نبتون .. إله الماء
لم أتردد لوهلة عندما رأيت إعلاناً من وكالة ناسا عن طلب متطوعين للسفر إلى كوكب نبتون، رغم احتمالية أن نُفقد في الفضاء إلا أنني سارعتُ بتسجيل اسمي، وفي اليوم المحدد ولأنني أكره جدًا الصمت، قمت بالتعرف على الشخص الجالس بجواري واتضح لي أنه على دراية كبيره بالكوكب وأنه دارسٌا لعلم الفلك، … وهكذا كان حديثنا …
“كوكب نبتون من الكواكب الخارجية، سُمي بهذا الاسم نسبة لنبتون إله الماء عند الإغريق، يحتل المركز الثامن بعدًا عن الشمس والمركز الثالث في الكواكب الخارجية، المسافة بين نبتون والشمس هي -30- ضعف المسافة بين الأرض والشمس، يدور حول الشمس مرة كل -165- سنة، وحول نفسه كل 16.1 ساعة. كما يعتبر هو الكوكب الوحيد الذي تم اكتشافه عن طريق المعادلات الرياضية قبل رؤيته فلكيًا.
يبلغ عدد أقمار نبتون ثلاثة عشر قمرًا، يُعد تراتيون أكبرهم والوحيد الذي يدور عكس اتجاه دوران نبتون، يدور حول الكوكب مرة كل ستة أيام وهناك بعض السخاناتِ عليه بالرغم من برودته الشديدة، حيث تصل درجة حرارته إلى -230- تحت الصفر، ويعتقد العلماء في وجود محيط من الماء أسفل سحب الكوكب.
لا يحتوي نبتون على سطح صلب يمكن المشي عليه، حيث أنه كوكب غازي يتميز جوهه بوجود غازات الهيدروجين، الهيليوم والميثان. يحاط نبتون بطبقة سميكة من الغيوم ذات حركة سريعة حيث تهب بسرعة تصل إلى -700- ميلًا في الساعة.
أما عن اكتشاف الكوكب، فكان أول من وُجد الكوكب في أوراقه هو جاليليو، فهو أول من لاحظ وجود نبتون عام 1612 ومرة أخرى عام 1613 ولكنه كان يعتقد أنه يقوم بمراقبة نجم ثابت لذا لا يتم اعتبار جاليليو كمكتشف للكوكب، وقد قام باكتشافه عالم الفلك والرياضيات يوهان جتفريد جال في الوقت الذي كان فيه العلامات أوربان وجون كوش يتوقعان وجوده بالرياضيات عام 1846.” حينها دخل الشخص الآخر معنا بالحوار وذكر أنه تم اكتشاف شيء مؤخرًا على كوكب نبتون وبدأ بسرده كالتالي ..
اكتشاف الدوامات السوداء:
“قامت ناسا بالتقاط بعض الصور عن طريق تلسكوب هابل سنة 2016، أكدت الصور وجود دوامات سوداء في الغلاف الجوي لكوكب نبتون، والدوامات السوداء هي عبارة عن أنظمة ذات ضغط عالي جدًا ودائمًا ما تكون مصحوبة بسحب بيضاء، والتي تتكون عندما ينساب الهواء المحيط ويصعد إلى أعلى بجانب الدوامة السوداء مسببة غازات تتحول لبلورات ثلجية من الميثان. تشكل الدوامات السوداء فيما بينها أشكال الجبال، فكأنك ترى جبالًا من الغازات.
في يوليو 2015، تم مشاهدة سحب براقة، توقع علماء الفلك أن تلك السحب من الممكن أن تكون تتبع دوامة سوداء غير مرئية، حيث أن تلك الدوامات السوداء نستطيع فقط رؤيتها في مدى الطول الموجي الأزرق، والتي يمكن رؤيتها عن طريق تلسكوب هابل، بعدها وتحديداً في سبتمبر 2015 كان هابل في مشروع خاص به لعمل خرائط للكواكب الخارجية، كشف عن بقعة سوداء بالقرب من موقع السحب البيضاء، والتي تم تعقبها على سطح الأرض وبمعاينة الدوامة في وحدة الزمن. قامت صور هابل بإثبات أن OPAL بالفعل أتاحت تلك المعلومات للفريق، مما سهل خلق خرائط ذات جودة عالية للدوامات وما حولها، ويتمنى العلماء في المستقبل أن يستطيعوا فهم الدوامات بشكل أفضل من حيث كيفية تكوّنها، ماذا يتحكم في كميتها وتذبذبها، كيفية تفاعلها مع البيئة وكيف تتبدد في النهاية.”
كنا في هذا الوقت قد وصلنا لنهاية رحلتنا، حيث توقفت السفينة الفضائية.
ترجمة وإعداد: يمنى طارق
مراجعة وتدقيق لغوي: Nada N. Elmeligy
تحرير: ندى المليجي
المصدر : https://astronomynow.com/2016/06/23/hubble-confirms-new-dark-spot-on-neptune/
https://spaceplace.nasa.gov/all-about-neptune/en/