ماذا تعرف عن نُظم المعلومات الجغرافية (GIS)؟
هو نظام التقاط وتخزين وفحص وعرض البيانات والمعلومات التي يتم جمعها أثناء الدراسة والتي تكون مرتبطة بموقع مُعين على سطح الأرض؛ حيث أنَّه يعرض أنواع مُختلفة من البيانات على نفس الخريطة وهذا يساعد على رؤية وتحليل وفهم الأنماط بصورة أسهل.
من خلال نظم المعلومات الجغرافية يُمكن المقارنة بين مواقع أشياء مختلفة لاكتشاف مدى ارتباطها ببعضها، مثل اكتشاف أكثر الأماكن انتاجًا للتلوث مثل محطات الغاز والأماكن سريعة التأثر بالتلوث وتحديد أكثرها عُرضةً للخطر. وأيضًا يقوم نظم المعلومات الجغرافية باستخدام أي معلومات متاحة مثل الموقع، ويتم التعبير عنه بطرق مختلفة مثل دوائر العرض وخطوط الطول والعنوان والرمز البريدي. العديد من أنواع المعلومات المختلفة يمكن مقارنتها واكتشافها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية؛ حيث يجمع النظام أيضًا معلومات عن الناس مثل عدد السكان ومرتباتهم ومستوى تعليمهم. يحتوي أيضًا على معلومات حول الأراضي مثل الأنواع المختلفة من الزراعة وأنواع التربة وجودتها وأماكن المصانع والمزارع والمدارس والطرق وخطوط الكهرباء.
بيانات نظم المعلومات الجغرافية:
يُمكن إدخال البيانات بأشكال عديدة داخل نظم المعلومات الجغرافية، وكذلك البيانات الموجودة مُسبقًا داخل الخرائط فهي تدخل هذه النظم مثل معلومات عن مواقع الأنهار والطرق والأودية والتلال، كما يمكن إدخال البيانات الرقمية مثل المعلومات التي يتم تجميعها بواسطة الأقمار الصناعية التي تبين استخدامات الأراضي ومواقع الغابات والحقول، يمكن أن تتواجد البيانات على شكل جدول مثل عدد السكان؛ حيث تسمح هذه التكنولوجيا لكل هذه الأنواع المختلفة من المعلومات بإضافتها معًا لخريطة واحدة بغض النظر عن مصدرها أو شكلها الأصلي.
يُسمى إدخال المعلومات إلى نظم المعلومات الجغرافية ب «التقاط البيانات-data capture»؛ حيثُ تكون على هيئة بيانات رقمية مثل الصور التي يتم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية أو نموذج الجدول يمكن ببساطة رفعها للبرنامج، أما الخرائط فيتم تحويلها إلى معلومات رقمية ثم إضافتها.
يجب على نظم المعلومات الجغرافية تجميع كل المعلومات من مصادرها المختلفة، وجعلها على مستوى واحد؛ حتى تتناسب مع بعضها؛ والسبب هو مفتاح الخريطة (Scale)، فهو يختلف حسب الخرائط ويبين العلاقة بين المسافة على الخريطة والمسافة الحقيقية في الواقع على الأرض؛ حيث يقوم نظم المعلومات الجغرافية بتجميع هذه المعلومات من مصادر مختلفة ثم وضعها في نفس المفتاح.
غالبًا ما يتم معالجة البيانات أولًا لأنَّ الخرائط تحتوي على إسقاطات (projections) مختلفة؛ والإسقاطات هي طريقة تحويل المعلومات من المنحنيات على سطح الأرض إلى خريطة على ورقة مسطحة أو على شاشة الكمبيوتر. من الصعب على الإسقاطات نسخ منحنيات سطح الأرض في الواقع وتحويلها بإتقان، بعض الأنواع المختلفة من الإسقاطات تتم هذا العمل بطرق مختلقة، لكن كل النتائج يكون بها بعض الانحرافات؛ لتحويل شكل منحنى ثلاثي الأبعاد لشكل مسطح فذلك يتطلب تمدد بعض الأماكن وضغط أماكن أُخرى. تَعرِض خريطة العالم بعض الدول بحجمها الصحيح أو شكلها الصحيح؛ لكن لا يمكن الجمع بين الاثنين معًا. يقوم نظم المعلومات الجغرافية بجمع بيانات من خرائط تستخدم إسقاطات مختلفة، ثم يقوم بتجميعها معًا، ثم يتم عرض كل المعلومات باستخدام إسقاط واحد مشترك.
خرائط نُظم المعلومات الجغرافية:
بمجرد إدخال البيانات المطلوبة داخل النظام يتم تجميعها لتكوين تنوع واسع من الخرائط المختلفة اعتمادًا على البيانات التي يتم إدخالها، مثل استخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية في عرض معلومات مختلفة عن مدينة ما مثل معلومات عن متوسط الدخل، أو مبيعات الكتب، أو أصوات الانتخابات أو أي بيانات أخرى يمكن إضافتها أو إزالتها من نفس الخريطة. ويستخدم أيضًا لحساب الأعداد والكثافات مثل معرفة عدد الأطباء في الأماكن المختلفة بالمقارنة بعدد السكان، أو معرفة ما الأقرب لماذا مثل المنازل والشركات الموجودة في مناطق مُعرَّضَة للفيضانات.
بواسطة هذه التكنولوجيا يمكن للباحثين ملاحظة التغيُّر الطفيف بمرور الوقت؛ يمكن أن يستخدموا الأقمار الصناعية لدراسة المناطق القطبية إذا كانت مغطاة بالجليد أم لا. وكذلك أقسام الشرطة تدرس التغيُّرات في الجرائم لتحديد أفضل الأماكن لتعيين الظباط.
في الغالب يحتوي نظام المعلومات الجغرافية على تنوع كبير من البيانات التي لا تظهر على الخرائط المطبوعة أو المعروضة على الشاشة؛ لكن تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية تسمح للمستخدمين الوصول لهذه المعلومات، يمكن لشخص ما أن يشير لمكان محدد على الخريطة ليجد معلومات أخرى مخزَّنة لنفس المكان على نظم المعلومات الجغرافية؛ مثال على ذلك يمكنك الضغط على مدرسة لمعرفة عدد الطلاب الملتحقين بها، أو عدد الطلاب بالنسبة لكل مدرس، أو ما الأنشطة الرياضية الموجودة في هذه المدرسة.
من أهم استخدامات نظم المعلومات الجغرافية أنَّها يمكنها تكوين صورة ثلاثية الأبعاد وهذا مفيد للجيولوجيين في دراسة الفوالق والتصدعات التي تتكون في الأرض نتيجة لحركتها.
تساعد تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية على تحديث الخرائط وجعلها أحدث عن طريق إضافة البيانات الحديثة لبرنامج نظم المعلومات الجغرافية الحالي، ويتم عرض الخريطة الجديدة على شاشة أو يتم طباعتها، وهذا يتخطى العمليات التقليدية في رسم الخرائط التي تستغرق وقتًا طويلًا وتكلفةً أكبر.
تُستخدم تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية في العديد من المجالات؛ في التجارة تستخدم لتحديد أماكن جديدة للمتاجر، ويستخدم البيولوجي برنامج نظم المعلومات الجغرافية لتتبع مسار ونمط هجرة الحيوانات، ويستخدمه المسؤولوين في معرفة الأماكن في حالة وقوع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والعواصف لمعرفة الأماكن الأقل خطورةً لوضع الملاجئ ومعرفة أفضل الطرق للتنقل بأمان، يقوم العلماء باستخدام هذا البرنامج لمقارنة النمو السكاني بالمصادر المتوفرة مثل مياه الشرب أو لتحديد أماكن الخدمات العامة في المستقبل مثل الطرق والمواقف.
لا حدود للمعلومات التي يمكن تحليلها بواسطة تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية.
ترجمة: Ahmed Hemdan
مراجعة لُغَوية: Omnea Abd El-Aleem
تصميم: Omnea Abd El-Aleem
تحرير: Hasnaa El-debawy
المصدر:
http://sc.egyres.com/iEcnB
#الباحثون_المصريون