عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلا من الدفاع: مرض الذئبة الحمامية

20180708_015116

عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية|عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية|عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية|عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية|عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية||

عادةً ما يقوم الجهازالمناعي بمكافحة الأمراض الخطيرة والبكتيريا للحفاظ على صحة الجسم، لكن هل يمكن أن يخطئ الجهاز المناعي ويبدأ بمهاجمة خلايا الجسم السليمة؟ هذا السؤال الذي ختمنا به مقالنا الأول عن الجهاز المناعي وفتحنا به بابًا للمناقشة والبحث، والإجابة هي نعم يمكن للجهاز المناعي أن يصاب بالخلل ويتداخل عليه الأمر وبدلًا من تدعيم خلايا وأنسجة الجسم يبدأ بمهاجمتها كأنها عدوى خارجية وبالتالي بدلًا من أن يكون سببًا لمنع المرض يتسبب في حدوث العديد من الأمراض التي تعرف بأمراض المناعة الذاتية، تلك الإجابة التي ستفتح بابًا لسلسلة من المقالات التي سنتعرف من خلالها على بعض هذه الأمراض، وسنتعرف في هذا المقال على مرض الذئبة الحمامية.

ما هو مرض الذئبة الحمامية

في حقيقة الأمر الذئبة هي مجموعة من الأمراض المناعية المتشابهة في الأعراض الطبية، لكن أكثر هذة الأمراض شيوعًا هو مرض الذئبة الحمامية. وسبب المرض أن الجسم يبدأ بإنتاج العديد من الأجسام المضادة (autoantibodies) التي تتجه للهجوم على المستَضِدّات (antigens). ويتضح من التعريف أنه يمكن أن يؤثر على نطاق واسع من أجهزة الجسم، وأنه غير مختص بعضو دون آخر، فيمكنة إصابة الكلية والجلد والقلب والمفاصل والرئتين والمخ والأوعية الدموية، وبالتالي تتعدد أعراضه. [1,7]

انتشار الذئبة الحمامية

يُصاب 1 من كل 1000 شخص بمرض الذئبة الحمامية، و فرصة حدوثها في السيدات 10 أضعاف فرصة حدوثها في الرجال، وتعتبرن النساء في سن الإنجاب (من 15 إلى 44 سنة) هن الأكثر عرضةً للإصابة بالمرض. والذئبة الحمامية أكثر شيوعًا في الأمريكيين من أصل إفريقي والأسيويين والأسبان أكثر من القوقازيين. [1,3]

مسببات الذئبة الحمامية

مسببات المرض غير معروفة إلى الآن، لكن يُفترض أن المحفزات البيئية والعوامل الوراثية والهرمونية تلعب دورًا في إمكانية حدوث المرض. [2]

العوامل البيئية

  • الآشعة فوق البنفسجية.
  • بعض الأدوية.
  • العوامل النفسية.
  • الفيروسات. [3] 

أعراض الذئبة الحمامية

وأعراض الذئبة الحمامية مختلفة ومتنوعة وعادةً ما تأتي وتختفي. وتسمى فترات ظهور الأعراض بالنوبات. وتتراوح الأعراض ما بين الطفيفة والشديدة، وطوال فترة المرض يمكن أن يظهر أكثر من عرض مختلف في أوقات مختلفة. والأعراض الشائعة كالتالي:

  • ألم وتورم في المفاصل.
  • ألم في العضلات.
  • حمى مجهولة السبب.
  • طفح جلدي أحمر اللون، عادةً ما يكون في الوجه.
  • ألم في الصدر عند التنفس بعمق.
  • تساقط الشعر.
  • شحوب أصابع اليدين والقدمين.
  • حساسية عند التعرض للشمس.
  • تورم حول العين.
  • تضخم الغدد.
  • شعور بالإعياء.
  • قرح في الفم.

الأعراض الأقل شيوعًا

  • أنيميا.
  • صداع.
  • شعور بالحزن.
  • ارتباك وتشوُّش.
  • نوبات دوار. [4]

المضاعفات التي تحدث للمصابين بالذئبة الحمامية

بمرور الوقت يمكن أن تسبب الذئبة الحمامية العديد من المضاعفات في جميع أجهزة الجسم ومن تلك  المضاعفات:

  • تجلط وتخثر الدم، والتهاب الأوعية الدموية.
  • الأزمات القلبية.
  • الصدمات.
  • التهابات حادة في الكلى يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي.
  • تغيرات في السلوك.
  • اضطراب في الذاكرة.
  • التهابات في أنسجة الرئة. [3]

كيف يمكن تشخيص مرض الذئبة الحمامية

يبدأ الطبيب بالقيام ببعض الفحوصات للتأكد من وجود أعراض الذئبة الحمامية بما في ذلك:

  • طفح جلديّ ناتج عن التعرّض للشمس يظهر على شكل حساسية على الوجنتين (Malar or butterfly rash).
  • وجود قرح على الغشاء المخاطي، كما يحدث في الفم والأنف.
  • التهاب المفاصل.
  • ضعف وتساقط الشعر.
  • وجود اضطرابات في القلب والرئة، كعدم انتظام ضربات القلب.

ولا يوجد اختبار كافٍ بمفرده لتشخيص مرض الذئبة الحمامية، ولكن الفحوصات التي يمكن أن تساعد الطبيب في الوصول إلى فحص دقيق تتضمن:

  • فحص الدم، كاختبارات الأجسام المضادة وصورة الدم الكاملة (CBC).
  • فحص وتحليل البول.
  • فحص الصدر باستخدام الآشعة السينية.
  • فحص عينات من جلد وكلى المريض.
  • قد يحيلك الطبيب إلى طبيب أمراض الروماتيزم، وهو طبيب متخصص في علاج اضطرابات الأنسجة اللينة وأمراض المناعة الذاتية. [3]
عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية
شكل 1: صورة توضح شكل التقرحات الجلدية. المصدر: https://bit.ly/2u3Theh

 

عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية
شكل 2: صورة توضح وجود تقرحات جلدية وتساقط الشعر. المصدر: https://bit.ly/2NvH7D4

 

عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية
شكل 3: صورة توضح انتفاخ العينين والطفح الجلدي المصدر: https://bit.ly/2KFSNWd

 

عندما يتحول الجهاز المناعي للهجوم بدلًا من الدفاع : مرض الذئبة الحمامية
شكل 4: صورة توضح شكل تقرحات الفم. المصدر: https://bit.ly/2KFSNWd

 

كيفية التعايش مع الذئبة الحمامية

يمكن أن يكون التعامل مع مرض مزمن مثل الذئبة الحمامية صعباً من الجهة النفسية. قد تعتقد أن أصدقاءك وعائلتك وزملاءك في العمل لا يفهمون ما تشعر به. الحزن والغضب من المشاعر المسيطرة الشائعة. إلى جانب العمل مع طبيبك لتحديد خطة العلاج، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدتك على التعايش مع مرض الذئبة الحمامية منها:

  1. أن تتعلم كيفية التنبؤ بحدوث نوبات المرض من خلال بعض العلامات، حتى تتمكن أنت وطبيبك من تقليلها أو منعها. تتضمن علامات التحذير هذه:
  • الشعور بالإعياء والتعب.
  • ألم.
  • الطفح الجلدي.
  • الحمى.
  • ألم المعدة.
  • الصداع.
  • الدوار والدوخة.
  1. الالتزام بنظام غذائي سليم وممارسة الرياضة وتعلم أساليب الاسترخاء للمساعدة في التعامل مع التوتر. لكن يتوجب عليك التحدث إلى طبيبك قبل بدء برنامج للتمرين.
  2. أسلوب الحياة الصحي بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين سوف يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالذئبة الحمامية.
  3. الحرص على أن تكون العائلة والأصدقاء مصدر دعم جيد وقوي، وعدم الاكتفاء بذلك بل يجب أن يكون الأطباء ومنظمات المجتمع مصدرًا مهمًا للدعم. [5]

الحمل للمرأة مع الذئبة الحمامية

يزيد المرض من احتمالية حدوث إجهاض مفاجيء، وموت الجنين داخل الرحم، ومقدمات الارتعاج أو ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia)، والولادة المبكرة، وحالات تأخّر النمو الجنيني. ويؤدي وجود الأجسام المضادة SSA و SSB إلى توقف عضلة القلب لدى الجنين، والإصابة بالذئبة الوليدية (neonatal lupus).

وفي حالة سكون المرض قبل بداية الحمل بستة أشهر على الأقل، واستقرار حالة الوظائف الكلوية لدى الأم للطبيعي أو ما يقارب الطبيعي، يتوقع سير المرض بشكلٍ أفضل بالنسبة لكل من الأم والجنين. ولكن قد يسوء التهاب الكلية الذئبي (Lupus nephritis) خلال فترة الحمل.

ويمكن للنساء المصابات بمرض الذئبة الحمامية أن يحملْنَ أطفالهُنَّ بأمان. إذا وضعنا بعض الأمور في الاعتبار منها:

  • التحدث إلى الطبيب إذا كنت تخططين للحمل.
  • المتابعة الدورية مع طبيب النساء بمجرد الحمل.
  • التغذية الجيدة أثناء الحمل مهمة. [5,8]

علاج الذئبة الحمامية

لا يوجد علاج حتى الآن لمرض الذئبة الحمامية، ولكن الهدف من العلاج المُتاح حاليًا هو التقليل من حدة الأعراض. يختلف العلاج باختلاف الأعراض ومدى شدتها وأعضاء الجسم التي يؤثر عليها المرض، ويتضمن العلاج:

  • عقاقير طبية مضادة للالتهاب؛ لعلاج آلام المفاصل.
  • عقاقير طبية مضادة لمرض الملاريا؛ لعلاج مشاكل المفاصل والجلد.
  • كورتيكوستيرويدات؛ لتقليل استجابة الجهاز المناعي للجسم.
  • مراهم (كريمات) تحتوى على مادة الاستيرويد؛ لعلاج الطفح الجلدي.

وبما أن الذئبة الحمامية تؤثر بشكل مختلف فعلاجها يختلف باختلاف الحالة، لكن بالطبع يكون العلاج أكثر فاعلية إذا بدأ في مرحلة مبكرة. ومن المهم أن تكون على حذر شديد ودراية تامة بالأعراض وتقوم بزيارة الطبيب فور ظهور عرض من الأعراض، ويمكن أن يساعدك التواجد مع مجموعات الدعم على الحد من التوتر والحفاظ على التفكير بطريقة إيجابية والتحكم بالمرض. نتمنى الوقاية والشفاء للجميع. [3,6]

ترجمة وإعداد: Sohaila Ibrahim
مراجعة: نسمة المحمدي
تدقيق: خالد نصر
تحرير: زياد الشامي

المصادر:

 

  1. Anisur Rahman, J. (2006). Systemic lupus erythematosus. [online] NCBI. Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1459118/ [Accessed 28 Jun. 2018].
  2. Cdc.gov. (2018). Basic Fact Sheet | Lupus | CDC. [online] Available at: https://www.cdc.gov/lupus/basics/ [Accessed 27 Jun. 2018].
  3. (2016). Systemic Lupus Erythematosus. [online] Available at: https://www.healthline.com/health/systemic-lupus-erythematosus#outlook [Accessed 27 Jun. 2018].
  4. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. (2016). Systemic Lupus Erythematosus (Lupus). [online] Available at: https://www.niams.nih.gov/health-topics/lupus#tab-symptoms [Accessed 27 Jun. 2018].
  5. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. (2016). Systemic Lupus Erythematosus (Lupus). [online] Available at: https://www.niams.nih.gov/health-topics/lupus#tab-living-with [Accessed 27 Jun. 2018].
  6. https://resources.lupus.org/entry/skin
  7. https://lupuslinkmn.org/types-of-lupus/
  8. https://emedicine.medscape.com/article/335055-overview
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي