كيف يؤثر تغير المناخ على صحتنا النفسيّة؟

تأثير المناخ على صحتنا النفسية

ما الفرق بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟

باختصار: الاحتباس الحراري هو ارتفاع درجات الحرارة، أما التغير المناخي هو آثار ارتفاع درجات الحرارة.

يشير الاحتباس الحراري العالمي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. في حين أن تغير المناخ يشمل الاحترار والآثار الجانبية للاحترار مثل ذوبان الأنهار الجليدية والعواصف الممطرة الأثقل أو الجفاف المتكرر. ومن ناحية أخرى،؛ فإن الاحتباس الحراري هو أحد أعراض المشكلة الأكبر بكثير لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

هناك تمييز آخر بين الاحترار العالمي وتغير المناخ وهو أنه عندما يتحدث العلماء أو القادة عن الاحترار العالمي في هذه الأيام، فإنهم يقصدون دائمًا الاحترار الذي يسببه الإنسان، الاحترار بسبب الزيادة السريعة في ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى من الأشخاص الذين يحرقون الفحم والنفط والغاز.

ومن ناحية أخرى فإن تغير المناخ يمكن أن يعني التغيرات البشرية أو التغيرات الطبيعية، مثل العصور الجليدية أو حرق الوقود الأحفوري. [1]

ما علاقة التغيرات المناخية بالصحة النفسية؟

قد نكتشف من التعريفات السابقة للتغير المناخي أن آثاره مادية فقط وليس له علاقة بالحالة العقلية أو النفسية للإنسان، لكن أوضحت الدراسات أن التغير المناخي له علاقة وثيقة بالصحة النفسية.

يعتبر تغير المناخ من قبل البعض ظاهرة بعيدة دون تأثير ملموس لأنفسهم أو لأهلهم، وبالنسبة للآخرين، قد ينظر إلى تغير المناخ على أنه قوي للغاية، وفي الغالب كان الرد هو الإنكار والتجنب. ومن الممكن أن تؤثر رسائل وسائل الإعلام المتعلقة بتغير المناخ على تصورات الناس للأخطار البدنية والمادية.

قلة الفهم فيما يتعلق بتغير المناخ وآثاره على صحة الإنسان يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات تتميز بالسلبية واستمرار الإجراءات التي تؤدي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ. تصور المخاطر فيما يتعلق بتغير المناخ، والاعتقاد في القدرة على إحداث التغيير يعتبر من العوامل المهمه التي تؤثر على القرارات التي يتخذها الناس فيما يتعلق بالسلوكيات المتغيرة للمناخ. [2]

 

تأثيرات الصحة النفسية على الأفراد

من المحتمل جدًا أن تسبب الكوارث الناجمة عن تغير المناخ صدمات نفسية حادة نتيجَة الإصابات التي يتعرض لها الفرد أو إصابة أو وفاة شخصٍ عزيز عليه، أو خسارة ملكيةٍ خاصةٍ له، أو الاضطرابات المعيشية التي يعانيها نتيجة للكوارث الطبيعية والمناخية. وجدت دراسات عن العلاقات الوثيقة بين الكوارث الطبيعية والصحة النفسية أن (40%) من المشاركين في جميع الدراسات أظهروا أعراضًا من الأمراض النفسية وخاصة القلق متبعًا بأعراض مثل الفوبيا وتعاطي المخدرات والكحوليات. وكمثال على آثار التغير المناخي على صحة البشر النفسية سنذكر ثلاثة اضطرابات نفسية ساهم التغير المناخي في زيادة معدلاتها [2] وهي كالتالي:

١. اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD )

بالنسبة للبعض فالأعراض الحادة للصدمات قل تأثيرها بعد إحلال ظروف من الأمان والطمأنينة إلى حياة الفرد، وعلى الرغم من ذلك؛ استمرت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في الظهور لدى البعض الآخر، وتم تصنيفة لديهم كمرض مستأصل وكذلك الأمر مع أمراض أخرى؛ كالاكتئاب، والنزعات الانتحارية، والقلق.

كمثال على ذلك: زادت معدلات الانتحار والنزعات الانتحارية لأكثر من الضعف ممن يعيشون في مناطق تأثرت بفعل إعصار كاترينا في الولايات المتحدة، وواحد من كل ستة أشخاص شُخصوا باضطراب ما بعد الصدمة و(49%) ممن يعيشون بالمناطق المتأثرة تولد لديهم اضطرابات مزاجية وأعراض قلق واكتئاب. [2]

٢. الضغط

يتجلى الضغط باعتباره شعور شخصي، وهو الاستجابة الفسيولوجية للشتور بافتقار القدرة على الاستجابة والتكيف مع حالة معينة.

يعتبر التغير المناخي في العموم مصدرًا إضافيًا للضغط في حياتنا اليومية، والذي يمكن علاجه لمن يحظى بالدعم النفسي من الآخرين، ولكن قد يكون نقطة تحول لمن لديهم مصادر دعم أقل أو يعانون أصلًا من ضغوطات أخرى، وبالتالي من المرجح أن تؤدي الضغوطات ذات الصلة بالمناخ إلى زيادات في الضغط ومشاكل أخرى مثل تعاطي المخدرات، والقلق، والاضطرابات، والاكتئاب. [2]

٣. العنف والعدوانية

أشارت التجارب والدراسات إلى علاقة وثيقة بين ازيادة درجات الحرارة وزيادة معدلات العدوانية. تأثيرات الجو النفسية ومعدلات العنف كان لها النصيب الأكبر في الدراسات المعملية. وأوضحت أنه كلما ازدادت درجات الحرارة؛ ازدادت معدلات العنف في البلاد.
وهذا ما دفع الباحث (كريج أندرسون- Craig Anderson) عام 2012 لتوقع زيادة ملحوظة في معدلات العنف مصاحبة للارتفاع في متوسط درجات الحرارة. هذة العلاقة بين الحرارة والعدوانية قد يكون سببها تأثيرات الحرارة المرتفعة والتي تتسبب في نقص الانتباه وضبط النفس وارتفاع في تولد الأفكار العدوانية والسلبية. [2]
وفي دراسة أخرى وُجِد أن المدن والمناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة تميل إلى التعرض لجرائم عنف أكثر من المناطق الأكثر برودة، حتى بعد وضع عشرات العوامل الاجتماعية والثقافية قيد الاعتبار مثل العمر، والعرق، والفقر، وثقافة الشرف. [3]

ما الحل؟

المشكلة الرئيسية لدينا هنا هي التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والتي بدورها سببت الاضطرابات النفسية كما ذكرنا سابقًا. ولكن ما الحل لأزمة التغير المناخي؟

في الواقع لا يوجد حل سحري للتغير المناخي فلا يوجد حل واحد غير مكلف وسهل التطبيق يمكنه حل مشكلة يعاني منها الكوكب كله في أقصر وقت! وعلى الرغم من ذلك فإنه يوجد حل يمكن للجميع تطبيقه ألا وهو «الوعي». توعية من حولك بأهمية التغير المناخي والحفاظ على كوكبنا هو السر لعلاج تلك المشكلة. الحلول البسيطة وتغيير سلوكياتنا الضارة؛ كفصل قابس الكهرباء عن الأجهزة التي لا نستعملها أو زراعة نبتةٍ إضافية في حديقة منزلك، قد تساهم فعلًا في حل تلك المشكلة إذا طُبّقت على أعدادٍ كبيرةٍ من الناس.

نشر الوعي بين أصدقائك ومعارفك ومن حولك وتشجيعهم على أخذ خطوات إيجابية له القدرةُ على حل الأزمة. ففي النهاية لا يوجد إلا مكانٌ واحدٌ لنا صالح للحياة في هذا الكون، وهذا المكان سيرد لنا ولأبنائنا الجميل مستقبلًا إذا أنقذناهُ الآن. [4]

المصادر:

المصدر الأول 
المصدر الثاني 
المصدر الثالث
المصدر الرابع

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي