وُلِد أنطوان لوران لافوازييه في عائلة أرستقراطية، في السادس والعشرين من أغسطس عام 1743م في العاصمة الفرنسية باريس، والده هو جان أنطوان لافوازييه، محامٍ في البرلمان في باريس، تُوفِّيَت والدته عندما كان أنطوان عمره خمس سنوات، تاركًا له مبلغًا كبيرًا من المال.
التحق أنطوان بكلية الحقوق في الثامنة عشر من عمره، سيرًا على خطى والده رغم حبه الشديد للعلوم. حَثَّه والده على الاعتقاد بأن العلم هو مجرد هواية، وليس مهنة جادة.
وبعد عامين من دراسة القانون حصل على درجة البكالوريوس. وبعد ذلك بعام في 1764م، حصل على ترخيصٍ لممارسة المحاماة، لكنه قرَّرعدم ممارستها.
وأثناء دراسته للقانون، حافظ لافوازييه على حضور المحاضرات العلمية. وفي عام 1764 وهو عام حصوله على رخصة ممارسة المحاماة نشر أول ورقة علمية له. اُنتخِبَ عضوًا في الأكاديمية الفرنسية للعلوم في عام 1769م؛ وعمل جامعًا للضرائب أيضًا.
«أنا شابٌ ومتعطشٌ للمجد» هكذا قال لافوازييه عندما كان طالبًا. حصل لافوازيه على جائزةٍ لإنارة شوارع باريس وتصميم طريقةٍ جديدة لتحضير النترات.
تزوج لافوازيه فتاة جميلة تبلغ من العمر 13 عامًا تُدعى ماري آن. كانت ماري آن تترجم له الكتب من الإنجليزية إلى لفرنسية وتقوم برسم تجاربه وتوثيقها.
والآن سنتحدث تفصيلًا عن إنجازاته واكتشافاته التي أحدثت تطورًا هائلًا في علم الكيمياء، والتي نحن مدينون له بالكثير تجاهها.
الأكسجين والاحتراق
في 1772 لم يكن الناس على فهمٍ بعملية الحرق. كانت لديهم نظريات مضطربة وغير صحيحة، وعلى رأسها نظرية اللاهوب أو (الفلوجستون – phlogiston ). وهي مادة غير قابلة للكشف، وكانت في بعض الأحيان لها كتلة (سلبية- Negative). ونحن نعرف الآن أن الاحتراق يحدث عندما تتفاعل المواد مع الأكسجين عند درجات حرارة عالية.
في عام 1772، وعندما بدأ لافوازييه عمله في هذا المجال، كان لا يزال الأكسجين لم يُكتشف حينها.
يتمتع عمل لافوازييه بميزة كبيرة عن العديد من العلماء الآخرين من حيث شغفه الكبير للقياسات الدقيقة.
في عام 1772 اكتشف لافوازييه أنه عندما يتم حرق الفوسفور أو الكبريت في الهواء تكون النواتج حمضية، ولكن تزن هذه النواتج أيضًا أكثر بكثير من الفوسفور الأصلي أو الكبريت التي نتجت منه، مما يدل على أن العناصر تتحد مع شيءٍ آخر في الهواء لإنتاج الأحماض. ولكن ما هو؟
في عام 1774 زار جوزيف بريستلي باريس. وأخبر لافوازييه عن الغاز الذي نتج عندما أحرق مركب ندعوه نحن الآن بأكسيد الزئبق. هذا الغاز الناتج كان مصحوبًا باحتراقٍ قويٍّ جدًا، أكثر من الهواء الطبيعي. اعتقَدَ بريستلي أن الغاز جزءٌ نقي وأساسي في الهواء. بدأ واصفًا إياه بـ (dephlogisticated air) واعتقد أن خصائصه الغير عادية حدثت بسبب غياب الفلوجيستون.
لم يؤمن لافوازييه بالـair dephlogisticated، وذلك لأنه لا يعتقد ولا يؤمن في وجود الفلوجيستون.
في عام 1779 صاغ لافوازييه اسم الأكسجين، وهو العنصر الصادر عن حرق أكسيد الزئبق. وجد أن الأكسجين يُكوِّن 20٪ من الهواء، ويؤدِّي دورًا حيويًّا في الاحتراق والتنفس. وخَلُصَ أيضًا إلى أنه عندما يتم حرق الفوسفور أو الكبريت في الهواء، فالنواتج التي لها وزنٌ أكثر من وزن الفوسفور أو الكبريت؛ تشكَّلت عن طريق تفاعل هذه العناصر مع الأكسجين.
الكبريت عنصر
في عام 1777 قام لافوازييه بتحديد الكبريت بشكل صحيح كعنصر. وأضاف أنه أجرى تجاربًا واسعة النطاق تشمل هذه المادة، ولاحظ أنه لا يمكن تقسيمها إلى أي موادٍ أبسط.
قانون حفظ الكتلة
في عام 1778م وجد لافوازييه أنه عندما يتم تسخين أكسيد الزئبق فإن وزنه يتناقص، وغاز الأكسجين الذي يُطلقه لديه بالضبط نفس الوزن الذي فُقِدَ من أكسيد الزئبق.
في حين أن هذا قد يبدو واضحًا لنا اليوم وكان مجهولًا في تلك الأيام، وبعد تنفيذ نفس التجارب مع عددٍ من المواد المختلفة، أعلن لافوازييه عن قانونٍ أساسيٍّ جديد من الطبيعة، وهو: «قانون حفظ الكتلة» حيث ينص على أنه عند حدوث أي تفاعل كيميائي، فإن كتل المواد المتفاعلة تساوي كتل المواد الناتجة عن التفاعل.
عملية الاحتراق والتنفس
اشتبه لافوازييه أن الاحتراق والتنفس متشابهان كيميائيًا. وأثبت ذلك بمساعدة بيير لابلاس. حيث قاما بقياس كمية ثاني أكسيد الكربون والحرارة المنبعثة من خنزير غينيا أثناء تنفسه. وقارنا هذا بكمية الحرارة التي تُنتَج عند حرق الكربون لإنتاج نفس الكمية من ثاني أكسيد الكربون كما كان ينفثه خنزير غينيا.
ومن النتائج، استنتج لافوازييه أن التنفس هو شكلٌ من أشكال الاحتراق. والحرارة التي تنتجها الثدييات خلال التنفس؛ تُبقي أجسادهم أعلى من درجة حرارة الغرفة.
الماء ليس عنصرًا
في عام 1783 صاغ لافوازييه اسم «الهيدروجين» للغاز الذي اعتبره هنري كافنديش عنصرًا جديدًا في 1766. وكان كافنديش يُسمِّي هذا الغاز (بالهواء القابل للاشتعال-inflammable air )
وعمل مرةً أخرى مع بيير لابلاس، وأحرقا الهيدروجين مع الأكسجين، ووجدا أن المياه كانت تنتج من ذلك التفاعل، ومن ذلك استنتج لافوازيه أن الماء ليس عنصرًا، ولكن هو في الواقع مُركَّبٌ مصنوعٌ من الهيدروجين والأكسجين. هذه النتيجة أدهشت الكثير من الناس، لأنه في ذلك الوقت كان يعرف الجميع أن هذا الماء نفسه واحدٌ من العناصر «الغير قابلة للتجزئة». والهيدروجين كان يعني المياه في اليونانية سابقًا.
لا يوجد ما يُدعى الـphlostigon!
كان عمل لافوازييه على الأكسجين وقانون حفظ الكتلة قد أوضح تمامًا له أن نظرية الـphlostigon كانت وهمية. وفي عام 1783 في ورقته العلمية التي نشرها باسم Reflections on Phlogiston) )، كانت بداية النهاية لفلوستيجون وانتصار نظرية لافوازييه والكيمياء الكمي.
«TraitéÉlémentaire de Chimie » كتاب لافوزايه الأول قدم فيه رؤية موحدة لنظريات جديدة في الكيمياء، محتويًا بيان واضح لقانون حفظ الكتلة، ونفي وجود الفلوجيستون، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يحتوي على قائمة من العناصر، أوالمواد التي لايمكن تقسيمها أبعد من ذلك، والتي تضمنت الأكسجين، والنيتروجين، والهيدروجين، والفوسفور، والزئبق، والزنك، والكبريت.
.النظا مالمتري
ابتداء من عام 1791 ،عمل لافوازييه في لجنة من الأكاديمية الفرنسية للعلوم التي وضعت النظام المتري للقياس.
قدم لافوازيه العديد من المساهمات الأساسية لعلم الكيمياء، كانت ثورة في الكيمياء الذي جاء بها نتيجة لجهود واعية لإحتواء جميع التجارب في إطار نظرية واحدة، (أسس الاستخدام المستمر للتوازن الكيميائي)، وتستخدم الأكسجين للإطاحة بالفلوجستون، ووضع نظام جديد للتسميات الكيميائية.
أثناء الثورة الفرنسية التي بدأت في عام 1789 كان الأثرياء والعاملين لصالح الحكومة تحت التهديد في عام 1793 وضعت الثورة حدًا للأكاديمية الفرنسية للعلوم، والمجتمعات الأكاديمية الأخرى، في 1794 وُصف لافوازيه خائناً بسبب تورطه مع الضرائب، كم اأنه كان لا يحظى بشعبية لدى الثوار لأنه كان قد أيد العلماء الأجانب، الذين يرغبون الثوارفي التجرد من مجهوداتهم .
حُكم على لافوازيه بالإعدام على يد الثوار بتهم ملفقة ضده شملت سرقة المال من الخزانة الفرنسية، وإعطائها لأعداء فرنسا.
توفي أنطوان لافوازييه بواسطة المقصلة في 8 مايو 1794 في باريس وأعدم والد ماري آن و26 شخصا آخرين فى نفس الموقف .
وفي نهاية عام 1795، وجدت الحكومة الفرنسية لافوازيه بريء من جميع التهم، لكن الوقت قد فات وكان لافوازيه مجرد ضحية بريئة أخرى من عهد الثورة الفرنسية .
نجت زوجة لافوازيه ومساهماته الجليلة فى الكيمياء، ومن سخرية القدر تزوجت ماري آن في وقت لاحق بنيامين طومسون، الذي لعب دورًا رئيسيًا في إقامة ال caloric)) مثل الفلوجيستون، الذى كان مجرد نسج خيال .
إعداد : Sara Muhammad & Esraa Adel
مراجعة علمية: Esraa Adel
مراجعة لغوية: sara hassan&Mohamed Sayed Elgohary
المصدر : http://goo.gl/cqZj0F
http://goo.gl/kyFzaE
http://goo.gl/cmEM4w
#الباحثون_المصريون