معضلة الوحدة

636288077717592034-GettyImages-507633450

|

انتشار وباء الوحدة

خلال الأشهر القليلة الماضية، وصلني الكثير من التساؤلات والمقالات عن «الوحدة» بشكل جعلني أتساءل إذا ما أصبحت وباءََ، الكثير من هذا له علاقة بالعزلة المرتبطة بكثرة استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، فمن الأسهل أحيانًا أن تبعث لأحدهم برسالة على أن تقود سيارتك لتقابله وتتناول معه فنجان من القهوة، ولكن على المدى الطويل، تنتج مشاعر الوحدة. وبالإضافة إلى الكثير من كبار السن في المجتمع الذين يعيشون وحيدين، يختار البعض العيش وحيدًا، مما يزيد من احتمالات الوحدة.

الوحدة والعزلة

الوحدة لا تعني فقط كون المرء وحيدًا، ولكنها حالة ذهنية يشعر فيها الإنسان بانفصاله عمّن حوله، سواء كان هذا شعورًا داخليًا أم خارجيًا، كما يشعر الشخص الوحيد أنه خالي الوفاض ومسلوب الطاقة.
أمّا العزلة -على الجانب الآخر-، قد تكون وسيلة للشفاء وتجديد النشاط، كما يختار البعض العزلة -مثل راكبي الأمواج والدرّاجات، والفنانين، والكُتّاب- ليفعلوا ما يحبونه. يُقال أنه غالبًا ما تكون العزلة والإبداع وجهين لعملة واحدة.
كتبت (فيرجينا وولف -Virginia Woolf) الكاتبة البريطانية في مذكراتها عام 1929، أن مشاعر العزلة أكسبتها الحكمة والإبداع.
فالبشر كائنات اجتماعية، ولكي نكون سعداء، علينا أن نكوّن بعض الروابط والعلاقات مع الآخرين، ولكن الأمر الصعب، هو خلق التوازن بين العزلة والاجتماع، فنحن نحتاج كليهما.

إحصائيات هامة

وقد أظهرت الدراسات، أن من يشعرون بالوحدة يكونون أكثر عُرضة لكثير من الأمراض، كاضطرابات النوم، وزيادة هرمونات التوتر، والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب والرئة، والسرطانات، ومشاكل الجهاز الهضمي. كما أظهرت الإحصائيات، أنه برغم كون السمنة من أكبر المخاطر الجسدية، تُعتَبر الوحدة والعزلة الاجتماعية مخاطر أكبر. وقد وجدت دراسة أجرتها (جوليان هولت لاندستاد-Julianne Holt-Lundstad) بجامعة (بريغهام يونج-Brigham Young University)، أن العزلة من الممكن أن تزيد من احتمالات الموت المبكر بنسبة 50%، وهذه الإحصائيات مهمة فيما يخص تعداد كبار السن في المجتمع. وهناك دراسة عن الوحدة أجرتها المنظمة الأمريكية للمتقاعدين AARP وضَّحَت أن 42.6 مليون شخص أكبر من سن 45 يعانون من الوحدة المزمنة، وأن هذا الرقم من المُتَوقَع أن يزيد بلا شك في الأعوام القادمة.

أنواع الوحدة

يدّعي البعض أن هناك أنواعًا مختلفة من الوحدة. وقد كتبت (جريتشن روبن-Gretchen Rubin) في مقالتها (Seven Types of Loneliness, and Why it Matters) في مجلة Psychology Today، أن الوحدة غالبًا ما تندرج تحت نوع من هذه الأنواع السبعة: (وحدة التجارب الجديدة، وحدة الشعور بالاختلاف، وحدة انعدام الحب/الشريك، وحدة عدم وجود الحيوانات الأليفة، وحدة عدم توفر وقت للذات، وحدة الأصدقاء الغير موثوق فيهم، وحدة الوجود الهادئ).

كيف تتغلب على الوحدة

هناك أوقاتٌ جُلّ ما نريده فيها أن نكون وحيدين، وأوقاتٌ أُخرى لا يكون الأمر كذلك ولا نقدر على تغييره، لهذا إليك بعض الطرق التي يمكنك أن نتغلب بها على الوحدة:

  • انضم إلى مجموعة أشخاص لهم نفس طريقة تفكيرك.
  • ساعد ذوي الاحتياجات.
  • تكلم مع الناس في المتاجر أو في الأماكن التي تزورها باستمرار.
  • اشترك في نشاطات تتضمن أشخاص آخرين.
  • خطط لتناول القهوة أو الغداء مع أصدقائك كل أسبوع.
  • اكتب رسالة لشخص فقدت الاتصال معه.
  • قم بتبني حيوان أليف أو التطوع في ملاجيء الحيوانات.

 

ترجمة: ضحى إبراهيم

مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح

تدقيق لغوي: مي محسن

المصدر

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي