عزيزي القارئ هل تساءلت يومًا عن السر وراء العدسات اللاصقة التي نضعها في عيوننا وكيف وصلت إليك؟
حسنًا؛ دعنا نأخذك في رحلة إلى عالم العدسات اللاصقة.
العدسات اللاصقة أو مُبسطة الاتصال أوCL: هي عدسة رقيقة توضع مباشرة على سطح العين، وتعتبر من الأجهزة الطبية التي يمكن ارتداؤها؛ لتصحيح الرؤية، أو لسبب تجميلي أولأسباب علاجية أخري.
وهي في هذا شبيهة بالليزك إلا أنها مؤقتة المفعول بعكس الليزك ذوالمفعول الدائم.
تاريخيًا
يرجع الفضل لـ(ليوناردو دافينشي) في إدخال الفكرة في عام 1508م لكنها كانت غير قابلة للتنفيذ عمليًا. وهو لم يقترح أن تستخدم فكرته لتصحيح الرؤية؛ لأنه كان أكثر اهتمامًا بمعرفة آليات الإقامة في العين. وفي عام 1888 تمكن الطبيب الألماني (أدولف فييك- Adolf Fick) بابتكار أول عدسات لاصقة ناجحة.
هناك كمية مدهشة من الكيمياء وراء العدسات اللاصقة، تم تصميم هذه الكيمياء لتحقيق أقصى قدر من الراحة عندما يتم ارتداء العدسات ويتم أيضًا تطويرها وتحسينها بشكل مستمر لتلائم هذا الغرض.
دعونا فقط نتفق علي الخصائص أو شروط العدسات اللاصقة المثالية :
1-الحفاظ على المسيل للدموع لرؤية واضحة.
2- الحفاظ على الترطيب الطبيعي.
3- تسمح للأكسجين أن يتخلل العين.
4-تكون غيرمزعجة ومريحة.
5- يجب أن يكون لدى العدسة خصائص سطح ممتازة فتكون محبة للماء ولا تكون محبة للدهون.
دعونا الآن نلقي نظرة على تطور تلك العدسات وكذلك ماهية محلول التنظيف الخاص بها.
جاءت الفكرة في أواخر القرن التاسع عشر وكان مظهرها غير مريح علي الإطلاق ، حيث كانت مصنوعة في الأصل من الزجاج المطوي الشبيه بعيون الأرانب أو الجثث ويمكن ارتداؤها لفترة قصيرة فقط لا تزيد عن بضعة ساعات وتم ترقيقها بعدها بوقت لاحق ولكنها لم تكن مريحة علي الإطلاق ولذلك لم تحقق شعبية في ذلك الوقت.
كل هذا تغير تمامًا مع ظهور البلاستيك في الفترة من 1930 و 1940.
البوليمرات وهي: جزيئات طويلة السلسلة تتكون من عدة وحدات أصغر متطابقة تسمى المونمرات؛ حيث أنها تتسم بالمرونة ويمكن منها صناعة عدسة أرق بكثير تمكُث لفترة على سطح العين.
كان أول بوليمر تم استخدامه مباشرة علي القرنية بولي (ميتاكريليتال ميثيل) (PMMA).
والذي كان له عدد من المزايا الكثيرة متفوقًا على الزجاج. كان ذو وضوح أفضل، وبالطبع كان ذو وزن أخف ومريح. ومع ذلك، كانت هذه العدسات الصلبة لاتزال تعاني من المشاكل. فلم تكن تسمح للأكسجين بالمرور، والذي يمكن أن يتسبب في آثار سلبية على العين، وعلى الرغم من هذا لم يكن معروفًا في ذلك الوقت. الأهم من ذلك، أنها كانت لاتزال غيرمريحة نوعًا ما.
وجاء الاختراق الحقيقي الذي أدى إلى ارتداء معظمنا العدسات اللاصقة لليوم في عام 1950.
استخدم علماء التشيك بوليمر مختلف ،وهو بولي (هيدروكسي إيثيل ميتاكريليت) لإنشاء عدسات (الهيدروجيل) المرنة والناعمة، والتي لديها ميزة إضافية تتمثل في كونها قابلة لاختراق الأكسجين. وكانت هذه العدسات أكثر راحة، وعلى هذا النحو يمكن ارتداؤها لفترة أطول.
يوضح الشكل التالي هيدروكسي ايثيل ميتاكريليت.
يوضح الشكل التالي بوليمر الهيدروجيل.
عدسات (الهيدروجيل) تحتوي على شبكات من البوليمرات (Cross linked)التي تعتبر (hydrophilic -محبة للماء)،ولكن أيضًا غير قابلة للذوبان فيها. إنها تجذب وتمتص المياه. ويرجع ذلك إلى وجود ذرات كهربية عالية مثلًا لأكسجين في البوليمر، التي يمكن أن تُشكل روابط هيدروجينية مع الماء أيضًا.
بحكم التعريف، يجب أن يحتوي (الهيدروجيل) علي مالا يقل عن 10٪ من وزنه من الماء ،ولكن الكثير منهم يمكن أن يمسك كمية أكبر من الماء يصل إلى ألف مرة من الوزن الجاف الأصلي.
يُتبع ..
اعداد و تصميم: Rokaya Samir
مراجعةعلمية :Esraa Adel
مراجعةلغوية :Sara Hassan
المصادر :
