كيف نميز بين فيروس كورونا المستجد، وفيروس الأنفلونزا؟

202003171042254225

حتى التاسع والعشرين من (أبريل 2020)، أدى فيروس كورونا المستجد المسمى بـ(كوفيد-١٩) إلى إصابة أكثر  من (ثلاثة ملايين) شخص، ووفاة أكثر من (مائتي ألف) حالة فى جميع أنحاء العالم(1)، وبمقارنة تلك الإحصائيات بإحصائيات فيروس الأنفلونزا بـ«الولايات المتحدة الأمريكية» فقط فقد تسبب فيروس الأنفلونزا فى إصابة ما يقدر بنحو (39-56 مليون) شخص، و(410-740 ألف) حالة استدعت الرعاية الصحية بالمستشفي، و(24-62 ألف) حالة وفاة هذا الموسم طبقًا لتقديرات «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC).(2).

لقد درس العلماء الأنفلونزا الموسمية لعقود، وعلى الرغم من الخطر الجسيم الناجم عنها، إلا أن العلماء عرفوا عنها الكثير، وأصبح بالإمكان التنبؤ بمثل تلك الإحصائيات فى كل موسم.

في المقابل، لا يعرف سوى القليل جدًّا عن ذلك الفيروس التاجي المستجد، والمرض الذي يسببه، الذي يطلق عليه اسم (كوفيد-١٩)؛ نظرًا لأن أول ظهور له كان فى العام الماضي؛ هذا يجعل (كوفيد-١٩) شيئًا مبهمًا من حيث مدى وسرعة انتشاره، وعدد الوفيات التي سيسببها.

يتسابق العلماء لمعرفة المزيد عن (كوفيد-١٩)، وقد يتغير مفهومنا تجاه الفيروس المسبب له، وكذلك التهديد الذى يشكله مع توافر معلومات جديدة؛ وبناءً على ما نعرفه حتى الآن، إليك المقارنة بينه وبين الأنفلونزا الموسمية.

الأعراض وحِدَّتها

كل من فيروسات الأنفلونزا الموسمية -سواء من الفئة (A) أو الفئة (B)- كذلك (كوفيد-١٩) هي من الفيروسات المعدية المسببة لأمراض الجهاز التنفسي.

تشمل أعراض الأنفلونزا التقليدية (الحمى، والسعال، والتهاب الحلق، وآلام العضلات، والصداع، وسيلان الأنف، أو انسدادها، والإرهاق، وأحيانًا القيء والإسهال)(3).

وفقًا لـ(مركز مكافحة الأمراض) غالبًا ما تظهر أعراض الأنفلونزا فجأة، ويتعافى معظم الأشخاص المصابين بالأنفلونزا فى أقل من أسبوعين، ولكن في بعض الأشخاص تُسبب الأنفلونزا بعض المضاعفات بما فى ذلك الالتهاب الرئوي.

حتى الآن -في موسم الأنفلونزا الحالي- ظهرت لدى حوالي (١%) من الأشخاص بـ«الولايات المتحدة» أعراض شديدة استدعت الرعاية الصحية بالمستشفين، ومعدل الرعاية الصحية الإجمالي لموسم الأنفلونزا هذا العام في «الولايات المتحدة» هو (69) حالة حجز بالمستشفى لكل (١٠٠ ألف) مواطن(4).

أما مع (الكوفيد-١٩) لا يزال الأطباء يبذلون جهودهم لفهم الصورة الكاملة لأعراض المرض وشدته.

تفاوتت الأعراض المبلَّغ عنها لدى المرضى من خفيفة إلى شديدة، ومن الممكن أن تشمل:

(الحمى، والسعال، وضيق التنفس)؛ وفقًا لـ«مركز مكافحة الأمراض».

ومن الأعراض الأخرى: (الرعشة، وآلام العضلات، والصداع، وآلام الحلق، وفقدان حاستي الشم والتذوق).

كما أن الأعراض تظهر بشكل تدريجي في حالة (الكوفيد 19)، على عكس الأنفلونزا الموسمية التي -كما أسلفنا- تظهر أعراضها فجأة(5).

كبار السن والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، مثل: (أمراض القلب، وأمراض الرئة، أو السكري) معرضون بشكل أكثر للمضاعفات الخطيرة (للكوفيد 19).

وأفادت دراسة أجريت على حالات (كوفيد-١٩) بـ«الولايات المتحدة الأمريكية» أن من بين (٤٢٢٦) حالة تم الإبلاغ عنها، تم إدخال (٥٠٨) شخص على الأقل، أو (١٢%) إلى المستشفى، ومن هؤلاء أقل من (1%) كانوا يبلغون من العمر أقل من (20) عامًا(6).

وفقًا لـ«منظمة الصحة العالمية» من المهم أن نلاحظ التشابه فى الأعراض الظاهرة بسبب معظم الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسي، والذي يجعل من الصعوبة التمييز بين فيروسات الجهاز التنفسي المختلفة؛ اعتمادًا على الأعراض وحدها(7)

معدل الوفيات

يبلغ معدل الوفيات نتيجة للأنفلونزا الموسمية حوالى (٠٫١%)، على الرغم من أن معدل الوفيات لـ(كوفيد-١٩) غير مؤكد حتى الآن.

تشير معظم الأبحاث إلى أنه أعلى بكثير من معدل الأنفلونزا الموسمية(7).

طبقًا لإحصائيات جامعة «جونز هوبكنز الأمريكية» حتى (الثالث من مايو) وصل معدل الوفيات ضمن الحالات المؤكدة في «الولايات المتحدة» إلى (5,8%).

ومع ذلك، من الواضح أن معدل الوفيات يختلف باختلاف المكان، وعمر الفرد، وتوَافُر وجودة الرعاية الصحية من بين العوامل الأخرى التي تؤثر فيه.

طرق انتقال الفيروس

المقياس الذي يستخدمه العلماء لتحديد مدى سهولة انتقال الفيرس يُعرف باسم (رقم التكاثر الأساسي) أو (R0)  (تنطق آر نوت) هو تقدير متوسط عدد الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من شخص واحد مصاب، تبلغ قيمة الإنفلونزاالموسمية (R0) حوالي (1.28)(8).

لا يزال الباحثون يعملون لتحديد قيمة (R0) لـ(كوفيد-١٩)؛ قُدرت الدراسات الأولية أن قيمة (R0)  للفيروس التاجي الجديد تتراوح ما بين (٢) أو (٣)، وفقًا لدراسة مرجعية نشرت بمجلة (JAMA) في (الثامن والعشرين من فبراير)؛ مما يعني أن كل شخص مصاب نشر الفيروس لحوالي (٢) أو (٣) أفراد آخرين(9).

ويجب الانتباه بأن الـ(R0) ليس برقم ثابت، بل رقم تقديري، ويمكن أن يختلف باختلاف المكان، ويعتمد على عوامل كثيرة، مثل: عدد المرات التي يتواصل فيها الناس مع بعضهم البعض، والجهود المبذولة للحد من انتشار الفيروس.

الوبائيات

من المهم عدم خلط الأمور بين (الأنفلونزا الموسمية)، و(الأنفلونزا الوبائية)، أو تفشي وباء عالمى لفيروس أنفلونزا جديد مختلف تمامًا عن باقي السلالات التي تنتشر عادة.
حدث هذا فى العام (٢٠٠٩) مع اجتياح فيروس أنفلونزا الخنازير للعالم الذي يقدر أنه تسبب في وفاة ما بين (١٥١ ألف) لـ(٥٧٥ ألف) فرد في جميع أنحاء العالم؛ وفقًا لمركز مكافحة الأمراض فإنه لا يوجد وباء للأنفلونزا فى وقتنا الحالي(10).

في (الحادى عشر من مارس) أعلنت «منظمة الصحة العالمية» رسميًّا تفشي وباء (كوفيد-١٩)؛ هذه هي المرة الأولى التى تعلن فيها منظمة الصحة العالمية عن تفشي وباء نتيجة لفيروس من السلالة التاجية(11).

طرق الوقاية

على عكس الأنفلونزا الموسمية التي يوجد لديها لقاح للحماية من العدوى، لا يوجد حتى الآن لقاح لـ(كوفيد-١٩)، لكن الباحثين حول العالم عاكفون على تطوير المراحل الأولى من لقاح جديد لـ(كوفيد-١٩).

كما أطلق المسئولون بالفعل تجارب علاجية للمرحلة الأولى من لقاح محتمل لـ(كوفيد-١٩).

وبصورة عامة، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بما يلي؛ لمنع انتشار الفيروسات التي  تصيب الجهاز التنفسي، وتشمل كل من الفيروسات التاجية وفيروسات الأنفلونزا:

  • اغسل يديك باستمرار بالماء والصابون لمدة (٢٠ ثانية) على الأقل.
  • تجنب لمس أنفك وفمك بأيد ملوثة.
  • تجنب الاتصال عن قرب مع الأشخاص المصابين بالمرض، أو استخدام أدوات مائدة مشتركة معهم.
  • الزم المنزل إذا كنت مصابًا.
  • نظف وطهر الأشياء والأسطح التي تلمسها بشكل متكرر(12).

 

المصادر

1. Coronavirus disease 2019 (COVID-19) Situation Report – 100 [Internet]. Available from: https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/situation-reports/20200429-sitrep-100-covid-19.pdf?sfvrsn=bbfbf3d1_6

2. CDC. Preliminary In-Season 2019-2020 Flu Burden Estimates [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.cdc.gov/flu/about/burden/preliminary-in-season-estimates.htm

3. CDC. Flu Symptoms & Complications [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2019 [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.cdc.gov/flu/symptoms/symptoms.htm
4. CDC. Weekly U.S. Influenza Surveillance Report (FluView) [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.cdc.gov/flu/weekly/index.htm

5. CDC. Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) – Symptoms [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/symptoms-testing/symptoms.html

6. CDCMMWR. Severe Outcomes Among Patients with Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) — United States, February 12–March 16, 2020. MMWR Morb Mortal Wkly Rep [Internet]. 2020 [cited 2020 May 4];69. Available from: https://www.cdc.gov/mmwr/volumes/69/wr/mm6912e2.htm

7. Q&A: Similarities and differences – COVID-19 and influenza [Internet]. [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.who.int/news-room/q-a-detail/q-a-similarities-and-differences-covid-19-and-influenza

8. Biggerstaff M, Cauchemez S, Reed C, Gambhir M, Finelli L. Estimates of the reproduction number for seasonal, pandemic, and zoonotic influenza: A systematic review of the literature. BMC infectious diseases. 2014 Sep 4;14:480.

9. Rio C del, Malani PN. COVID-19—New Insights on a Rapidly Changing Epidemic. JAMA [Internet]. 2020 Apr 14 [cited 2020 May 4];323(14):1339–40. Available from: https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2762510

10. CDC. 2009 H1N1 Pandemic [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2019 [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.cdc.gov/flu/pandemic-resources/2009-h1n1-pandemic.html

https://www.livescience.com/new-coronavirus-compare-with-flu.html

 

11. WHO Director-General’s opening remarks at the media briefing on COVID-19 – 11 March 2020 [Internet]. [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.who.int/dg/speeches/detail/who-director-general-s-opening-remarks-at-the-media-briefing-on-covid-19—11-march-2020

 

12. WHO Director-General’s opening remarks at the media briefing on COVID-19 – 11 March 2020 [Internet]. [cited 2020 May 4]. Available from: https://www.who.int/dg/speeches/detail/who-director-general-s-opening-remarks-at-the-media-briefing-on-covid-19—11-march-2020
شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي