قبعات التفكير الست

قبعات-التفكير-الست

|

في كثير من الأحيان، تأتي أفضل القرارات من تغيير طريقة تفكيرك في المشكلات، وفحصها من وجهات نظر مختلفة. يمكن أن تساعدك «قبعات التفكير الست» على النظر إلى المشاكل من وجهات نظر مختلفة، ولكن في وقت واحد، لتجنب الارتباك من الزوايا الكثيرة التي تشتت تفكيرك. هذا وتم إنشاء «قبعات التفكير الست» من قبل (إدوارد دي بونو-Edward de Bono)، ونشرت في كتابه الذي يحمل نفس الاسم (De Bono, 1985) عام 1985.(2) قبعات التفكير هي قبعات وهمية ترمز إلى عمليات التفكير التي يعتمدها الشخص، حيثُ إنَّ لكل نمط تفكير لون محدد من القبعات. هذا وتسمح لنا تقنية قبعات التفكير الست بفصل وتركيز تفكيرنا بشكلٍ منهجي وموضوعي في استكشاف موقف أو موضوع من عدد من الزوايا أو أساليب التفكير. من المؤكد أن تعلم طريقة قبعات التفكير الست سيكون لها تأثيرًا قويًا على تفكيرك. وأضاف إدوارد دي بونو (De Bono, 2017):

«الصعوبة الرئيسية في التفكير هي الارتباك، فنحن نحاول أن نفعل الكثير في وقت واحد؛ العواطف والمعلومات والمنطق والأمل والإبداع كلها تزدحم علينا، إنها مثل اللعب بالكثير من الكرات في نفس الوقت».

ويصف دي بونو ستة أنواع مختلفة من التفكير الذي نقوم به طوال الوقت ويربط كل واحد منهم بقبعة ذات لون مختلف عن الأخرى.(1)

أنواع قبعات التفكير الست

القبعة البيضاء: التفكير الحيادي

القبعة البيضاء لها علاقة بالبيانات والمعلومات، حيث إنّ واضع هذه القبعة يعتمد بشكلٍ أساسي على الإحصائيات والأرقام. ولا تعتمد القبعة البيضاء على أي رأي لأنها حيادية تحدد احتياجاتها من المعلومات. المعلومات التي تحتويها القبعة البيضاء عبارة عن نوعين من المعلومات: الموجودة والناقصة، ولا يميل أصحاب هذه القبعة للنقد أو المشاعر، بل إن موقفهم واضحٌ وصريحٌ.(1،2)

القبعة الحمراء: التفكير العاطفي

تمثل هذه القبعة التفكير المبني على العواطف والمشاعر الداخلية والحدس والتخمين. واضع هذه القبعة عكس سابقه لا يبحث عن معلومات حقة موضوعية بقدر ما يعطي أهمية فائقة لحدسه ومشاعره. ويعتمد واضع هذه القبعة على المشاعر والعاطفة في اتخاذ القرارات بدلًا من العقل والمنطق.(1،2)

القبعة السوداء: التفكير السلبي

هي نوعٌ من أنواع التفكير الناقد المنطقي، ولكن يُنصح بعدم استخدام هذه القبعة بكثرة؛ هذه القبعة تحمل كل أنواع التفكير النقدي المتشائم السوداوي، فصاحب القبعة غالبًا ما يركز على عقبات النجاح ونسب الفشل والجوانب السلبية للفكرة. إنّ هذا النوع من التفكير في حال تمت السيطرة عليه يشكل نوعًا مؤقتًا من التفكير، وليس قبعةً دائمةً معتادةً للشخص، ولا ينبغي النظر إلى هذه القبعة من منظور سلبي، وإنما كطريقةٍ منطقية لتحديد متى لا تتلاءم المقترحات مع الحقائق، حيث توجد أوجه قصور في التجربة المتاحة، أو قضايا في النظام أو في السياسة المستخدمة.(3،4)

القبعة الصفراء: التفكير الإيجابي

هي نوع من أنواع التفكير المنطقي تهتم بدراسة الفوائد المرئية والكامنة. القبعة الصفراء تعبر عن التفكير المتفائل المبني على الآمال، والرغبة في تحقيق الأمر أو حل المشكلة أو القيام بالتجريب مركزًا على مجموع الإيجابيات، ونقاط القوة التي يحملها الشخص، وتعتبر القبعة المناسبة للنظر للمستقبل، والتي ينصح بارتدائها بعد السوداء قصد تحقيق التوازن، فالنظر في السلبيات يستدعي وجوبًا الاهتمام أيضًا بالإيجابيات.(2،3)

القبعة الخضراء: التفكير الإبداعي

تمثل التفكير الإبداعي والنظر للأفكار والاحتمالات الجديدة، وتعدل الأفكار والأخطاء أي البحث عن زوايا جديدة لرؤية الموضوع بصورةٍ جديدة. فالرغبة في التغيير والتميز لطالما كانت محور وصفة صاحب هذا النمط الذي يستعد لتحمل المخاطر ومواجهة المجهول من أجل تحقيق أهدافه، وأفكاره الغريبة المجنونة والمختلفة المبتكرة.(1،3)

القبعة الزرقاء: التفكير الشامل

هي التفكير الشمولي -التفكير في التفكير- أعلى مراتب التفكير وهي تُستخدم للتحكم في عمل وظائف القبعات الخمس الأخرى وترتيبها، وهى تهتم بالخطوة التالية وأهم الاستنتاجات والقرارات، أي تجسد دور المنسق العام أو المنظم أو المدير. صاحب هذه القبعة يمتاز بنظرته الشاملة، ويميل غالبًا إلى العمل الجماعي والتفكير متعدد الأطراف، إذ أنّه يؤمن يقينًا أنّ التفكير الجمعي أكثر نفعًا وأكثر حكمةً من التفكير الفردي.(2،4)

يفكر العديد من الأشخاص الناجحين من وجهة نظر إيجابية وعقلانية. ويعد هذا سبب من أسباب نجاحهم. ولكن في الكثير من الأحيان، قد يفشلون في النظر إلى مشكلة من وجهة نظر عاطفية أو بديهية أو خلّاقة أو سلبية. ويمكن أن يعني هذا أنهم يقللون من مقاومتهم للخطط، ويفشلون في تحقيق قفزات إبداعية ولا يضعون خطط طوارئ أساسية. وبشكلٍ مماثل، قد يكون المتشائمون دفاعيين بشكلٍ مفرط، وقد يفشل الأشخاص الأكثر عاطفية في النظر إلى القرارات بهدوء وعقلانية. فإذا نظرت إلى مشكلة ما من خلال تقنية «قبعات التفكير الست»، فإنها ستشجعك على اتخاذ قرارات أكثر مرونةً، مع الأخذ في الاعتبار مزيج من المنطق والعاطفة عند اتخاذ القرار.(1،4)

 

إعداد: دعاء طلعت سيد
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح
تدقيق: أمنية أحمد

المصادر:

  1. De Bono, E. (2017). Six thinking hats. Penguin UK
  2. http://www.debonogroup.com/six_thinking_hats.php
  3. https://www.dialog.com.au/open-dialog/de-bono-s-hats-in-project-reviews/
  4. https://lo.unisa.edu.au/mod/book/view.php?id=611321&chapterid=100453

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي