هناك قلق وجدال متزايد حول مقدار الوقت -الترفيهي- المناسب للأطفال والمراهقين أمام شاشات الهواتف والتلفاز.
قام الباحثون منذ عام (2016)، بإجراء مراجعات على الدلائل العلمية التي لها صلة بتأثير المدة المقضية من أجل الترفيه أمام الشاشات بداية من مرحلة الطفولة وحتى مرحلة الرشد، وقد فحص الباحثون بشكل مخصص تأثير هذه الأوقات على الصحة بفحص المخاطر المتوقعة مثل السمنة، وقلة النوم، وضعف اللياقة الجسدية، والقلق، والاكتئاب. كما فحص الباحثون تأثير هذه الأوقات على التحصيل العلمي، والسعادة، والتطور من المنظور الاجتماعي، والعاطفي، والإدراكي، واللغوي.
وقد أظهرت مؤشرات هذه الأبحاث بأن زيادة الوقت الذي يتعرض فيه الأطفال للشاشات -والذي هو حال معظم الأطفال الآن- مقترن بضرر بالغ، كما أظهرت أن التقليل من وقت الشاشات يظهر نتائج أفضل لتجنب السمنة ولتحسين جودة النوم واللياقة وكل ما سبق ذكره.
ومنذ ذلك الحين، أصدرت بعض الدول، مثل أستراليا، وكندا، وجنوب إفريقيا، والمملكة المتحدة بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، دلائل استرشادية مبنية على الأبحاث السابقة لتحديد مدة الوقت الترفيهي أمام الشاشات للرضع، والأطفال، والمراهقين.
ما هو مقدار الوقت المسموح به؟
وجاءت الترشيحات بحيث أنه لا يسمح لمن هم دون الثانية من العمر بقضاء وقت ترفيهي أمام الشاشات الإلكترونية ويسمح لمن هم ما بين الثانية والرابعة من العمر بساعة واحدة فقط كحد أقصى في اليوم الواحد، ويسمح بساعتين كحد أقصى في اليوم الواحد لمن هم ما بين الرابعة والسابعة عشر من العمر.
وقد حُدِّدت هذه الأوقات بناءً على عدة أسباب
أولًا: هو كونها أتت بعد فحص وتحليل ترشيحات ودلائل لأبحاث علمية مراجعة وموثقة بالإضافة إلى استشارات وتقارير دولية.
ثانيًا: يُعد قلّة وقت مشاهدة الشاشات الترفيهية أفضل، فهناك دليل يدعم التوصيات بتحديد ذلك الوقت، وأشار كل من العائلات والوالدين بأن تحديد وقت مشاهدة الشاشات الترفيهية مفيد.
ثالثًا: إصدار منظمة الصحة العالمية والتمويل العالمي لبحث السرطان نتائج مماثلة لأبحاث أخرى تؤكد على دور الوقت المقضي أمام الشاشات للترفية في تطور السمنة وبعض السرطانات بالإضافة إلى قصر النظر.
هناك وقت متبق للتصرف
يجادل البعض بنظرة سلبية معلقين (genie is out of the bottle) والذي يعني أن ما نخاف أن يحدث من ضرر قد حدث وهو الآن أمر واقع. نعم، هذا صحيح، ولكنه صحيح أيضًا لمشاكل التدخين، والكحوليات، والسكر. ومع ذلك يتفق الجميع الآن بأن التعرض غير المحدود لهذه المواد لا يتوافق مع الصحة العامة. بالإضافة إلى أن هناك بعض المناطق حول العالم لم يتأثر أطفالها. ففي الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، يتعرض الأطفال للشاشات لوقت أقل.
مازال هناك مجال لدينا لمنع التعرض المفرط للشاشات للأطفال حيث يجب علينا التصرف قبل تحول هذا السلوك لعادات سيئة تؤثر على أسلوب حياتهم لاحقًا في فترة المراهقة، على الأغلب سيستخدمونها بدلًا من القراءة والحركة وحتى النوم.
وختامًا نؤكد على أن حتمية وجود الشاشات كوسيلة ترفيه لا مفر منها في عصرنا الحالي، لا يعني بالضرورة خلوه من الأضرار أو على الأقل حتى يصدر ما يثبت ذلك. وحتى ذلك الوقت، يجب علينا الحرص واتباع الدلائل الاسترشادية التي تنادي بالحد من الوقت المقضي أمام الشاشات للترفيه.
المصدر: The Conversation
ترجمة: أيمن النحراوي
مراجعة علميّة: نسمة محمود
مراجعة لغويّة: حمزة مطالقة
تحرير: هاجر عبدالعزيز