بعد شهور من اكتشاف متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة (Multisystem Inflammatory Syndrome)، وارتباطها بكوفيد-19 في الأطفال، يُحذِّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (ويُختصر بالإنجليزيَّة: CDC) بأن هناك حالات مماثلة أصابت البالغين.
ففي يوم الجمعة الموافق 2 من أكتوبر لعام 2020 نشر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقريرًا يصف فيه متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في البالغين (Multisystem Inflammatory Syndrome in Adult). وكما هو الحال في الأطفال، فإن هذه المتلازمة تصيب أعضاء متعددة بالجسم وتتسبب في التهابات متزايدة بها. وكان مصاحبًا لهاتين المتلازمتين في كل حالة إمّا وجود فيروس كورونا المُستجد (SARS-CoV-2) في جسم المريض –وهو المُسبِّب لكوفيد-19- أو وجود أجسام مضادّة للفيروس مما يعني الإصابة بالعدوى به مؤخرًا. [1] [2]
تبدو متلازمة البالغين حاليًا نادرة الحدوث، ففي تقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الجديد ما يقرب من 20 حالة فقط تم تشخيصها. [2]
ومع ذلك حثَّ ذلك التقرير الأطباء على ضرورة وضع تشخيص متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في البالغين في الحسبان لمن يظهر عليهم علامات وأعراض تتفق مع تشخيص المرض. وقد انتهى التقرير مؤكِّدًا على مدى ارتباطها بكوفيد-19 كالآتي:
«في النهاية، إن التعرُّف على متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في البالغين يعزِّز من الحاجة لجهود الوقاية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد»
متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في البالغين
دارت الكثير من التّقارير حول متلازمة التهاب غامضة في الأطفال أولًا في ربيع عام 2020، ثم أشار لها الأطباء بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في الأطفال (Multisystem Inflammatory Syndrome in Children). ويحتوي التعريف الرسمي لهذه المتلازمة على حدٍ للعمر وهو 20 عامًا، وقد تم توثيق حالات من الشباب والمراهقين والأطفال. يحتاج المصابون بهذه المتلازمة عادةً للمكوث بالمستشفى لما تصاحبها من حمى وآلام في البطن وقيء وغثيان وآلام في الرقبة وطفح جلدي احتقان العينان بالدماء وإجهاد. فحتى الآن، استقبل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقارير حول ما يزيد عن 1100 حالة لمتلازمة الأطفال في الولايات المتحدة وقد تضمّنت 20 وفاة. [3] [4]
أمّا عن البالغين فقد ظهر خلال الصيف الماضي عِدّة تقارير مماثلة، حيث ذكر تقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها 27 حالة لذات المتلازمة في البالغين في الولايات المتحدة الأمريكيّة والمملكة المتحدة البريطانيّة، وقد تضمَّنت: 16 حالةً تم وصفها تفصيليًا وقد تراوحت أعمارهم بين الـ 21 والـ 50 عامًا، و9 حالاتٍ تم تقريرها رسميًّا لمراكز السيطرة على الأمراض، و7 حالات نُشرت كتقرير حالة في المجلات الطبية. [2]
وكانت بعض الأعراض التي ظهرت على البالغين مماثلةً للتي ظهرت على الأطفال كالحمى وأعراض الجهاز الهضمي والطفح الجلديّ. وقد شكى بعض المرضى من آلامٍ في الصدر أو عدم انتظام ضربات القلب مع ارتفاع في مستويات علامات الالتهابات لكل الحالات. وكانت كل الحالات التي عانت من هذه المتلازمة إمّا مصابين بكوفيد-19 وقتها أو لديهم أجسام مضادة للمرض -والذي يعني إصابتهم سابقًا-، كما كان الحال في متلازمة الأطفال. وبناءً على هذه النتائج فإن كل مرضى كوفيد-19 الحاليين والسابقين معرضون للإصابة بزيادة الالتهابات، والتي تُمَثِّل متلازمة التهابات الأجهزة المتعددة في البالغين. [2]
وقد نوه مؤلفو التّقارير المقدمة بأن المرضى المحجوزين بالمستشفيات نتيجة لكوفيد-19 من الممكن أن يتعرضوا لالتهاب لأعضاء أخرى غير الرئة، ولكن في معظم الحالات لا تظهر هذه الأعراض إلا مصاحِبةً لمشاكل رئويّة خطيرة. أمّا في حالة متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة في البالغين فلم يظهر المرضى مشاكل تنفسيّة خطيرة. ففي 16 حالةً ذُكِرت لم يعاني نصف عدد الحالات من أي مشاكل تنفسيّة والنصف الآخر عانى ولكن بشكلٍ طفيفٍ ولم يكن بحدّ الخطورةِ مطلقًا. [2]
ومن جانب آخر، علَّق مؤلفو التقرير على تأثير اختلاف الأعراق، مشيرين إلى أنَّ التفاوت في المساواة الصحيّة والاجتماعيّة طويلة الأمد تسبَّب في زيادة مخاطر العدوى وزيادة آثار كوفيد-19 في المجتمعات ذات الأعراق المختلفة. وقد كان هناك تيار مشابه في متلازمة الأطفال حيث أن أكثر من 70% من الحالات المقرَّرة في الولايات المتحدة كانت من الأصول الإسبانيّة والأفريقيّة. [4]
وختاماً، يؤكِّد التقرير على أن الأسباب المباشرة المؤديّة إلى هاتين المتلازمتين لا تزال مجهولة، ولكن 30% من البالغين و45% من الأطفال -من عينة تضمنت 440 طفل- كان لديهم الأجسام المُضادّة لكوفيد-19 ولم يكونوا حاملين لفيروس كورونا المُستجد، أي سبق إصابتهم بالعدوى، مما يقترح أن المتلازمتين يمثلان عمليًّا «داء ما بعد العدوى».
لذلك لابد من تكثيف الجهود في البحث لاستيعاب السبب المُحَدّد لهاتين المتلازمتين، وتأثيرهما على المدى البعيد. [1]
2 Responses