أكاد أجزم لك صديقي القارئ بكلماتٍ تحملُ كثيرًا من القَسَمِ أنَّ صفحاتي ظلَّت بيضاءً لأيامٍ طوال لا أعلم كيف أملؤها، وكأن كلماتي ضاعت حروفُها وتاهت، ذلك رغبةً مني في إيجادِ أرصن الكلمات وأجودها لتُهيئ جوًّا مناسبًا للتحدث في حضرةِ خادمِ الفن، وفنان الشعب، وراعي الموسيقى المصرية، وأبيها الروحي… سيد درويش.
وعندما بدأت في جمعِ قصاصاتٍ لمعلوماتٍ متناثرة هنا وهناك عن درويش، أَخَذَت تراودني أسئلةٌ أجد من الصعوبة بمكان أن أجيب عنها الإجابة المناسبة إلا إذا رَكِبْتُ آلةَ الزمن وقُدتها إلى الماضي. كانت من بين تلك الأسئلة التي غزت فكري: هل من عايشوا هذا الرجل على درايةٍ بقدرهِ حقًّا كما نحنُ الآن؟ هل كان سيد درويش نفسه يعلم أنَّ جيلًا بعد جيل من أبناء الموسيقي سوف ينصِّبونه أبًا لهم وأملًا يسيرون على دربه في الليالي الظلماء؟ هل علمت المنطقة التي وُلِدَ فيها والأرقام التي كونت رقم ميلاده، ووفاته أيضًا أنها ستصبح تاريخيةً وعظيمةً بعظمةِ هذا الرجل وتاريخه الموسيقي الهائل؟
كلها أسئلةٌ قد تبدو طفولية، ولكنها بالنسبة لي منطقيةٌ منطق المُحب المُتغزِّل في كُلِّ تفاصيل محبوبه، ويؤمن قلبه بإعجازِ هذه التفاصيل حدَّ الجنون. كُثرٌ هم من كتبوا عن سيد درويش ولا عجب! فحياته دراميةٌ بامتياز، لهذا فقد اِرتأيت التقاطَ بعضٍ من كادرات ولقطات هذه الحياة القصيرة ذات الأحداث المُثيرة، مُزيَنةً ببورتريهات موسيقية لبعض أعماله.
البداية
يا مرحبا بك يا مرحبا بك
أدي اللي نابنا وأدي اللي نابك
ما ضاجت إلا وفرجها سيدك
يا رب نجينا من المهالك…
كانت مصر تعيش عصرًا جليديًّا، حيث يهيم المصريون على وجوههم في الأرض دون تفكُّر، أنفاسهم باردةٌ لا حرارة فيها، وقلوبهم صامتةٌ لا خفقان بها، ومشاعرهم ساكنةٌ لا دفء يكتنفها، وبلادهم باردةٌ يلفها صقيع المُعتمد البريطاني الذي يعصف بكل ما هو أخضر، ظلَّ الأمر كذلك حتى انتفضت شمس عام 1892 م مُعبِّرةً عن ذاتها وشاهدةً على أبناء هذا الشعب الذين لا يتركون ساحة المعركة في أيِّ ميادينها، فهنا «مصطفى كامل» صاحب الثمانية عشر عامًا يترأس حزبًا سياسيًّا ويقوم بجولاتٍ في فرنسا يُحاضر في العالم مطالبًا بحقوق بلاده. وعلى الجهةِ المقابلة، الشيخ «محمد عبده» يتابع عمله الإصلاحي في جامعة الأزهر(1).
وهناك في كوم الدكة بالإسكندرية، ووسط هذا الزخم، يُولد طفلٌ يتنسَّم صدرُه روائحَ التجديد قبل أن يشرب لبن أمه ليكون على موعدٍ مع صحواتِ التغيير التي تنغرس في تربة هذه البلد.
في أحداثٍ متلاحقة، يكبر الطفل.. يموت الأب.. ويصبح الطفلُ الذي صار شابًّا ذا ستة عشر ربيعًا، وطالبًا في المعهد الديني، وعائلَ أسرته الوحيد. في أثناء ذلك تظهر مواهبه الموسيقية، فأخذ يُغنِّي بعوده على مقاهي الإسكندرية، ولكنه وأد روح موهبته مبكرًا بعد طرده من المعهد الديني لعدم التزامه، وبحثه عن الرزق لملء بطون أسرته، وبدأ يعمل في البناء، إلى أن عَهِدَ إليه أصحاب العمل بترك العمل اليدوي واستثارة حماسة زملائه على العمل بالغناء، ليجد بذلك متنفسًا لموسيقاه، ولو بأجرٍ زهيد.
الرحلة
صفر يا وابور واُربط عندك .. نزلني في البلد دي
بلا أمريكا بلا أوروبا .. ما في شيء أحسن من بلدي
دي المركب اللي بتجيب .. أحسن من اللي بتودي
يا أسطى بشندي…
حضر عام 1909 م وهو يحمل آفاقًا جديدةً لسيد درويش لم يعهدها من قبل، فقد سمع الأخوان السوريان «أمين وسليم عطا الله» صوته وهو يتغنَّى وسط العمال، فأُعجبوا به، وقرروا أن يعرضوا عليه السفر معهم إلى بلاد الشام للغناء، فوافق، ليصيبه سهمُ الفشل ويجبره على العودة إلى الإسكندرية مرةً أخرى، فيعود إلى حياته وسهراته مُغنيًا على مقاهي ترعة المحمودية، إلى أن قرر تكرار تجربة السفر مرةً أخرى عام 1912 م، لكن هذه المرة منفردًا رغبةً منه في إشباع عطشه للموسيقى الذي لا ينتهي(2). فأخذ ينهم من بحور الموسيقى ما استطاع، وتعلَّم دروبها على يد أصحابها مثل «الشيخ عثمان الموصلي» الذي كان له باعٌ طويل في الفن، فأخذ عنه الموشحات. وعاد الدرويش إلى أرض الإسكندرية، ولكنه لم يكن هو نفس الشخص الذي أبحر منذ عامين متخذًا من بلاد الشام سبيلًا. كان عقله وقلبه مُحمَّلان بأفكارٍ موسيقيةٍ سعى إلى إرساء قواعدها في أذهان مستمعيه قبل أن يضعها حبرُ الأقلام على الورق.
وفي حين كان زملاؤه يَضيعون في متاهاتٍ من الارتجال تجعل دور الملحن ثانويًّا، كان درويش يبتدع صِلةً بين أنغامه وبين معاني الكلمات التي هي بمثابة الدعامة لها، صلةٌ تفرض نفسها بلا ريب على المغنيين الأوروبيين ولكنها قبل سيد درويش كانت مفقودةً عمليًّا في الشرق، وكان ذلك بمثابةِ ثورةٍ وضعت الموسيقى على مستوى إن لم يكن فنيًّا فهو على الأقل أشد روحانية(3)، ثورةٌ جعلت الجمهور يدرك أن الموسيقى ليست لهوًا وترفيهًا، بل قيمة مضافة إلى مفردات الهوية الشخصية، وسلاحًا نَزود به دفاعًا عن الأوطان.
وبدأ درويش في تنفيذ القواعد الفنية التي وضعها، فتزاحم على المقاهي الجمهورُ والكثيرُ من المشتغلين بالموسيقى لسماعه. وعندما استرسل بجديده عليهم، لم يلقَ استحسانًا من الجمهور، إلى الحد الذي اعتبروه كفرًا وارتدادًا عن أصول الموسيقى التي تعودوها، بينما تنبَّه الموسيقيون إلى مشعل التغيير الذي يحمله هذا الرجل بين ثنايا ألحانه، وعلى رأسهم الفنان «سلامة حجازي» الذي عُدَّ واحدًا من أشهر الموسيقيين المصريين في ذلك الوقت، حيث تحمس لموهبة درويش وقدمه إلى جمهور القاهرة الذي لم يكن من معجبيه في البداية حتى تغيَّرت الحال.
أبو الفنون
يقطع فلان على علان
دي الناس بقت مالهاش أمان
أصحاب الشوم وحبايب اللوم
ستين خناقة يا إخواتي في اليوم…
خاض سيد درويش غمار التجربة المسرحية بكل تفاصيلها، فقد سمع «جورج أبيض» -أحد أساطير المسرح في ذلك الوقت- بصوت درويش، فعرض عليه الغناء بين فصول مسرحيته «لويس الحادي عشر»، لكن المسرحية لم تلقَ الحفاوة المرجوة. لم ييأس أبيض، فهو كان مقتنعًا بدرويش ومقدرته تمام الاقتناع، لكنه فهم واستوعب قيمة الموسيقى التي لا بد أن يكون لها دورٌ محوريٌّ في العمل المسرحي، فعهد إلى درويش بتلحين مسرحية «فيروز شاه» التي لم يُقدَّر لها النجاح المنتظر، لكنها كانت تؤذن بولادة الأوبريت المصري(4).
لم يكن المسرح قد اكتفى بموهبة درويش عند هذا الحد، حيث ذاع صيته، وانهالت عليه عروضٌ كثيرة من الفرق المسرحية المُتنافسة للتلحين لها، فقبل العمل معها جميعًا، فلحَّن لفِرَق نجيب الريحاني، والكسَّار، وأمين صدقي، وأولاد عكاشة، ومنيرة المهدية.
لكن هذا الفنان الذي تؤرِّق موهبته مضجعَه ليلًا نهارًا، قد أحس أخيرًا أنه قد وصل إلى مبتغاه، وعرف أن ضالته التي ظل طويلًا يبحث عنها هي المسرح. وآمن أن هذا الصرح هو أساس تقدم الفن وقاموس فهم ثقافة الشعوب، فعمد إلى تكوين فرقته المسرحية ليقدم من خلالها عديدًا من الأعمال. ورغم أن هذا المشروع العظيم سلب أمواله، لكنه لم ييأس وعاد إلى الغناء بالمقاهي لتوفير المال اللازم له، لكن سوء إدارة درويش للمشروع أجهزت عليه. ورغم كل ذلك، يظل سيد درويش واضعَ لَبِنَاتِ المسرح الغنائي المصري، وصاحبَ عددٍ من الأوبريتات العظيمة مثل: العشرة الطيبة، وشهرزاد، والباروكة والطاحونة الحمرا، ليأخذ المسرح الموسيقي إلى مرحلةٍ مزدهرة باستخدام اللغة العامية، حيث أصبح منصةً وطنيةً وداعمًا إبداعيًّا وعاطفيًّا لثورة 1919(5).
جمهور الشعب
الحلوة دي قامت تعجن في البدرية
والديك بيدن كوكو كوكو في الفجرية
يلا بنا على باب الله يا صنايعية
يجعل صباحك صبح الخير يا اسطى عطية…
كثيرون هم من مرَّت أقدامهم على أرضِ هذه البلدة الطيبة، وجادت قرائحهم بأروع الإبداعات التي لا تطيب لنا الحياة إلا بوجودها بين ثنايا حياتنا، لكن القليل من هؤلاء الذين استطاعوا إيجاد علاقةٍ روحانية ذاتية بين شخصياتهم والجمهور، لدرجةٍ تجعل المبدع يتجسد أمام أعينهم متحدثًا إليهم بإبداعاته، ومستمعًا لآهات إعجابهم، ومؤنسًا لوحدتهم، ومكملًا لجمعهم، كأن صلةَ قرابةٍ ما تجمع بينهم.
استطاع سيد درويش أن يصل إلى هذه الهالة الروحانية مع جمهوره ممن عاصروه ولاحقوه من خلال قدرته على فك رموز وشيفرات هذا الجمهور، ومعرفة مناطق آلامهم وشقائهم واكتشاف مكامن آمالهم وأفراحهم، وتجسيد ذلك كله من خلال فنٍّ يشق طريقه إلى القلب دونما استئذان.
وكان درويش محظوظًا، إذ تعرف إلى درويش ٍآخر للفن اسمه «بديع خيري» ساعده على تعقُّب تفاصيل الحياة اليومية للمواطن المصري الكادح على اختلاف صنفه وشكله وعمله وظروفه، ليرسم بقلمه كلماتٍ تدب فيها الروح بألحانِ درويش المتجددة، ليكوَنا ثنائيًّا جعل جمهور الفن شعبًا بأكمله، وليصبح للطبقات الدنيا من هذا الشعب صوتٌ ورمزٌ يتحدث باسمهم.
مصر.. الوطن
تخيَّل معي عزيزي القارئ كيف يمكن أن يكون شكل فن سيد درويش الوطني، واِسمح لي أن أقتحم تخيلاتك وأؤكد لك أننا سوف نجد حُبًّا للوطن بطعمٍ ومذاقٍ مختلف، سنجد صورًا فريدةً لحبِّ الطبقات الشعبية لوطنها، ولا تستعجب هذا الأمر، فتلك الطبقات هي التي تكتشف من خلالها المعنى الحقيقي لكل مفردات حب الوطن، والتضحية بالذات فداء للأرض، والتكاتف في وجه الأعادي، وغيرها وغيرها من المفردات التي لا تنضب أبدًا باستمرارية عطاء هذا الشعب.
فتارة تنتزع موهبة سيد درويش كلماتٍ ماسية من خطاب الزعيم الوطني «مصطفى كامل» وتُحوِّلها إلى نشيدٍ يتغنَّى به المصريون إلى يومنا هذا، وتارةً ثانية تَحُول الظروف دون عودة خديوي مصر «عباس حلمي» من إسطنبول، فارتقى العرشَ عمُّه السلطان «حسين كامل»، فتمنع السلطات البريطانية ذكر اسم الخديوي المخلوع، فيلجأ درويش إلى طريقةٍ كلاسيكية يلجأ إليها المُغنون في البلاد المغلوبة على أمرها، فيبدأ كل شطر من أغنية بريئةٍ في الظاهر بالحروف التي تُكوِّن اسم الخديوي «عباس حلمي»(6) فيقول:
عواطفك دي أشهر من نار .. بس اشمعنى جافتني يا قلبك
أنت اللطف وليه أحتار .. سيد الكل أنا طوع أوامرك
حالي صبح لم يعرض حبيب .. لوم الناس زودني لهيب
ما قلت إن الوصل قريب .. يا مليكي والأمر لربك
وتارة أخرى يعرض بفنه مطالبة الشعب بإعادة الزعيم «سعد زغلول» من المنفى فيقول:
يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح
يا بلح زغلول يا زرع بلدي
عليك يا وعدي يا بخت سعدي
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
ومع ثورة عام 1919 م، حَدَثَ تغيرٌ في الأسلوب الموسيقي، وتحوَّل إلى مزيدٍ من النغمات الشعبية في مؤلفات درويش، فنجده مرةً يغني لـ«بيرم التونسي» بافتخاره بمصريته فينشد:
أنا المصري كريم العنصرين
بنيت المجد بين الأهرمين
جدودي أنشأوا العلم العجيب
ومجرى النيل في الوادي الخصيب
ومرةً أخرى يتابع بدقةٍ كل ما يحدث في المجتمع من أزمات وتطورات تمس حياة المواطن، مثل غلاء الأسعار، وفرض حالة الطوارئ، واستعداد السلطات البريطانية لتحويل مجرى النيل لري أراضي السودان، ويحوله إلى فنٍّ تستسيغه الآذان وتردده الألسن قائلةً:
ها مصيبة وجالي من بدري زي الصاروخ في وداني
مافيش هاجة اسمه مصري ولا هاجة اسمه سوداني
نهر النيل راسه في ناهية .. رجليه في الناهية التاني
فوجاني يروهوا في داهية .. إذا كان سيبوا التاني
دنجي دنجي دنجي .. دنجي دنجي دنجي…
خادم الفن
خفيف الروح بيتعاجب
برمش العين والحاجب
غمز لي مرة بعيونه
لقيت الحب مضمونه…
خلال فترة عمله، ابتكر سيد درويش صورةً جديدة للمطرب الشعبي، كما عزَّز دور الكورال الذي اُستخدِمَ بشكلٍ أكبر(8)، ليضرب بذلك نموذجًا للتطور التقني في الموسيقى. كما سعى سيد درويش إلى تربية أبناء شعبه تربيةً فنيَّةً راقية جُل ما استطاع. بكتابته مجموعة من المقالات، أسَّس درويش الطريق لثقافةٍ موسيقيةٍ تنتشر في أرجاء المعمورة وما حولها، ليكون بذلك أدَّى دوره العملي والمنهجي على أتم وجه تحت إمضاء: خادم الفن سيد درويش.
ويرحل…
زوروني كل سنة مرة
حرام تنسوني بالمرة…
عانى كثيرًا.. لكنه وصل في النهاية إلى ما كان يرغب، لكن الأحلام لا تعرف أيَّ نهايات، فها هو درويش الفن يُخطط لحلمٍ تلو الآخر ليصبح حقيقة، وأولها أن يستعد بعملٍ فنيٍّ لاستقبال زعيم الأمة «سعد زغلول» بعد عودته من المنفى، وبالفعل كان العمل الفني على أتم الجاهزية، لكن صاحبه لم يكن كذلك، حيث كان على موعدٍ مع مَوتٍ مُباغتٍ في سن الـ31، لتتوقف الأحلام ويتحول صاحبها إلى أعظم ذكرى في تاريخ الموسيقى المصرية، تاركًا إرثًا فنيًّا زاخرًا بإبداعات الألحان، ويُكتَب على قبره:
يا زائري لا تنسني .. من دعوة صالحة
وارفع يديك إلى السما .. واقرأ لروحي الفاتحة
إعداد: هدير جابر
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
المصادر:
1- إدوارد لويس(1964)، “سيد درويش والموسيقى العربية الجديدة”، مجلة حوار، العددان الخامس والسادس، ص ص 124-132.
2- Gawad,J. Hamada(2010), “Visit Me Once A Year: Paying Homage to «The People’s Artist»—Sheikh Sayed Darwish” ,The Alexandria and Mediterranean Research, Bibliotheca Alexandria, Feb 2009-April 2010, Issue 18, PP. 12-13.
3- إدوارد لويس، مرجع سابق، ص127.
4- نفس المرجع السابق، ص129.
5- Salma S. Zohdi (2016), ” EGYPTIAN THEATRE AND ITS IMPACT ON SOCIETY:HISTORY, DETERIORATION, AND PATH FOR REHABILITAITION“, A thesis Submitted in partial fulfillment of the requirements for the degree of Master of Fine Arts in the Theatre Arts Program of the School of the Arts in Columbia university, P. 7.
6- إدوارد سعيد، مرجع سابق، ص128.
7- Gamal,N. Abu Bakr(2017), ” OBJECTFICATION OF WOMEN IN THE NEW SHAA’BY SONG “, A Thesis Submitted to the Department of Journalism and Mass Communication in The American University in Cairo, P. 21.