شويتشي يوكوي.. قصة جندي ياباني ظل 27 عاما ينتظر أمرا عسكريا

Shoichi-Yokoi

Shoichi Yokoi،شويتشي يوكوي|كهف يوكوي الذي استقر به مدة 27 عام.|سويتشي يوكوي،Shoichi Yokoi

بعد سبعة وعشرين عامًا من نهاية الحرب العالمية الثانية ومع عودة العلاقات السلمية بين الولايات المتحدة الأميريكية واليابان بعد فترة طويلة من النزاع العسكري بينهما؛ تم العثور على الجندي الياباني شويتشي يوكوي مختبئًا في أدغال جزيرة (غوام- Guam) في انتظار أوامر قائده العسكري.

(شويتشي يوكوي- Shoichi Yokoi) جندي ياباني اختفى في يوليو 1944م، بدأت قصته في أعقاب معركة شرسة اندلعت بين القوات اليابانية ونظيرتها الأميريكية عندما قامت الأخيرة باقتحام جزيرة غوام التي تبلغ مساحتها حوالي 200ميل في غرب المحيط الهادي لإتمام السيطرة عليها بعد أن خسرتها القوات اليابانية خلال الأشهر الأولى من الحرب، وفي معركة غوام هذه؛ كانت الإصابات عديدة وكبيرة في الجانبين وخاصة في الجانب الياباني الذي وقع في مشكلة كبيرة تجسدت في انقطاع الاتصال بين الفصيلة العسكرية الموجودة في جزيرة غوام وبين القيادة العسكرية المسئولة عن تلك الفصيلة، بناء عليه رفضت تلك الفصيلة الاستسلام للقوات الأميريكية دون أوامر من القيادة، وأثناء ذلك اختفى يوكوي مع فصيلته العسكرية التي ظلت على قيد الحياة في غابات غوام.

سويتشي يوكوي،Shoichi Yokoi
Shoichi Yokoi

في بداية الأمر كانت تلك الفصيلة تشمل يوكوي وبصحبته 12 جندي ياباني رفضوا الانسحاب من الجزيرة وسعوا سعيًا حثيثًا لعدم وقوعهم في أيدي القوات الأميريكية في انتظار أوامر قادتهم بأي جديد، ثم في الأشهر القليلة التالية اعتمد الجنود على صيد الماشية الموجودة في الغابة لضمان البقاء على قيد الحياة ولكن مع اقتراب القوات الأميريكية من حواف الغابة قررت الفصيلة اليابانية التوغل داخل الغابة في عمق طبيعتها القاسية.

وفي غضون بضع سنوات بعد هذه الحادثة؛ تم القبض على معظم رفاق يوكوي المختبئين في الغابة وبعضهم مات بسبب الجوع والمرض، ولم يبق سوى شويتشي يوكوي الذي استطاع البقاء على قيد الحياة معتمدًا على تناول نظام غذائي يشمل تناول الضفادع والثعابين والجرذان، في الواقع كان يوكوي رجلًا عسكريًا مخضرمًا استطاع أن يبني مأوى له تحت الأرض باستخدام أعواد قصب الخيزران القوي ونجح في صنع مصيدة لصيد الأسماك وثعابين البحر من نهر صغير على حواف الغابة، وأفادته خبرته السابقة للحرب العالمية الأولى كخياط في استعماله للحاء الشجر في نسج الملابس الخاصة به.

كهف يوكوي الذي استقر به مدة 27 عام.
كهف يوكوي الذي استقر به مدة 27 عام.

وبالصدفة وعلى أيدي اثنين من الصيادين الأميريكيين تم العثور على يوكوي فجأة أثناء قيامه بصيد الأسماك من النهر، ومن اللافت للنظر أنه وبعد 20 عامًا من اختفائه أول مرة في الغابة كان يوكوي مازال يتمتع ببعض غرائز الجندية اليابانية عندما حاول مقاومة الصيادين الأمريكيين محاولًا الاستيلاء على إحدى بنادق الصيد الخاصة بهم للدفاع عن نفسه، ولكن في نهاية الأمر لم يكن له القدرة على المقاومة لوقت أكبر بسبب ضعف قوته البدنية وسوء تغذيته فاقتاده الرجلان إلى مقر الشرطة العسكرية المحلية بالقرب من الجزيرة.

بعد القبض عليه التمس يوكوي من معتقليه أن يقتلوه بدلًا من أن يقوموا باحتجازه؛ وهو شعور كان يرفضه الجندي الياباني ويشعر بالخزي تجاهه، وبعد الإفراج عنه وعودته إلى اليابان تم الترحيب به كبطل قومي ولكنه شخصيًا كان يشعر بالخزي والعار لأنه عاد حيًا.

بالنسبة للشعب الياباني؛ كان يوكوي يمثل لهم رمزًا للثقافة اليابانية العسكرية ومثالًا للتضحية بالنفس والشرف والولاء الراسخ للإمبراطورية اليابانية، وبحلول عام 1972م تغيرت اليابان بشكل جذري في فترة ما بعد الحرب وتغيرت ثقافتها العسكرية وأصبح يوكوي مجرد مفارقة تاريخية مميزة، وفي زيارته للقصر الياباني الإمبراطوري قال يوكوي للإمبراطور/ة: « أعتذر بشدة لأنني لم استطع خدمتك بشكل جيد، لقد تغير العالم بالتأكيد ولكن إصراري على خدمتك لن يتغير أبدًا ».

أمضى يوكوي سنواته الأخيرة كأحد مشاهير اليابان، ورغم التزامه الكبير بالقيم التقليدية العسكرية اليابانية إلا أنه لم يكن مرحبًا من البعض في اليابان وفشل في الترشح للبرلمان الياباني ولكنه ظل منتظمًا في إلقاء بعض المحاضرات التي تتناول مهارات البقاء على قيد الحياة وثقافة البقاء، أخيرًا تزوج يوكوي قبل وفاته بقليل ثم توفي في عام 1997م وعمره حينها حوالي 82 عامًا.

ترجمة: عمر بكر
مراجعة لُغوية: إسراء عادل

المصدر:
Worthington D. The Japanese Soldier Who Spent 27 Years Waiting for Orders [Internet]. New Historian. 2017 [cited 2018 May 5]. Available from: https://www.newhistorian.com/japanese-soldier-spent-27-years-waiting-orders/7912  مصدر:كر

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي