على الرغم من أن البحث عن الماء في الكواكب البعيدة هو أكثر ما تحدث عنه العلماء الذين يبحثون عن حياة في الفضاء؛ إلا أن فهم تعقيدات الحياة ومراحلها يعود إلى المذنبات وليس الكواكب، حيث تتكون الكرات الثلجية في الفضاء بالفعل من أحماض أمينية ونيكليوتيدات وهما العنصران الأساسيان لنشأة الحياة. والآن قد يتمكن العلماء من إيجاد عنصر آخر هام لتواجد الحياة ألا وهو الريبوز (وهو عبارة عن سكر بسيط لازم لبناء RNA) وأحد أنواعه والذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع وهي r-RNA و t-RNA و m-RNA.
وقبل الحديث عن هذا الاكتشاف الجديد؛ علينا أن نعرف أن الحياة على الأرض تتطلب وجود ثلاث جزيئات هي (DNA وRNA والبروتينات).
يسود الاعتقاد الحالي بأن الـ(RNA) وُجد على الأرض قبل الـ(DNA) على الرغم من أن الظروف لم تكن ملائمة على الأرض لتكوين الريبوز، وهذا يجعلنا نتسآئل من أين جاء الريبوز؟
وللإجابة على هذا التساؤل؛ قام فريق من العلماء بقيادة الكيميائية كورنيليا مينارت- Cornelia Meinart) من جامعة (nice sophia antipolis) بفرنسا بتهيئة الظروف لنظامنا الشمسي في مرحلة ما قبل الحياة لمعرفة هل سيتكون الريبوز أم لا؟ وتضمنت هذه العملية تجميد الماء والأمونيا والميثانول عند درجة حرارة (-190سليزيوس) والتي كونت هيكل يشبه المذنب، ثم تم شقه بأشعة فوق بنفسجية حتى يشع المذنب نفس نوع الأشعة التي تشعها نجمة صغيرة، والخطوة الأخيرة في التجربة هي بجعل المذنب يسخن مرة أخرى لمعرفة الجزيئات التي سوف تتكون.
هذا واكتشف العلماء حوالي (55) مركبًا عضويًا وأكثرها أهمية هو «الريبوز»، فعلى الرغم من أن هذه التجربة أُجريت مرات عديدة؛ إلا أن هذا هو أول فريق يستخدم تقنية (multidimensional gas chromatograghy) وهذه التقنية تسهّل معرفة كل جزيء على حدة.
وتشرح مينارت قائلة: «إن محاكاة الثلج هي عملية شائعة جدًا فهي تحدث في السحب الجزيئية كما تحدث أيضًا في النظام الكوكبي وهذا يوضح أن الوحدات المكونة للجزيء من المادة المعتقد أنها أول مادة وراثية موجودة ومنتشرة في النظام النجمي». ووضح هذا الاكتشاف أن الريبوز ربما سقط من المذنبات أو سحب الغبار إلى كوكب الأرض الصغير مكونًا وحدة بنائية أساسية للحياة.
ولكن ما زال هناك بعض الأشياء على العلماء أن يوضحوها، فعلى سبيل المثال: تمت هذه الدراسة داخل معمل؛ لذلك نحتاج إلى ما يثبت ويدعم هذه الحقيقة باكتشاف الريبوز في مذنب حقيقي أو سحابة من الغبار. بالإضافة إلى ذلك؛ فالفريق لا يعرف متى تكون الريبوز بالتحديد، هل عمليّة التبريد أم التدفئة هي المسؤولة عن ذلك؟
بالتأكيد سيحصل العلماء على إجابات لهذه الأسئلة مع مهمات أخرى تركز على المذنبات القادمة في المستقبل القريب، فعلى الرغم من عيوب هذا الاكتشاف إلا أنه يُعتبر بمثابة خطوة كبيرة في معرفة وفهم كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض وكيف يمكن أن تنشأ حياة في مكانٍ آخر في الكون.
ترجمة وتصميم: lobna yadem
مراجعة: Matalgah Hamzeh
المصدر: http://sc.egyres.com/hB46J
#الباحثون_المصريون