أكثر ما يشغل بالنا حاليًا في وجود وباء كوفيد-19 هما الوفيات والاضطرابات المالية، ولكن تأثير كورونا فيروس لا يصل فقط إلى الأشخاص، بل قد يمتد ليتسبب في موت العلاقات.
فكما جاء في جريدة ديلي نيوز Daily News: «ارتفاع معدلات الطلاق في الصين بعدما اضطر الأزواج إلى قضاء الكثير من الوقت معًا خلال فترة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا».
«فيروس كورونا يزيد من معدلات الطلاق في مدينة صينية»، كما ذُكر في جريدة بيزنس إنسايدرBusiness Insider .
السؤال الأول هو، ماذا يحدث؟
هل الأزواج المتحابين الذين كانوا سيظلون متزوجين بسعادة تُفسد هذه السعادة بسبب تقضية هذا الوقت المكثف والقسري معًا؟
أم أن الأزواج الذين كانوا سيحصلون على الطلاق في نهاية المطاف أدى هذا الحجر الصحي إلى مجرد تسريع القرار بالنسبة إليهم؟
أم الحجر الصحي يُمثل مادة حفازة، كالتي في الكيمياء، شيء يحفز عملية كانت ولابد أن تحدث، ولكنه فقد يجعلها تحدث أسرع؟
أم أن الحجر الصحي بمثابة فيروس كوفيد-19 للعلاقات، فهو يتسبب بموت الزيجات التي كانت ستعيش؟
ليس لدينا، وربما لن نملك، المعلومات الكافية والكاملة للإجابة على هذا السؤال. فنحن لن نستطيع إجراء تجربة بإدخال 100 من الأزواج في حجر صحي و100 أزواج آخرين متطابقين في نفس المواصفات لإجراء مقارنة بينهم.
ولذا فقد نعتبر أن الجواب خليط من كل الأسئلة السابقة. بعض حالات الطلاق التي حدثت في الحجر الصحي كانت سوف تحدث بدونه في وقت لاحق، ولكن من الممكن أن يكون بعض الحالات لم تكن تحدث لولا الحجر الصحي، مسببة بهذا الارتفاع في حالات الطلاق في هذه الفترة.
ونأتي للسؤال الهام، ماذا يحدث في الحجر الصحي يؤدي إلى الطلاق؟
قضاء الحجر الصحي مع شخص يُعد كعدسة مكبرة للعلاقة. فإذا كانت العلاقة بينكم جيدة حقًا وبشكل كبير، فسيكون الحجر كعطلة الربيع، أو نزهة في الحديقة.
ولكن إذا كانت العلاقة سيئة ولا أحد منكما يستطيع تحملها أو تحمل الطرف الأخر، فستكون التفاعلات السلبية بينكما في تزايد مستمر، كأعداد مصابي فيروس كورونا.
السؤال الأكبر هو، ماذا يحدث للمجموعة المتوسطة؟ وهي المجموعة التي لا تنعم بحياة جيدة للغاية معًا والعلاقة بينهما ليست سيئة جدًا أيضًا.
بالنسبة لهذه المجموعة من الأزواج، فسيكون هناك العديد من الألغام الأرضية، والتي يجب عليهما أن يزدادوا في اتخاذ الحذر تجاهها من خلال مشاهدة أين يسيرون.
تأتي صعوبة الزواج في انتشار جدال “أنت لست جيدًا”. في الأيام العادية يتمثل هذا الجدال في أشياء مثل:
- «أنت لا تخرج القمامة أبدًا»
- «أنت تُخلق فوضى»
- «أنت لا تساعد أبدًا في …. (الأطفال، التنظيف..)»
- «أنت دائمًا متأخر (أو في وقت مبكر، تحب مغادرة المنزل، أو تصر على البقاء في المنزل …)»
- «أنت تكدس الصحون»
هذه التعليقات غير مهمة حتى تصدر وتكون أنت في الموقف. يزيد فيروس الكورونا والحجر الصحي من صدى هذه التعليقات والأصوات ويضخمها. فقد تشمل مواقف كتلك:
- «هل تعتقد أنه من الآمن أكل هذا؟»
- «هل يمكنك خلع حذائك؟! فنحن نختبئ في هذه الشقة طوال اليوم ثم ها أنت تجلب الفيروس معك!»
- «أنا مع الأطفال طوال اليوم في الشقة. ما رأيك في هذا؟!»
- «لا تسعل هكذا. هذا مقرف!»
في زمن كوفيد-19 يوجد جدال حول من أين نأتي الطعام، ما هو الآمن للأكل. وفي النهاية تنتشر الجدالات حتى التافه وغير المهم منها. كـ:
- «لقد شاهدنا مسلسلك/ فيلمك أخر مرة.»
- «لا أريد أن أمزح معك مرة أخرى.»
السؤال المهم في الزيجات، قبل وأثناء فيروس الكورونا، هو هل أنت وزوجك تشعران أنكما في مركب واحدة؟ هل تشعران بالاتفاق بينكما؟ فعصر الكورونا والحجر الصحي هو تحدي أكبر.
وعلى الجانب الآخر، فيوجد مكافآت أيضًا. كما يقول ملتون: «من الشر يأتي الخير.» فالأزواج التي تنزع فتيل هذه الألغام الأرضية في فترة فيروس الكورونا، فستستمر بشكل أقوى وستكتسب مناعة ضد المشكلات اليومية البسيطة التي قد تحدث بعد ذلك.
كن بطيئًا قبل أن تمتطي حصانك وتسعى للرد، وانظر بسرعة لوجهة نظر زوجك/زوجتك. ومن خلال اللهجة التي تتحدث بها مع زوجك/زوجتك، قد يتبع شريكك زمام المبادرة ويتحدث بنفس لهجتك. ثم، بالنسبة إلى الخلافات الزوجية، فأنت سوف تقوي مناعتك ضدها.