لماذا لا نعرف ما بداخل الأهرامات حتى الآن ؟

الاهرامات-1

||

عثر (هوارد كارتر- Howard Carter) في عام 1922م على مقبرة الفرعون المصري ( توت عنخ آمون) وهي محفوظة بشكل كامل، هذا وقد أحدث اكتشاف كنوز الملك (توت عنخ آمون) ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم، وعلي الرغم من أن الملك (توت عنخ آمون) لم يدفن في هرم مع العلم أن غيره من الملوك قد دفنوا، ويقود ذلك إلى العديد من التساؤلات عن ما يمكن أن تحمله الحجرات غير المكتشفة في هذه المنشآت العظيمة، فعلى الرغم من أن هذه الأهرامات والمنشآت ظلت قائمة في وسط الصحراء لآلاف السنين إلا أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن التصميمات الداخلية لها.

كان المرشح الأمريكي السابق (بن كارسون- Ben Carson) قد علق على نظريته القائلة بأن الأهرامات قد تم بناؤها من أجل تخزين الحبوب، وقد أدى ذلك لانذهال وسائل الإعلام الأمريكية . لماذا أسرار الأهرامات، والنظريات البديلة مستمرة حتى الآن، ولماذا لم تكتشف كلية بعد؟. تُعد الأهرامات منشآت ذات أهمية أثرية بارزة ؛ فهي تحتوي على تصاميم هيروغليفية معقدة، هذا بالإضافة إلى التحف الفنية التي وجدت بداخلها، ويعد أي اقتراح باقتحام الأنفاق الداخلية أو الحجرات بالقوة وعنوة أمر غير مسؤول، وغير لائق.

توضح (أليس ستيفنسون- (Alice Stevenson في متحف (بتري) للأثار المصرية بكلية (لندن الجامعية) بأن الممارسة الأثرية الحديثة تختص » بالتأكد من أننا لانضر التراث الذي نحاول فهمه « ، ومثال علي ذلك بدأت (ساي أرك- CyArk) وهي منظمة غير هادفة للربح- بالحفاظ رقميًا على أكثر من 500 موقع من مواقع التراث العالمي من بوابة (براندنبورج Brandenburg-) إلى زقورة (أور) في العراق، وذلك باستخدام الليزر غير الغازي وتقنياته التي تلتقط صور3D دون الحاجة إلى وضع الأصبع عليها. ستيفنسون تقول أيضًا “إن النظريات المضادة عن الأهرامات بأنها في الحقيقة مجرد مخازن ضخمة للحبوب ليست مفيدة ” .

تقول ستيفنسون »وجد علماء الأثار بالفعل صوامع لتخزين الحبوب وهي معروفة جيدًا بالنسبة لنا ولا تبدو كالأهرام في شىء « ، كما أن المسؤولين المصريين توافقوا على دحض أفكار كارسون. لكن هذا مازال يترك سؤالًا: ماذا نعرف عن التصميم الداخلي للأهرامات؟ فالهرم الأكبر(خوفو) في الجيزة بُني منذ أكثر من 3000 عام باستخدام أكثر من 2 مليون كتلة حجرية، وُيعد الهرم الأكبر أكثر الأهرام قدمًا في العالم، وهو الآن بارتفاع 139 مترًا (450 قدم)، وقد كان أطول قليلًا عندما أنشئ لأول مرة. أنه مبنى كبير ولا نعلم سوى عن عدد قليل من الغرف بداخله: مثل المعرض الكبير، وغرف الملك والملكة.

قام فريق دولي من العلماء والمهندسين المعماريين باستخدام التصوير الحراري بالأشعة تحت

الحمراء؛ للكشف عن الاختلافات في درجات الحرارة غير المتوقعة في أحجار الهرم الأكبر.

 

 

يكشف التصوير الحراري بعض الطوب الخارجي في الأهرامات أكثر سخونة (كما هو موضح باللون الأحمر) من غيره

هذ ا وربما أثار ذلك أسئلة أكثر من الأجوبة؛ فاختلاف درجات الحرارة في بعض الأحجار عن البعض الآخر يمكن أن يكون مؤشرًا على تجاويف أو أنفاق حيث يوجد تيار الهواء، ومع ذلك ليس هناك طريقة سهلة للمعرفة؛ فالعلماء المشاركون في المشروع تحت أوامر صارمة بعدم إجراء حفائر، وفي كل الأحوال وبحسب تقارير (ناشيونال جيوجرافيك) فإن السلطات المصرية مهتمة بفكرة التسويق لوصول السياح إلى أي غرف يتم اكتشافها. أنه شيء لابد أن يدبر بمسؤولية، تقول ستيفنسون إنها تتفهم لماذا هم مهتمون بهذه الفكرة، وتضيف: أعتقد أنه مهم للسياحة المصرية، وتعلق مضيفة: أستطيع أن أفهم أنهم يريدون الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لإظهار عجائب العالم القديم.

من المرجح أن تقنيات المسح، والاستشعار الضوئي هي الأدوات الرئيسية للمحققين في السنوات المقبلة. الأشعة تحت الحمراء من الأقمار الصناعية في مدار حول الأرض ساعدت على تحديد موقع الأهرامات المدفونة، ولذلك هناك العديد من الأمثلة الآن للكيفية التي تقوم بها التكنولوجيات لتعزيز فهمنا لهذه المنشآت الغامضة، كما يمكن مساعدتنا أيضًا باستخدام الروبوتات. فقد كانت هناك غرف لا يمكن للبشر الوصول إليها تم استكشافها منذ أربع سنوات وذلك استخدام الآلات.

نفق غريب وصغير يبدأ من غرفة الملكة إلى منطقة مسدودة. وقد كان هذا معروفًا من عام 2002. عندما تم استخدام الروبوت للتنقيب عن طريق (باب) الحجر؛ لمعرفة وتسجيل ما كان وراءه ، لكن الصور لا تظهر الكثير. في عام 2011 تم ارسال جهاز أكثر مرونة والتقط كتابات هيروغليفية حمراء غامضة، والتي لم تشاهد بالعين البشرية منذ آلاف السنين.

صورة توضح انتظار الباحثين بجوار أهرامات الجيزة وذلك أثناء تجربة المسح الحراري بالأشعة تحت الحمراء لرسم خريطة البصمة الحرارية للجدران

حتي هذه الحملة التكنولوجية الفائقة لم تقدم سوى لمحة مثيرة عن ما هو موجود بداخل هذه الغرفة الضائعة من الهرم الأكبر. إلى أن نحصل على الأدلة العلمية سنبقي في ظلام عن ما هي الغرف التي ربما تكون موجودة أو غير موجودة بداخل أهرامات مصر. بالنسبة لستيفنسون هذا الأحساس بالغموض هو أمر عشناه فترة طويلة، في الواقع إنها جزء من علاقتنا الثقافية مع الأهرامات لمئات السنين، وتقول ستيفنسون: لقد كانت مصدرًا للتعجب للعديد من القرون، وتضيف قائلة: أعتقد أن طبيعة الأثار أنها تتجاوز هذا العدد الكبير من الأجيال.

مصدر المقال :

 http://sc.egyres.com/vL29D

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي