هل سيتمكن العلماء من تصنيع الملابس من مادة متجددة؟ مادة يمكنها أن تتحلل، وتعود إلى مكوناتها الأولية هل ستلبي هذه المادة إحتياجات المستهلك المتعددة؟ هل ستصلح لمسايرة أحدث خطوط الموضة؟
هل سنتمكن من حل مشكلة الملابس القديمة التي تتحول إلى نفايات بكميات كبيرة؛ وبالتالي تؤثر على البيئة، والصحة العامة؟ قد يبدو أن هذا مستحيل, لكن لا مستحيل مع البحث, لا مستحيل مع الإبداع, لا مستحيل مع العقل.
قام العلماء باستخدام منتج ثانوي من (شاي الكومبوشا- kombucha tea) وهو (الألياف السليلوزية), تتغذى هذه الألياف على خليط من (الخل، والسكر), و نمو هذه الألياف في مستعمرة تكافلية من بكتيريا الخمائر, كما قالت (لي_Lee) -(مساعد مدرس في تخصص الملابس، والتسويق، والتصميم) بولاية (آيوا)- أنه عند جمع، وتجفيف هذا الخليط يمكننا الحصول على مادة لها نفس خصائص الجلد يمكننا استخدامها في تصنيع الملابس، والشنط، والأحذية، واستخدامها في العديد من الصناعات التي يدخل في تكوينها الجلد.
كما يوجد فصل في كتاب (Lee) تحدثت فيه عن التجارب التي أجريت على هذه الألياف السليلوزية ,فقد تم اختبارها على صناعة مستحضرات التجميل والطعام، وأيضًا في صناعة المواد الطبية التي تستخدم كضمادات للجرح، ولكنها ما زالت مادة جديدة لتجربتها في صناعة الملابس، وأضافت (Lee) قائلة « إن كون هذه المادة قابلة للتحلل بنسبة 100% , هو بمثابة فائدة كبيرة في مجال صناعة الملابس، والتي بدورها تخلف الكثير من النفايات، وباستخدام هذه المادة المتحللة قد يمكننا تخطي هذه المشكلة، وحلها»
يعتبر كثير من الناس أن الأزياء هي المعبر عن ثقافة المجتمع، وفنه، وتطوره ,لذلك تسعى شركات الأزياء لإنتاج خطوط جديدة من الملابس من موسم إلى موسم، ومن عام إلى الآخر؛ حتى تفي بحاجات المستهلك، و تحقق رغباته, ثم إلى أين تذهب هذه الملابس في النهاية؟ ستصبح كباقي النفايات، وتشغل مساحات كبيرة تحت الأرض.
تساعد هذه الألياف (السليلوزية) على تقليل النفايات؛ حيث أنه يمكن إعادة تدويرها بطريقة مختلفة حيث أنها تتحلل إلى مكوناتها الأصلية في التربة بل، وتعمل على تغذية التربة أيضًا , على عكس الألياف المستخدمة حاليًا فعند إعادة تدوير الملابس أو استخدامها لغرض آخر فإن الحال ينتهي بها إلى كومة من النفايات .
واجه فريق (Lee) تحديًا كبيرًا حين طلبت ( وكالة الحماية البيئية ) منهم أن يقوموا بتصنيع ملابس، وأحذية من هذه الألياف, فقام الفريق بإجراء العديد من التجارب؛ لمعرفة مدى ملائمة هذه الألياف لاستخدامها في الصناعة, فوجدوا أنها تمتص الرطوبة من الهواء بدرجة كبيرة؛ مما يجعلها ضعيفة، ويقلل من متانتها, كما وجدوا أيضًا أن الجو البارد يجعلها هشة .
تستغرق زراعة، وجمع هذه الألياف مدة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أسابيع في وجود درجة حرارة مناسبة، و تحت ظروف معينة، وهي مدة طويلة مقارنة بالمدة التي يمكننا فيها تصنيع الجلد, وحاليًا يعمل الفريق على إيجاد طريقة لتقليل هذه المدة، حتى يمكننا استخدام هذه الألياف كبديل للجلد الصناعي في المستقبل .
على الرغم من التحديات، والصعوبات حول هذه الألياف إلا أنها تعد خطوة للأمام تتعدى كون هذه الألياف رخيصة الثمن أو أنها تعمل على تقليل كمية النفايات, فعلينا معرفة أن المواد الكيميائية التي تستخدم لصناعة، وصبغ الألياف الصناعية تلوث الماء، والتربة. وعلى المستهلكين معرفة ذلك.
يجب أن يكون هناك توعية مجتمعية للمستهلك بهذا الأمر؛ وذلك عن طريق معرفة كل العاملين بمجال الأزياء، والموضة بحيثيات الأمر، وأبعاده, فيجب علينا الاهتمام بتلبية حاجات المستهلك مع مراعاة صحتنا العامة، والمحافظة على كوكبنا.
يدعم كثير من المستهلكين فكرة تصنيع ملابسهم من مادة صديقة للبيئة، ولكنهم أيضًا يريدونها ملائمة لتغييرات الموضة المختلفة من ألوان، وتصميمات, قامت (Lee) وفريقها باستطلاع للرأي حول قميص قامت بصناعته من هذه الألياف بعضهم ظن أنه من الجلد الصناعي، والبعض من الجلد الخام أو الورق، وآخرون ظنوا أنه من البلاستيك.
اتجهت أفكار المشاركون في الإحصائية إلى لون، وملمس المادة، والشعور بالارتياح، وأبدوا حماسهم لكون هذه المادة متجددة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه المادة ليست جاهزة بالدرجة الكافية لتحل محل الجلد الصناعي، وسوف تواصل (Lee) وفريقها البحث؛ لجعل هذه الألياف مناسبة للصناعة، وتفي بحاجات المستهلك المختلفة؛ وبالتالي تحافظ على كوكبنا عن طريق استخدام مصدر متجدد لتصنيع الملابس، وغيرها .
إعداد وتصميم :Lobna Yadem
مراجعة لغوية :Sara Hassan
المصدر : http://goo.gl/6j1mY0