كيف تساعدنا قصص العائلة على التأقلم في الأزمات

قصص العائلة تساعد على التأقلم في الأزمات

نحاول جميعًا فهم أزمة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) في هذه الأوقات المثيرة للأعصاب. يقدم الخبراء نصائح رائعة عن كيفية العناية بنفسك، وحماية عائلتك، والتحدث مع أطفالك عما يحدث. وننصحك باستغلال هذه المعلومات القيمة.

هناك شيءٌ آخر بإمكانك فعله: حكاية قصص عائلتك. قد يبدو ذلك سخيفًا إلى حدٍّ ما، فما علاقة قصص العائلة بالحفاظ على السلامة اليوم وغدًا؟

قد يفاجئك هذا، ولكننا تعلّمنا -بعد عقود من البحث في مختبر روايات العائلة* (The Family Narratives Lab) بجامعة إيموري (Emory University)- أن قصص العائلة تُشكّل أساسًا من الشعور بالأمن والأمان العاطفي للأطفال.

تُثبِّت قصص العائلة الأطفال في تاريخ آبائهم وأجدادهم وأقاربهم الذين واجهوا العديد من التحدّيات الهائلة وثابروا، فتساعدهم هذه القصص على تنمية قوتهم وقدرتهم على التحمل.

يحاول العديد منكم تعليم أطفاله والترفيه عنهم أثناء المُكوث في المنزل، وقصص العائلة وسيلة لذلك.

تساعد قصص من كانوا جزءًا من التاريخ -الحروب أو حركات المطالبة بالحقوق المدنية- الأطفالَ على الشعور بأنهم جزءٌ من هذه العائلة وبالتالي جزءٌ من التاريخ.

ارسم لهم شجرة العائلة، واسرد قصص أفرادها. احكِ عن المغامرات المضحكة، وما تمت النجاة منه بأعجوبة، عن المناسبات السعيدة والفقدان المُفجِع. وضّح لهم قصة عائلتكم. ساعدهم في فهم أن العائلة تتخطّى الأوقات السعيدة والعصيبة كليهما.

تُنشِئ قصص العائلة أيضًا روابط بين أفراد العائلة، سِمات تربطنا ببعضنا ماديًا ومعنويًا بطرق ملموسة. فقد يكون لأفراد العائلة مثلًا نفس شكل الأنف، ونفس العناد. وحين نسخر من الآخرين نتمكن من السخرية من أنفسنا، ونحزن للآخرين فنتمكن من فهم حزننا من منظور جديد.

عندما تحكي هذه القصص لأطفالك استمع لهم، فربما تُمكّنهم الحكايات من التحدث عن مخاوفهم وقلقهم. ستساعدك استجاباتهم تجاهها على فهم ما يقلقهم. دعهم يُعبِّرون عن تخوفاتهم، وساعدهم على إيجاد وسيلة للتغلب عليها. فتعاطفك معهم وطمأنتهم سيسهمان كثيرًا.

وعلى أقل تقدير قصص العائلة ممتعة! بحيث تساعد قصص المغامرات العظيمة والمغامرات الطائشة المضحكة الناس على الهدوء والضحك معًا. نحن نعيش في أماكن مغلقة والتوتر متزايد، فالضحك سيُخفِّف من الأمر كثيرًا. الضحك معًا سيذكرنا كم نهتم ببعضنا، ويقوِّي جهاز المناعة أيضًا!

نحن نمر بأوقاتٍ عصيبة بالتأكيد، ونحتاج للتباعد الاجتماعي، ولكن ستُبقينا القصص مُقرَّبين.

 

* “مختبر روايات العائلة هو جزء من مركز دراسات الطفل بقسم علم النفس في جامعة إيموري. هدفه استكشاف طريقة تذكّر ورواية الناس لأحداث في حياتهم.

 

– المصدر: How family stories help us cope.  Mar 19, 2020. By: Robyn Fivush Ph.D

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي