(الأفيونات – Opioids) هي مركّباتٌ يعرفها معظم الناس حتى لو لم يجرّبوها أبدًا، أو لم يكن لديهم فردٌ من العائلة يدمنها، وذلك لأنّهم يعرفون مدى خطورتها.
يُعدّ (الهيروين – Heroin) و(المورفين – Morphine) من أشهر الأفيونات، الهيروين غير قانونيٍّ بالمرّة، أمّا المورفين فقد يُستخدم لدواعٍ طبّية. وهنا السؤال: ما الفرق بين الهيروين والمورفين؟
يوفّر المقال التالي معلوماتٍ حول الهيروين والمورفين، ثمّ يسلّط الضوء على الاختلافات بينهما.
ما هو الهيروين؟
أولًا وقبل النظر في الاختلافات بين الهيروين والمورفين، ما هو الهيروين؟
الهيروين هو مادةٌ أفيونيةٌ غير مشروعةٍ تُباع في السوق السوداء، وتُستخرج من نبات (الخشخاش – poppy). عندما تتناول الهيروين فإنه يخلق درجةً عاليةً من النشوة في البداية، ولكن بعد ذلك يسبّب النعاس والسكون لأنه يثبّط الجهاز العصبيّ المركزيّ.
من علامات تعاطي الهيروين، ظهور بعض الآثار على الشخص مثل القيام ببعض الإيماءات المتقطّعة برأسه، يحدث هذا بسبب تأثيره السلبي على الجهاز العصبيّ المركزيّ.
يرتبط الهيروين بمستقبِلات الأفيون الموجودة في المخ، ويملأ سلاسل الألياف العصبيّة المسؤولة عن شعور الثواب والمكافأة جنبًا إلى جنبٍ مع (الدوبامين – dopamin)، هذا التفاعل الكيميائيّ في الدماغ يَنتج عنه إحساسٌ جيّدٌ وسارّ، في حين أنّ الدوبامين مسؤولٌ عن الإحساس بالنشوة التي يبحث عنها الشخص عند استخدامه للهيروين، وهو الذي يؤدي إلى تطوّر الإدمان. تدفعك مسارات الألياف التي في عقلك إلى مواصلَة البحث عن الهيروين بعد استخدامه، فهو عقارٌ شديد الإدمان.
هناك أيضًا (إدمانٌ جسدي – physical dependence) يحدث مع الهيروين، الإدمان الجسديّ يعني أنّ جسدك يعتاد على وجود الهيروين به، وإذا توقفت عن استخدامه فجأةً، سيُسبّب ذلك نوعًا من الصدمة التي تسمّى (الانسحاب – withdrawal).
غالبًا ما يُتعاطى الهيروين عن طريق الحقن، لذلك بالإضافة إلى مخاطر الهيروين نفسه هناك أيضًا مخاطر مرتبطةٌ بتعاطيه عن طريق الوريد.
ما هو المورفين؟
يُشتقّ المورفين من نبات الخشخاش أيضًا، ويُستخدم لدواعٍ طبّية كمسكنٍ قويٍّ للألم، وعادةً ما يقتصر استخدامه للتحكّم في الألم الحادّ في بعض الحالات مثل: ألم ما بعد الجراحة، ومرضى السرطان في المراحل الأخيرة. عندما تتناول المورفين فهو لا يُقلّل الألم فحسب، بل يُقلّل الشهية والسّعال أيضًا.
-مثل الهيروين- يمكن أن يصبح المورفين إدمانًا، ولهذا السبب يقتصر استخدامه في الطب عند الحاجة الماسَّة إليه، وبالرغم من ذلك يُساء استعماله على نطاقٍ واسع.
في الطّرُقات، يُعرَف المورفين بأسماءَ أخرى مثل: (دواء الآلهة – God’s Drug)، و(MS)، و(الحالِم – Dreamer).
في الماضي كان يتمّ إعطاء المورفين على هيئة حقن، ولكنّه الآن يُعطى كحبّةٍ أو محلولٍ -يمكن تناوله عن طريق الفم- أو لبوس.
عندما يتناول شخصٌ ما المورفين؛ فإنّه يَدخل مجرى الدم، ثمّ يعبر الحاجز الذي يفصل بين الدم والدماغ، ويُنشّط مستقبلات الأفيون.
-كالهيروين- يثبّط المورفين الجهاز العصبي المركزي مما قد يؤدي إلى تثبيط الجهاز التنفسي.. ليست المشكلة هنا الإدمان فحسب، فمتعاطو المورفين قد يصابون بالإدمان الجسديّ و(التعوُّد – tolerance) أيضًا، هذا يعني أنّ آثار المورفين ستبدأ في التلاشي، لذلك سيتعيّن على الشخص أن يأخذ المزيد منه من أجل الحصول على نفس النتيجة.
ما هي الاختلافات بين الهيروين والمورفين؟
هناك العديد من أوجه التشابه بين الهيروين والمورفين، ولكن هناك اختلافاتٌ أيضًا.
أحد أكبر هذه الاختلافات هو حقيقة أنّ الهيروين أقوى ثلاث مراتٍ من المورفين، وهو لأمرٌ مُروِّع، إلى جانب كونه أقوى بثلاث مرات، فهو شِبه صناعي، يتمّ تصنيع الهيروين عن طريق دمج المورفين مع مواد كيميائيةٍ غير معروفة.
هناك أيضًا اختلافٌ في كيفية تعاطي الهيروين والمورفين، فالهيروين يُؤخذ بشكلٍ رئيسي عن طريق الحقن، وليس له أيّ استخداماتٍ طبية، بينما يمكن إعطاء المورفين في صورة حبوبٍ أو لبوس.
أحد أوجه الاختلافات الأخرى بين الهيروين والمورفين يتعلق بسرعة وصولهم إلى الدماغ، يمكن للهيروين والمورفين عبور الحاجز الذي يفصل بين الدم والدماغ، ولكن يعبره الهيروين بشكلٍ أسرع من المورفين، وبمجرّد وصوله إلى الدماغ يتحوّل إلى مورفين. قاعدةٌ عامّة: كلما كان العقار سريع المفعول، زاد إدمانه.
في معظم الحالات؛ من الأسهل والأرخص الحصول على الهيروين، فالسوق السوداء مليئةٌ به، لكنّ معظمه رديء الجودة أو مختلطٌ بموادّ خطرة، في حين أنّ المورفين يُنظّم بشكلٍ دقيق، ممّا يُقلّل قابليّة الوصول إليه.
الخلاصة
هناك القليل جدًا من الاختلافات بين الهيروين والمورفين، فهما متشابهان لدرجة أنّ الهيروين يتحوّل إلى مورفين بمجرد وصوله إلى الدماغ، ولكن هناك بعض الاختلافات الجوهرية، فالهيروين يصل إلى الدماغ بسرعةٍ أكبر وهو أقوى ثلاث مرّاتٍ من المورفين.
في حين أنّ الهيروين يميل إلى أن يُنظر إليه على أنّه أكثر خطورةً من المورفين، إلا أنّ كلاهما من العقاقير التي تُسبّب الإدمان والتي قد تُسبّب آثارًا جانبيةً وخيمة.
ترجمة: نهى محمود
مراجعة علمية/تحرير: نسمة المحمدي
تدقيق لغوي: هاجر زكريا