ملالا يوسيفزي ..الفتاة التي كرمها العالم

malala-yousafzai-2-1

ملالا يوسيفزي،ملالا،يوم ملالا|||

ملالا هي ناشطة صغيرة تسعى للدفاع عن حقوق الطفل والمرأة. على الرغم من صغر سنها، إلا أنها تحدت حركة طالبان بباكستان، وفي سبيل منح الفتيات حقهن في التعليم؛ تعرضت لمحاولة اغتيال بتصويب طلق ناري في رأسها، لكنها تمكنت من النجاة وحصلت بعدها على جائزة نوبل للسلام.

 من هي ملالا يوسيفزي

ملالا يوسيفزي

ولدت ملالا في الثاني عشر من شهر يوليو عام 1997م  في مدينة(مينجورا-Mingora) بباكستان. تقع تلك المدينة فيما يسمى(وادي سوات-swat valley). اشتهرت تلك المنطقة بالمهرجانات التي تقام بها صيفًا، فكانت موقع جذب السياح، لكن ما لبثت أن تغيرت الأمور بعد فرض طالبان السيطرة على المنطقة. وعلى الرغم من كونها طفلة إلا أنها قد طالبت بحقها وحق غيرها من الفتيات في التعليم، ارتادت ملالا المدرسة التي أنشأها والدها ضياء الدين يوسفزي، لكن انقلبت الأمور بعد سيطرة طالبان فقد كانوا يشِنّْون هجمات على مدارس الفتيات بوادي سوات.
ألقت ملالا خطابًا في(بشوار-Peshawar) بباكستان، تحت عنوان: كيف تجرأت طالبان على انتزاع حقي في التعليم؟
وفي بداية عام 2009 م بدأت ملالا بالتدوين لدى قناة BBC عن حياتها كطالبة تعيش في ظل تهديدات طالبان لوقف النشاط التعليمي، وكانت تنشر تلك التدوينات تحت اسم مجهول (جول مكاي-gul makai)، كُشفت لاحقًا هوية المدونة في شهر سبتمبر من نفس العام.
ذاع صيت ملالا في الأرجاء، لكنها استمرت بالمطالبة بحقها وحق غيرها من الفتيات في التعليم دون أن تهاب شيئًا. وعلى إثر مجهوداتها، رُشحت ملالا لجائزة السلام الدولية للأطفال، وفازت بجائزة الشباب الوطنية للسلام بباكستان.

قامت حركة طالبان بتهديد ملالا بالقتل، ففي التاسع من شهر أكتوبر عام(2012) كانت ملالا على متن حافلة المدرسة عائدةً لبيتها، حينما أطلق رجلٌ مسلح النار عليها، لكن كُتبت لها النجاة لتستكمل مسيرتها في الدفاع عن حق الأطفال في التعلم.
أدركت ملالا حجم الخطر المُحْدِق بها وبعائلتها من حركة طالبان، خاصة بعد محاولة اغتيالها فانتابها الخوف قلقًا على والدها -المعارض لحركة طالبان- بعدما كانت تظن هي وعائلتها بكل سذاجة أن تلك الجماعة المتعصبة لن تمس طفلًا بسوء.

أما عن تفاصيل الاغتيال؛ فقدحدث الأمر في الخامس من شهر أكتوبر عام (2012) عندما كانت ملالا على متن حافلة المدرسة مع أصدقائها عائدين لمنازلهم. استقل الحافلة رجل مسلح ملثم الوجه، مستفسرًا عن أيهم ملالا؛ التفت الأنظار تجاهها إثر سؤاله، فأطلق النار على طرف رأسها الأيسر، ثم نزحت الطلقة لعنقها، وأصيب في الحادث فتاتين أخرتين.
كان وضع ملالا الصحي حرجًا، فتم نقلها جوًا للمشفى العسكري بمدينة بيشوار. استُأصل جزء من الجمجمة لمُعالجة تورم
المُخ ثم تم نقلها لمشفى (برمنغهام-Birmingham) بإنجلترا لتلقي علاج أفضل.
وصلت ملالا إلى المملكة المتحدة، بعد أن استيقظت من الغيبوبة الاصطناعية (medically induced coma)؛ حتى لا يزداد تورم الدماغ. خضعت للعديد من العمليات الجراحية، من بينها واحدة لإعادة ترميم الجمجمة. وقيل أن لديها فرصة للتعافي الكامل، لأنها لا تعاني من أي تلف دماغي. وفي مارس عام (2013) أصبحت ملالا قادرة على الالتحاق بالمدرسة ببرمنغهام.
على الرغم من حصول ملالا على كم هائل من الدعم بعد الحادثة، إلا أنها ظلت مُستهدفة من قِبل طالبان، لكن هذا لم يثبط عزيمتها بل ظلت صامدة تدافع عن حقها في التعليم.

جائزة نوبل للسلام

التلميذة الباكستانية ملاله يوسفزي الحائزة على جائزة نوبل للسلام تتحدث في قاعة مدينة أوسلو يوم الأربعاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الانباء

في عام (2014م) حصلت ملالا على جائزة نوبل للسلام وهي في سن السابعة عشر مناصفةً مع الناشط الهندي (كايلاش ساتيارثي-Kailash Satyarthi)؛ وذلك لنضالها ضد الظلم وانتهاك حقوق الأطفال ودفاعها عن حق تعليم للفتيات، وبذلك كانت أصغر شخص يحصل على جائزة نوبل للسلام، وقد رُشحت ملالا في بادئ الأمر عام (2013) لجائزة نوبل للسلام، لكنها لم تحصل عليها إلا في العام التالي (2014م) وقد نالت ملالا إعجاب الكثيرين من ساسة العالم ورؤسائه فقد هنأها رئيس الوزراء الباكستاني (نواز شريف-Nawaz Sharif) قائلًا: «أن ملالا عروس باكستان، وأن شعبها فخورًا بإنجازها الفريد، ويجب على فتيان وفتيات العالم أن يجعلوها قدوةً لهم في النضال والمثابرة»، وأضاف الأمين العام السابق للأمم المتحدة (بان كي مون-Ban ki Moon) واصفًا إياها بأنها فتاة حقوقية شجاعة ونبيلة. كانت وبكل بساطة فتاة تذهب إلى المدرسة، إلا أنها أصبحت مُعلمة للعالم أجمع.

خطاب ملالا يوسيفزي للأمم المتحدة

قامت ملالا بإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، بعد حادثة اغتيالها بتسعة أشهر، في عيد ميلادها السادس عشر عام (2013). وفيه سلطت ملالا تركيزها في الخطاب على التعليم وحقوق المرأة، مُجبِرة بذلك زعماء العالم على تغيير سياساتهم، ومن أشهر أقوالها بعد حادثة الاغتيال:

«اعتقد الإرهابيون أن بمقدورهم تغيير أهدافنا وإيقاف طموحاتنا، لكن لا شيء قد تغير في حياتي سوى أن الضعف والخوف واليأس قد ماتوا وولدت القوة والعزم والشجاعة».

وحثت العالم خلال خطابها على اتخاذ إجراءات ضد الأمية والفقر والإرهاب قائلة:

«خاف المتطرفون وما يزالون خائفين من الكتاب والقلم، قوة التعليم والمرأة تُرهبهم؛ لذلك فلنرفع أقلامنا وكتبنا فهم سلاحنا القوي».

خطاب ملالا في الأمم المتحدة

قامت ملالا بنشر كتابها الأول تحت عنوان «أنا ملالا» الذي أوردت فيه قائلة:

 «أنا الفتاة التي وقفت لأجل التعليم، متحديةً بذلك رصاص حركة طالبان».

ويعد ذلك الكتاب سيرة ذاتية لملالا. وتم إصداره في شهر أكتوبر عام (2013)، وكان الكتاب الأكثر مبيعًا دوليًا آنذاك.

يوم ملالا

في الثاني عشر من شهر يوليو عام 2013م الموافق ليوم ميلاد ملالا، قام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون خلال خطابها، بإطلاق اسم (يوم ملالا) على ذلك اليوم تكريمًا لمجهودات الزعماء الصغار، ليضمنوا حق التعليم لجميع فتيات العالم، وقد اورد قائلًا:

«اختارت ملالا يوم ميلادها لتحتفل به مع العالم. لا ينبغي أن تموت الأطفال في طريقها للذهاب إلى المدرسة كما لا ينبغي أن يعتري المعلمون الخوف حال قيامهم بتأدية وظيفتهم، معًا نستطيع تغيير الصورة».

عودة ملالا يوسيفزي لباكستان

عادت ملالا لباكستان لأول مرة من بعد الحادثة في التاسع والعشرين من شهر مارس عام(2018)، التقت بعد وصولها بمدة بسيطة برئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، حيث ألقت في مكتبه خطابًا مؤثرًا قائلة:

«ظل يروادني طوال الخمس سنوات الأخيرة حلم العودة للوطن، فلم أكن أريد المغادرة من الأساس».

قامت ملالا خلال رحلة لأربعة أيام بزيارة وادي سوات كما كان متوقعًا، بالإضافة إلى المكان الذي كانت على وشك أن تلقى به حتفها على يد طالبان. أيضًا قامت بافتتاح مدرسة للفتيات، كان قد تم بناؤها بتمويل من مؤسستها الغير ربحية.

جوائز ملالا يوسيفزي

في العاشر من شهر أكتوبر عام (2013) قام البرلمان الأوروبي بمنحها جائزة (ساخاروف-Sakharov) لحرية الفكر، اعترافًا بمجهوداتها.
وفي شهر أبريل عام (2017) قام الأمين العام للأمم المتّحدة (أنطونيو غوتيريس-Antonio Guterres) بتنصيب ملالا مبعوثة الأمم المتّحدة للسلام، وذلك لدعم تعليم الفتيات. يُعد ذلك المنصب هو أعلى مرتبة شرفية تمنحها الأمم المتحدة، وتكون صلاحيتها لمدة عامان.
وفي شهر أبريل من نفس العام مُنِحت ملالا الجنسية الفخرية الكندية، وبذلك تكون سادس شخص يحصل على تلك المرتبة الشرفية والأصغر بينهم.

الفيلم الوثائقي

صدر في أكتوبر عام (2015) فيلم وثائقي عن قصة حياة ملالا يوسفزي، تحت عنون (سماني ملالا)، وهو من إخراج(ديفيس غوغنهايم-Davis Guggenheim)، يجعل ذلك الفيلم المشاهد متأثرًا بحياة ملالا وعائلتها ومثابرتها في سبيل دعم حقوق الفتيات في التعليم حول العالم.

جامعة أكسفورد

في شهر أغسطس عام 2017 قامت ملالا بنشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلة أنه قد تم قبولها بجامعة أكسفورد، وأنها سوف تقوم بدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد.

استكمال مسيرتها الحقوقية

قامت المؤسسة الغير ربحية (Leanin) بفتح محادثة مباشرة تجمع بين (شيرل ساندبيرج-Sheryl Sandberg) وملالا يوسفزي، وذلك للتحدث حول أهمية تعليم الفتيات حول العالم. بدأت ملالا بالتحدث عن قصة نضالها، وعن نفسها ومصدر إلهامها، والخطط القادمة في مسيرتها الحقوقية. أجابت أيضًا على العديد من التساؤلات التي طرحها مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي.
أكملت ملالا مسيرتها حيث قامت بافتتاح مدرسة لللاجئين السوريين بلبنان بتمويل من مؤسستها، وذلك في شهر يوليو عام (2015) والذي يوافق يوم ميلادها الثامن عشر. صُممت المدرسة لاستقبال متوسط (200) فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 إلى 18. ألقت ملالا خطابًا ملالا في أحد فصول المدرسة قائلة:

«في أول يوم لي كفتاة بالغة، ونيابة عن أطفال العالم أطالب زعماء العالم باستثمار أموالهم في الكتب بدلًا من الرصاص».

كتبت ملالا في ذلك اليوم أيضًا على موقع مؤسستها قائلة: الواقع الأليم أن زعماء العالم لديهم إمكانية التمويل الكامل للمرحلة الابتدائية والثانوية حول العالم، لكنهم يفضلون بذلها على أمور أخرى كميزانيتهم العسكرية. كما أضافت أن مبلغ 39 مليار دولار سنويًا لتعليم يبدو رقمًا هائلًا، ولكنه في الواقع ليس كذلك، حيث أنه يساوي ما ينفقه العالم على الأغراض العسكرية لثماني أيامٍ فقط، في حين أن مبلغًا كهذا كفيلًا بتوفير جودة تعليمية عالية لكل طفل على الكوكب طوال اثني عشر عامًا.

ترجمة: ريم محمد
مراجعة علمية: عمر بكر
مراجعة لغوية: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

المصدر : https://www.biography.com/people/malala-yousafzai-21362253

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي