش فداء المجتمع. و يتحدث العمل أيضًا عن قضايا السيطرة على السلاح كما أتي في سياق هذه الفترة الشهيرة بحرب فيتنام.

  • الفنانه: مارينا أبراموفيتش

العمل: إيقاع ١٠ (Rhythm10 – ١٩٧٣)

وصف و تحليل العمل : في إيقاع١٠، تستخدم أبراموفيتش سلسلة من ٢٠ سكين لطعن المسافات بين أصابعها الممدودة بسرعة، و في كل مرة تجرح نفسها تختار سكين أخر من تلك المصفوفة بعناية أمامها. خلال منتصف العمل، بدأت تشغيل تسجيل للنصف ساعة الأولي من العمل المقرر له ساعة واحدة، و باستخدام صوت الضربات الإيقاعية للسكاكين وهي تضرب الأرض ويدها، حاولت تكرار نفس الحركات، و جرح نفسها في نفس الوقت بالتزامن مع التسجيل. هذه القطعة تعد مثالًا لاستخدام أبراموفيتش للطقوس في عملها، و تمثل ما وصفته الفنانة باسم التزامن بين أخطاء الماضي، و أخطاءالحاضر.

  • الفنان: جوزيف بويس (Joseph Beuys -)

اسم العمل: ذئب،أنا أحب أمريكا وأمريكا تحبني ١٩٧٤

(Coyote: I Like America and America Likes Me)

وصف و تحليل العمل : لمدة ثلاثة أيام متتالية في مايو ١٩٧٤ حبس بويس نفسه في معرض مع ذئب بري . بعد أن أعلن في وقت سابق أنه لن يدخل الولايات المتحدة طلما استمرت حرب فيتنام، كانت هذا القطعة العمل الوحيد له في أمريكا، ونُقل بويس من المطار إلى المعرض في سيارة إسعاف لضمان أن قدميه لن تمس التراب الأمريكي. ركز هذا العمل على فكرة أمريكا البرية ضد المروضة. في محاولة للتواصل مع فكرة أمريكا البرية ما قبل الاستعمار، عاش بويس مع ذئب لعدة أيام، و حاول التواصل معه. و قام بتنظيم سلسلة من التفاعلات التي كررها طوال فترة العمل، مثل تغطية نفسه بالكامل واستخدام عصى كمانعة الصواعق (lightning rod)، و تتبع الذئب في أنحاء الغرفة، منحني الخصر مع الحفاظ علي العصى موجهه ناحيه الذئب طول الوقت. وتم إيصال نسخ من صحيفة وول ستريت جورنال يوميًا إلي بويس، وكانت تستخدم كمرحاض من قبل الذئب، وكأن الذئب يقول: «كل ما يدعي أنه جزء من أميركا هو جزء من ممتلكاتي».

  • الفنانان: ليندا مونتانو و تياتشينج هسيه (Linda Montano and Tehching Hsieh )

اسم العمل: الحياة/الفن لسنة واحدة،المعروف أيضًا باسم قطعة حبل ( ١٩٨٤)

وصف وتحليل العمل: لمده عام كامل ربط مونتانو و هيسيه بعضهم بقطعة حبل بطول مترين و نصف، حيثما تواجدا في نفس الأماكن طول الوقت، لكن بدون لمس بعضهم علي الإطلاق، في فكرة هسيه الأصليه الحبل يمثل نضال البشر مع بعضهم البعض ومشاكلهم مع التواصل الاجتماعي والمادي. مع تطور العمل، حاذ الحبل على مزيد من المعاني. فسيطر عليهما مع ذلك توسع لأنماط كلا من حياة الفنانين، ليصبح رمزًا بصريًا للعلاقة بين شخصين. طول ٣٦٥ يوم هي مدة عمل بالغ الأهمية، فقد رفع قيمه الأداء لقيمه الحياة. حيث لا يمكن فصل الحياة عن الفن في إطار عمل تعد الحياة فيه هي الفن. .ويقول هسيه أنه إذا كان العمل لمده أسبوع أو أسبوعين، سيكون أشبه بالأداء، ولكن سنة، «تجعله تجربه حقيقية من الوقت والحياة».

  • الفنان: كوكو فوسكو وغييرمو غوميزبينا (Coco Fusco and Guillermo Gomez-Pena)

اسم العمل: اثنان من الهنود الحمر غير المكتشفين في زياره لبونيس آيرس ١٩٩٢

(Two Undiscovered Amerindians Visit Buenos Aires) 

وصف وتحليل العمل: يرتديان أزياء مثير للسخرية، ويقومان بمهام [السكان الأصلين لأمريكا] النمطية، ومحبوسان في قفص، واجه فوسكو وجوميز بينا ممارسة عرض الإنسان، وقولبة الأخر(fetishization of the other). ارتدي فوسكو عدة أشكال تنكرية مختلفة، بما في ذلك ضفائر الشعر و تنورة العشب وحمالة صدر جلد النمر، في حين ارتدت جوميز بينا ملابس الأزتيك (Aztec) وأكلا الموز بينما يقومان [برقصات تراثيه] وغيرها من الطقوس التقليديةو كان يتم أقتيادهم إلى الحمام من قبل حراس المتحف موثقين بسلسلة. تم تقديم العمل أول مره في كولومبوس بلازا، مدريد، أسبانيا Columbus Plaza, Madrid, Spain كجزء من بينالي الحافه عام ٩٢، الذي نظم في ذكرى رحلة كولومبوس إلى العالم الجديد. وكان القصد أن يكون العمل كوميدي ساخر، ولكن نصف المشاهدين أعتقدو أن عينات الهنود الحمر (Amerindian) الوهمية كانت حقيقية.

اعداد : دينا فوزي

مراجعة لغوية :sara Hassan
المقال
الاصلي
: http://sc.egyres.com/xmlS4

تصميم :#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي