لأوَّل مرَّة على الإطلاق، تمَّ تأكيد تشخيص أوَّل حالة لفيروس ماربورغ في غرب أفريقيا. جاء البلاغ عن الحالة من قبل السُّلطات الصّحِّيَّة في محافظة (جيكيدوغو -Gueckedou) الجنوبيَّة في غينيا، حيثما أُعلِن عن آخر اندلاع لفيروس إيبولا ( Ebola virus ) في البلاد منذ أقلّ من شهرين. الجدير بالذِّكر أنَّ غينيا ما زالت تقاوم الموجة الثَّالثة لفيروس كورونا المستجدّ.
وقالت وزارة الصَّحَّة الغينيَّة في الخامس والعشرين من شهر يوليو، أنَّ المريض وصل إلى وحدة صحّيَّة محلِّيَّة في منطقة تُدعى (كوندو) في محافظة جيكيدوغو من أجل تلقِّي العلاج. وقد أُرسِل فريق تحقيق طبِّي؛ من أجل استقصاء أعراض المريض المتفاقمة، والتي تضمَّنت: (الحمَّى، والصُّداع، والتَّعب، وآلام البطن، ونزيف اللِّثَّة). ويُذكَر أنَّ المريض توفِّي في الثَّاني من أغسطس.
منظمة الصحة العالمية تعلن أول وفاة بفيروس ماربورغ في غينيا
جُمِعَت عيِّنات من المريض المُتوفَّى بواسطة مختبر ميداني في جيكيدوغو، وأكَّد المختبر الوطني بغينيا للحمَّى النَّزفيَّة أنَّه كان مصابًا بــ فيروس ماربورغ (Marburg virus)، كما أكَّد معهد باستير (Pasteur Institute) بالسِّنغال النَّتيجة نفسها.
وصفت منظَّمة الصّحَّة العالميَّة فيروس ماربورغ بأنَّه فيروس شديد العدوى، ويسبِّب الحمَّى النَّزفيَّة، وأنَّه ينتمي لنفس العائلة الفيروسيَّة الخاصَّة بفيروس إيبولا.
أشار (ماتشيديسو مويتي -Matshidiso Moeti) -المدير الإقليمي لمنظَّمة الصّحَّة العالميَّة في أفريقيا- إلى أنَّ قدرة البلاد على وقف انتشار المرض بسرعة يعتمد إلى حدٍّ كبير على السُّلطات الصّحِّيَّة المحليَّة، وقدرة مسؤولي الصّحَّة في كشف وتشخيص المرض بسرعة.
كان آخر انتشار لفيروس ماربورغ في أوغندا في عام 2017م؛ حيث تمَّ تأكيد ثلاث حالات، وقد ماتت كلَّها. بينما كان أكبر تفشِّي لفيروس ماربورغ مُوثَّق في أنغولا في عام 2005؛ إذ توفِّي 329 شخصًا من مجموع 374 حالة.
في حين تتوفَّر بعض اللقاحات، وبعض الخيارات العلاجيَّة لفيروس إيبولا؛ إلا أنَّه لا يوجد أيّ دواء مُوثَّق لفيروس ماربورغ، بل يقتصر العلاج على رعاية المريض، ومعالجة الجفاف، وتخفيف حدَّة الأعراض.
وقالت حكومة غينيا أنَّها تعمل مع شركائها من أجل سرعة استقصاء أيِّ شخصٍ يمكن أن يكون قد اختلط بآخر قد سبق التَّأكُّد من إصابته بالفيروس. كما تُقدِّم أيضًا توعية للعامَّة، وتعمل على تجنيد الأفراد المؤثِّرين في المجتمع لمساعدتهم في نشر الوعي بين النَّاس؛ لأنَّها المرَّة الأولى التي يسجِّل فيها الفيروس ظهوره في البلاد.
وصرَّحت منظَّمة الصّحَّة العالميَّة أنَّها تملك بالفعل فريقًا من خبراء الأمراض المعدِية في المنطقة، واتَّخذت الإجراءات اللازمة التي تعزِّز المراقبة الحدوديَّة؛ من أجل الكشف السَّريع عن أيّ حالات، ورفع حالة التَّأهُّب في البلدان المجاورة.
وقال بيان صادر عن المنظَّمة: «إنَّ أنظمة مكافحة إيبولا الواقعة في غينيا والبلدان المجاورة هي أمر حاسم ومهم في الاستجابة لحالات الطَّوارئ لفيروس ماربورغ».