الدماء، هي سوائل تحمل الأكسجين والمغذيات إلي خلايا الجسم، بينما تخلص تلك الخلايا من ثاني أكسيد الكربون وباقي المخلفات الناتجة عن العمليات الحيويّة في الخلية.
تحدث الوفاة خلال دقائق معدودة في حال توقفت عمليّة سريان الدم، ورغم اختلاف كمّيّة الدماء داخل جسم كل منّا، بناءً على العمر والجنس، بالإضافة لعوامل أُخرى متعددة؛ إلا أن متوسط كمّيّة الدماء في الشخص البالغ، حوالي 60 ملل لكل كيلو جرام من وزن الجسم. يستطيع جسم الإنسان البالغ تعويض حوالي نصف لتر من الدماء بأمان تام، حيث يسترجع الجسم الحجم المفقود من الدماء في غضون ساعات معدودة، من خلال تدفق السوائل المُحِيطة بالأوعية الدمويّة إلى مجرى الدم مرة أخرى، بينما تُسترجع بعض المكونات (مثل خلايا الدم الحمراء) خلال عِدّة أسابيع. تُسهّل كثيرًا مساحة السطح الشاسعة للشعيرات الدموية في أجسامنا من عمليّة تبادل السوائل بينما لا تسمح بمرور بعض مكوّنات الدم، مثل بروتين الألبيومين (Albumin)، صاحب أقل وزن وأعلى تركيز في الدم من بين البروتينات المُختَلِفة، فهو المسؤول الأول عن الاحتفاظ بالسوائل داخل مجرى الدم، ومنع تدفقها إلي الأنسجة. نتحدث في هذا المقال عن المكونات الرئيسيّة في دمائنا.
دم الإنسان، هو عبارة عن سائل أحمر اللون وغير منفذ للضوء وهو أعلى كثافة من الماء، يرجع اللون الأحمر لأحد البروتينات الغنيّة بعنصر الحديد وتدعى هيموجلوبين، حيث يتواجد في كريّات الدم الحمراء، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين من الجهاز التنفسي إلى باقي أعضاء الجسم وكذلك نقل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئة مرة أُخرى، حتى يتم التخلص منه عن طريق عملية التنفس. قد يلاحظ البعض تفاوت درجة لون الدماء التي تجري في الأوردة والشرايين، ويرجع ذلك إلى تحوّل الهيموجلوبين إلى اللون الأحمر الداكن بعد تحرير الأكسجين (في الأوردة) بينما يميل إلى اللون الأحمر الباهت (في الشرايين) عِند اتحاده مع الأكسجين.
تُمَثِل كُريّات الدم الحمراء حوالي 45% من حجم الدم، بينما تمثل باقي أنواع الخلايا (خلايا الدم البيضاء والصفائح الدمويّة) ما لا يزيد عن 1% من حجم الدم، بينما يسمى الجزء السائل المتبقي بالبلازما، وهو سائل شفاف مائل للإصفرار، يبدأ في التعكر بشكل مؤقت بعد وجبة غنيّة بالدهون. تظل الدماء في الحالة السائلة طالما بقيت داخل الجسم، مما يضمن حركتها وتجانسها المستمر.
البلازما
هي الجزء السائل في الدم حيث يشغل الماء أكثر من 90% من حجم البلازما، ويوفر فرص تبادل الماء بين الدم وخلايا الجسم المختَلِفة للحفاظ على نسب الماء الطبيعية في خلايا الجسم، ومن هنا تبرز أهمية الماء كأهم مُكَوِّن للخلايا الحيّة.
خلايا الدم
الأنواع الرئيسيّة لخلايا الدم هي: خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء (تتكوّن من خلايا الليمف والخلايا البلعمية التي تبتلع الأجسام الغريبة وتقضي عليها)، وأخيرًا الصفائح الدموية. يتخصص كل نوع من خلايا الدم بوظائف حيويّة خاصة، تقوم خلايا الدم الحمراء بنقل الأكسجين من الرئة إلى باقي أنسجة الجسم بينما تشارك الصفائح الدمويّة في تكوين جلطات الدم، وتمثل خلايا الدم البيضاء جزءً من مناعة الجسم بينما تكون الخلايا البلعمية المسؤولة عن ابتلاع وهضم الكائنات الدقيقة والأجسام الغريبة.
خلايا الدم الحمراء
خُلقت خلايا الدم الحمراء كي تلائم تخصصها الأساسي، كما ذكرنا سابقًا، حيث تقوم بنقل الأكسجين من الرئة إلى باقي أنسجة الجسم. يبلغ قطر تلك الخلايا حوالي 7.8 ميكرومتر، كما تتخذ الخلايا شكل الإسطوانة ثنائيّة التقعر مما يمنحها أكبر نسبة سطح ممكنة بالنسبة لحجمها. نلاحظ أن نسبة كريات الدم الحمراء المُترَسِبة عند إجراء عمليّة طرد مركزي لدم الرجال حوالي 42 – 54%، بينما تنخفض قليلا في حالة الإناث من 37 – 47%، بشكل عام، يتراوح عدد كُريّات الدم الحمراء الطبيعية من أربعة إلي ستة ملايين خلية لكل مل متر مكعب من الدم.
خلايا الدم البيضاء
خلايا الدم البيضاء تحتوي على أنويّة بعكس خلايا الدم الحمراء، كما أنها شديدة التخصص لأداء وظائف بعينها، في معظم الأحيان لا تقوم بالانقسام في مجرى الدم. بصفة عامة، تدخل خلايا الدم البيضاء في عمليّة الدفاع عن الجسم وإصلاحه. تتراوح أعداد تلك الخلايا بين 4.500 و11.000 خلية لكل مل متر مكعب من الدم، حيث ترتفع أعدادها في وقت العمل، بينما تقل في وقت الراحة. الجزء الأعظم من خلايا الدم البيضاء يتواجد خارج مجرى الدم والقليل منه يتنقل من مكان لآخر داخل مجرى الدم، وكباقي الخلايا الحية، تعتمد فترة حياة تلك الخلايا على مقدرتها على إنتاج الطاقة. احتواء خلايا الدم البيضاء على أنويّة يعني مقدرتها على إنتاج بروتينات بمساعدة الحمض النووي الريبوزومي (Ribonucleic acid- RNA). تنقسم خلايا الدم البيضاء إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة (granulocytes وmonocytes و lymphocytes) يتخصص كل منها في وظيفة محددة.
الصفائح الدمويّة
تمثل الصفائح الدمويّة أصغر خلايا الدم، حيث يتراوح قطرها بين 2 – 4 ميكروميتر. لا تحتوي الصفائح الدمويّة على أنويّة مثل خلايا الدم الحمراء، ولا تستطيع أن تنقسم (ميتوزيًّا) ولكنها أكثر تعقيدًا في تكوينها من خلايا الدم الحمراء، وتساهم بشكل كبير في تكوين الجلطة الدمويّة وتلتصق أحيانًا مع بعضها البعض لكنها لا تلتصق بخلايا الدم البيضاء أو الحمراء.
إعداد: إنجي شمس
مراجعة علمية: مرثا فارس
تدقيق لغوي: رنا السعدني
تحرير: نسمة محمود