قوة غامضة تَرمي إلينا موجات راديو قوية من الفضاء السحيق

2222

موجات راديو

عالمُنا يَعُج بالضوء غير المرئي. وبعيدًا عن الطيف المرئي، فإن الفضاء عبارة عن فوضى مُلونة من الإشارات اللاسلكية وأفران الميكروويف التي تُطلقها الشمس والنجوم المُنهارة، وتكسير الحقول المغناطيسية، وسُحب الغُبار المُتراكم، والثقوب السوداء الغليظة. ثم هُناك ضوء غامض لا يفهمه أحد، شرارة فائقة الطاقة تَنطلق من مليارات السنين الضوئية عبر الكون من أصول مَجهولة، لأسباب غير معروفة.

تسمى أحيانًا  تلك النبضات الغامضة بالومضات الراديوية السريعة (FRBs)، لأنها قد تدوم بضعة أجزاء من الألف من الثانية فقط. ففي صباح 25 يوليو، عصفت إحدى هذه الطاقات الغامضة بمجموعة جديدة من المقاريب الراديوية الواقعة في جبال كولومبيا البريطانية وكندا، وسجلت واحدة من أندر ترددات الراديو التي تم اكتشافها.

وفقًا لبيان ظهر في (Astronomers Telegram) نشره علماء معتمدون فالإشارة الغامضة المُسماه (FRB 180725A)، بعد السنة والشهر واليوم تم اكتشافها تنتقل في ترددات مُنخفضة تَصل إلى 580 ميغا هرتز، ما يقرُب من 200 ميغا هرتز أقل من أي (FRBs) أخرى تم الكشف عنها في أي وقت مضى.

كَتب (باتريك بويل) الفلكي ومؤلف التقرير السابق، ومدير مشروع لتجربة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية (CHIME):

وقعت هذه الأحداث خلال النهار والليل، ولا ترتبط أوقات وصولها بأنشطة معروفة في الموقع أو مصادر أخرى معروفة.

تردد النبض السريع والمنخفض يوحي بأن الانفجار كان شديد السطوع ونشأ من مصدر قوي بجنون في مكان ما في الكون. إن دراسة الإشارة الغريبة قد تعطي للعلماء الفلكيين فكرة أفضل عن كيفية تشكل هذه الموجات اللاسلكية خارج المجرة ومن أين تأتي.

وقال (افي لوب) وهو عالم في مركز (هارفارد سميثونيان) للفيزياء الفلكية الذي لم يُشارك في الاكتشاف العام الماضي في بيان يتعلق ببحوث جديدة عن هذه الإنفجارات:

إن النبضات الراديو السريعة مُشرقة للغاية نظرًا لضيق وقتها وأصلها على مسافات بعيدة، زلم نحدد مصدرًا طبيعيًا مُحتملًا بأي ثقة.

وأضاف أن احتمالية وجود (أصلًا اصطناعيًا) للإشارات (أي ذكاء خارج الأرض) يستحق التفكير. وتشمل المصادر المحتملة الأخرى  السوبرنوفا (النجوم المُتفجرة)، الثقوب السوداء الهائلة أو المصادر الأخرى المُختلفة للإشعاع الكهرومغناطيسي القوي، مثل النجوم النابضة.

تظل (FRBs) لغزًا تامًا بالنسبة للفلكيين وتستخلص فضولًا دائمًا لفضول الصيادين الغريبة. الإشارات هي بطبيعتها قصيرة للغاية والسفر بشكل كبير للغاية عبر الفضاء، تحديد مصدر دقيق لهذه النبضات بعيد المنال ليس بالأمر السهل. علاوة على ذلك لم يتم اكتشاف سوى 40 (FRBs) أو أكثر على الأرض منذ اكتشافها لأول مرة في عام 2007، لذلك لا يزال البحث عنها قليل.

قال (كريستوفر كونسيليسي)، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة نوتنغهام الذي يُشارك في هذا الاكتشاف لصحيفة (الديلي ميل):

ولكن على الرغم من نُدرة (FRBs) النسبية فى علم الفلك، فإنها على الأرجح  أحداث كونية مُنتظمة. قد تصل (FRBs) حتى إلى كوكبنا آلاف المرات في اليوم.

وأضاف

لم نقم ببناء أدوات كافية للكشف عنها حتى الآن.

تم الكشف عن أحدث إشارة غامضة من قِبل (CHIME)، وهو تلسكوب لاسلكي حديث للغاية يُشبه أنبوب نصف لوح التزلج في جبال كولومبيا البريطانية. تَم تصميم (CHIME) للكشف عن موجات الراديو القديمة المُرسلة عندما كان الكون مجرد طفل، منذ حوالي 6 إلى 11 مليار سنة. على الرغم من أنه قد تم تشغيله لمدة عام واحد فقط، فقد اكتشف بالفعل إشارات (FRBs)، بما في ذلك العديد من الإشارات ذات التردد المُنخفض التي تلت بعد فترة وجيزة (FRB 180725A).

المصدر

http://sc.egyres.com/xzOuF


ترجمة: أحمد محمد سعد
مراجعة: آية غانم
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي