المستعر الأعظم، أو كما يُعرف بالسوبرنوفا (Supernova)، هو أحد أجمل الأحداث الفلكية في كوننا الشاسع، وعلى الأرجح أن اسمه قد أوحى لك أنه أحد أعظمها كذلك. ولكن على الرغم من جمال المستعرات العظمى وسطوعها العظيم في الفضاء، إلا أنَّ حقيقتها مظلمةٌ بعض الشيء. لنتحدث عنها قليلًا.
ماهو المستعر الأعظم؟
المستعرات العظمى هي المرحلة النهائية للعديد من النجوم، يمكن أن تعتبرها عملية احتضارها، بالإضافة إلى كونها الانفجارات الأكثر ضخامة التي شاهدها أي بشري في التاريخ. ويَنتُج المستعر الأعظم من حدوث تغييرات في مركز النجم، يمكن لهذه التغييرات أن تحدث بشكلين مختلفين، كلاهما يتسبب في مستعر أعظم:
- الأول يحدث في الأنظمة النجمية الثنائية حيث يدور نجمان حول نقطة واحدة، إحدى النجمتين تكون عبارة عن قزم أبيض (White Dwarf) وهو الشكل النهائي للنجوم صغيرة الحجم بعد نفاذ وقودها النووي. تلك النجمة تقوم بسحب المواد من النجمة المرافقة لها حتى تمتلئ بالمواد وحين يصبح مقدار المواد التي تتكدس بها أكبر من المحتمل تتسبب بحدوث مستعر أعظم.
- أما الثاني وهو الذي يحدث عند احتضار نجم ما متوسط أو كبير الحجم نسبيًا، عندما ينفذ وقود النجم النووي البعض من كتلته تتدفق إلى المركز، بمرور الوقت يصبح المركز أثقل من أن يستطيع مواجهة قوى جاذبيته الخاصة فينهار على نفسه متسببًا في انفجار عظيم.
أين يحدث المستعر الأعظم؟
عادة ما نرصد مستعرات عظمى في مجرات أخرى، فمن الصعب ملاحظتها في مجرتنا درب التبانة لأن سحب الغبار عادة ما تعيق رؤيتنا.
في عام 1604، عالم الفلك يوهانس كيبلر قام برصد آخر مستعر أعظم حدث في مجرتنا والذي تمَّ تسميته بعد ذلك بمستعر كيبلر الأعظم (Kepler’s Supernova)، بينما قام تليسكوب تشاندرا باكتشاف بقايا مستعر أعظم أحدث انفجر في مجرتنا منذ أكثر من مائة عام تقريبًا.
كيف يرصد علماء ناسا المستعر الأعظم؟
يستخدم علماء ناسا أنواعًا مختلفة من التلسكوبات للبحث عنها ودراسة المستعرات العظمي. بعضها يستخدم في رصد الضوء المرئي من الانفجار والبعض الآخر يسجل البيانات الخاصة بأشعة إكس وأشعة جاما الصادرة من الانفجار كذلك. نجح العلماء بالفعل في أخذ صور للمستعرات العظمي باستخدم تلسكوبا هابل وتشاندرا.
عام 2012، قامت ناسا ببعث أول تلسكوب مداري يقوم بتركيز أشعة الضوء في نطاق الطاقة العالية بالطيف الكهرومغناطيسي يسمى نوستار (NuStar). يأمل العلماء في أن هذه المهمة ستعينهم في التعرف أكثر على عمليات انفجار النجوم والمواد الناتجة من هذه الانفجارات.
ما فائدة دراسة المستعر الأعظم؟
بالرغم من أن السوبرنوفا تحترق فقط لفترة قصيرة، إلا أن هذه الفترة تخبرنا بالكثير عن طبيعة الكون بأكمله. فهناك نوع من السوبرنوفا أدى إلى إدراك العلماء أننا نعيش في كون يتميز بخاصية التمدد، كون يتزايد في الحجم باستمرار ومعدل تزايده في الحجم هو أيضًا بدوره في تزايد.
أدرك العلماء أيضًا أن السوبرنوفا تلعب دورًا أساسيًا في توزيع المواد خلال الكون الشاسع. حين ينفجر نجم ما فهو يقذف بالمواد والبقايا الفضائية في الفضاء. في الواقع، العديد من المواد الموجودة هنا على الأرض تم تكوينها بداخل أنوية النجوم، بعض هذه المواد تسافر لمسافات بعيدة لتكون نجوم جديدة وكواكب وكل شيء آخر في الكون.
أيمكننا رؤيتة المستعر الأعظم؟
بالطبع. في الواقع، عام 2008 استطاع مراهق اكتشاف سوبرنوفا، ثم تبعته فتاة في سن العاشرة عام 2011 حيث اكتشفت عن طريق الصدفة سوبرنوفا في إحدى صور الفضاء الموجودة على الكمبيوتر الخاص بها. كانت صورة تم التقاطها بواسطة فلكي هاوٍ، ووجود سوبرنوفا بها كان محض صدفة. لذا عليك أن تصدق أنه مع المعدات المناسبة، ربما أنت من سيكتشف السوبرنوفا القادمة!
ترجمة: كريم خالد
مراجعة: آية غانم
المصدر:
https://www.nasa.gov/audience/forstudents/5-8/features/nasa-knows/what-is-a-supernova.html