ملكات حكمن مصر القديمة

ملكات-حمكن-مصر-القديمة-2

عندما يتم الحديث عن الملكات المصريات في مصر القديمة من اللائي حكمن حكمًا منفردًا فإن أول ما يتبادر إلى الذهن من الأسماء الملكة (حتشبسوت)، والملكة (كليوباترا) إلا إنهن لم تكونا الوحيدات اللائي انفردن بالحكم في مصر القديمة، ويمكن القول أن من الملكات اللائي انفردن بالحكم في مصر القديمة أيضًا: (مريت نيت، وخنت كاوس، ونيت إقرت، وسبك نفرو، وتاوسرت).

الملكة مريت نيت

تُعد أول امرأة حاكمة من الإناث، وقد حكمت في عهد الأسرة الأولى. يعني اسمها (المحبوبة من(الإلهة) نيت). كانت الملكة مريت نيت الزوجة الملكية العظمى للملك (جت) ويدعى أيضًا (واجي)، وهي أم للملك (دن). تولت مريت نيت الحكم بعد وفاة زوجها الملك جت حيث كان ابنها (دن) لايزال صغيرًا، وفترة حكمها غير معروفة بالضبط وهي في الغالب حوالي القرن الثلاثين ق.م. عُثر لها على مقبرة في (أبيدوس) بواسطة عالم المصريات الإنجليزي الشهير (ويليام بيتري- Petrie William) وذلك في بداية القرن العشرين، كما عُثر للملكة على مقبرة في سقارة، أيضًا عُثر لها على لوحة حملت اسمها وحدها. على الرغم من وجود اسمها مطبوعًا على ختم مع ملوك آخرين إلا أن الصقر الذي يُعد علامة على الملكية غير موجود كما لا يُوجد لها ذكر في قوائم الملوك الأخرى، ولكن يوجد ذكر لابنها؛ ولهذه الأسباب وغيرها فإن بعض العلماء لا ينظرون لها كملكة حاكمة، ولكن ينظرون لها كوصية على الحكم بجانب ابنها، وعلاوة على ذلك لا يوجد لها نقوش واضحة عن دورها كملكة حاكمة، ولكل هذه الأسباب انقسم العلماء حول الملكة مريت نيت وإذا ما كانت قد حكمت بالفعل أم إنها مُجرد زوجة ملكية.

الملكة خنت كاوس

تعود فترة حكم الملكة (خنت كاوس) أو (خنتكاوس) إلى الأسرة الرابعة، وتُعد خنت كاوس أول ملكة تحمل لقب(ملكة مصر العليا والسفلي)؛ وبذلك تكون أقدم ملكة تحمل هذا اللقب، كما هناك تفسير آخر للقبها وهي أنها أم لاثنين من الملوك؛ فالقصة المسجلة على بردية (وستكار) تشير أن الملوك الثلاثة الأوائل من الأسرة الخامسة كانوا أخوة، وهذه القصة ربما تستند إلى بعض

من الحقيقة، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن خنتكاوس ربما كانت زوجة (أوسر كاف) مؤسس الأسرة الخامسة؛ وفي هذه الحالة قد تكون والدة اثنين من خلفاء (أوسر كاف) وهما:

(ساحورع)، و(نفر أر كارع). دُفنت خنت كاوس في مقبرة غير متصلة ب (أوسر كاف) في سقارة وإنما دفنت في مقبرة مستقلة في الجيزة، كما أن مقبرتها لم تكن على شكل هرم أو على شكل مصطبة إنما كانت على شكل تابوت المماثل لمقبرة شبسكاف في سقارة .

الملكة نيت إقرت

تولت نيت إقرت وتُعرف أيضًا ب (نيتوكريس- (Nitocris الحكم في الأسرة السادسة، وذلك بنهاية عصر الدولة القديمة وبداية الفترة الانتقالية الأولى حوالي (2184- 2144ق.م) . ذٌكُرت الملكة نيت إقرت في العديد من الكتابات التاريخية مثل كتابات المؤرخ اليوناني الشهير(هيرودوت) وكذلك كتابات المؤرخ المصري (مانيتون)، فالكتابات التاريخية لهيرودوت تخبرنا قصة عن (نيت إقرت) بأنها انتقمت من كل المسؤولين عن مقتل أخيها وانتحارها. كما ذكر مانيتون أنها كانت أجمل نساء عصرها. وإلى جانب هيرودوت، ومانيتون فإن نيت إقرت ذكرت أيضًا في (بردية تورين- (Turin Papyri فقط.

الملكة سبك نفرو

حكمت سبك نفرو أو سوبك (جمال رع) نفرو خلال عهد الأسرة الثانية عشرة، وذلك بعد وفاة زوجها(شقيقها) (أمنمحات الرابع) حوالي( 1806- 1802ق.م) . هناك القليل من السجلات

لفترة حكمها القصيرة فتم العثور على تماثيل بلا رأس (تالفة) لها في الدلتا. ومن المعروف أيضًا أنها مدت المجموعة الجنائزية الخاصة بأبيها (أمنمحات الثالث) في (هوارة Hawara-) كما قامت أيضًا ببناء بعض المنشآت في (هيراكونبوليس). أُدُرجت الملكة سبك نفرو في قائمة تورين، كما يوجد ختم أسطواني يحمل اسمها موجود حاليًا في المتحف البريطاني. كانت الملكة تستخدم الألقاب المذكرة بجانب الألقاب المؤنثة أيضًا ، وهناك تمثال تالف مثير للاهتمام للملكة مجهول المصدر بزي فريد من نوعه؛ فهو مزيج من عناصر من لباس الذكور والإناث، كما أنها كررت استخدام الألقاب الذكورية في السجلات الخاصة بها في بعض المناسبات ؛ هذا الغموض ربما هو محاولة متعمدة لإسكات أصوات النقاد لحكم الإناث. غالبًا ما يظهر اسمها بجانب (شيدتي- (Shedty والتي تعني مع (شيدت- Shedet) في إشارة إلى أنها كانت في الحركة الدينية في هذه المدينة في الفيوم .

الملكة حتشبسوت

عاشت (حتشبسوت) من 1500حتي 1458ق. تشتهر بأنها أطول الملكات الحاكمات مدةً في الحكم التاريخ المصري فقد حكمت حوالي 21 عامًا، كانت حتشبسوت ابنة (تحتمس الأول) والملكة (أحمس)، وتزوجت حتشبسوت من أخيها (تحتمس الثاني) الذي أصبح ملكًا بعد وفاة أبيه 1492ق.م . بسبب التشابه في السياسات الداخلية، والخارجية التي اتبعتها حتشبسوت أثناء فترة حكمها، وتلك التي كانت متبعة أثناء فترة حكم (تحتمس الثاني)- يُعتقد بأن حتشبسوت كان لها القوة الحقيقية أو كان لها دور كبير أثناء الحكم القصير لزوجها (تحتمس الثاني). عندما توفي الملك (تحتمس الثاني) كان (تحتمس الثالث) ابنه من الزوجة الثانوية التي تدعى (إيزيس) لا يزال صغيرًا؛ لذا تولت حتشبسوت الوصاية علية، وشاركته في الحكم إلى أن انفردت حتشبسوت بالحكم. وحاولت  حتشبسوت إثبات شرعية حكمها بالعديد من الوسائل التي كانت منها: ادعائها بأن أبيها (تحتمس الأول) قد بايعها بالحكم في أثناء حياته، وذلك خلال احتفال

بالقصر الملكي، كما ادعت حتشبسوت قصة الولادة الإلهية، وأنها ابنة الإله آمون، وكل ذلك نجده مسجًلا على معبد الدير البحري الذي يُعد من أعظم وأهم المعابد التي شٌيدت في مصر القديمة وقد قامت ببنائه في العام التاسع من حكمها بإشراف أحد أهم موظفيها يدعى (سنموت)، تميزت فترة حكم الملكة حتشبسوت بالسلمية، وعدم دخول أي معارك إلا بعض المناوشات الطفيفة على الحدود، واهتمت حتشبسوت بتوسيع التجارة مع (بلاد بونت)، ويظهر ذلك من خلال رحلتها الشهيرة إلى بلاد بونت والمسجلة على معبد الدير البحري.

الملكة تاوسرت

تُعد تاوسرت التي حكمت حوالي(1191- 1190) آخر ملكة في الأسرة التاسعة عشر فعندما توفي زوجها الملك (سيتي الثاني) بعد حكم ما يُقرب من ست سنوات خلفه ابنه (سبتاح) الذي تم تثبيته من قبل موظف ملكي سوري يدعي (باى)الذي كان يشغل(حامل الختم) وتدل بعض الآثار أنه كان يتمتع بنفوذ، ودور هام في عهد الملك (سبتاح). لم يكن سبتاح ابنًا للملكة تاوسرت، ولكن كان ابنًا ل(سيتي الثاني) من زوجة أخرى، وكان (سبتاح) صبي صغير ومريض فقد كان يعاني من ضمور في الساق الذي يسببه شلل الأطفال؛ ولذلك لقبت تاوسرت بلقب الزوجة الملكية العظمى، وقامت بدور الوصي بجانب ابن زوجها .

عندما توفي (سبتاح) خلال السنة السادسة من حكمه أصبحت تاوسرت الحاكم الوحيد لمصر لمدة عامين آخرين. على الرغم من أنها حكمت منفردة من حوالي( 1193- 1190) إلا أن الحكام أو من يُفترض أنهم يكونوا حكام في هذه الفترة فإن (سيتي الثاني) الوحيد المعترف به كملك شرعي من قِبل الملك (رمسيس الثالث) وهو من ملوك الأسرة العشرين، والذي حكم من (1190- 1075ق.م).

المصادر:

http://sc.egyres.com/l8Vrx

http://sc.egyres.com/a1QGP

http://sc.egyres.com/V4kzN

http://sc.egyres.com/1FccT

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي