نظرة حول النظام النجمي المكتشف حديثًا

1-2

السفر إلى كواكب أخرى كالسفر إلى مدينة الإسكندرية مثلًا!

في الأيام الماضية أعلنت وكالة ناسا عن اكتشاف أول مجموعة شمسية مكوَّنة من سبعة كواكب شبيهه بالأرض تدور حول نجم وحيد كالشمس في نظامنا الشمسيّ؛ ثلاث من تلك الكواكب تقع في نطاق منطقة صالحة للسكن(habitable zone)، أي أنَّها ليست قريبة جدًا ولا بعيدة جيدًا عن نجمها، مثل الكواكب الأرضيَّة التي تتألف من صخور. يضع هذا الاكتشاف رقمًا جديدًا في عدد الكواكب الصالحة للحياة التي تمَّ اكتشافها خارج نظامنا الشمسي، ومن المحتمل أن تتوافر على الكواكب مياه سائلة وهي مفتاح الحياة كما نعلم، ولكن تقع الفرص الأكبر في الكواكب الثلاثة الصالحة للسكن.

ذكر توماس زيوربوشين(Thomas Zurbuchen)، المدير العام لمديرية مهام وكالة العلوم، عندما سُئل: هل نحن وحدنا؟، أنَّ هذا الاكتشاف هو قطعة هامة جدًا في حل لغز وجود بيئات مناسبة للحياة، فهذه الكواكب ستكون بداية جيدة جدًا للكشف عن إجابة لهذا السؤال.

على بعد حوالي 40 سنة ضوئية؛ أي ما يعادل 235 تريليون ميل من الأرض، يقع النظام النجمي، وهو قريب منَّا ويقع في كوكبة الدلو، وبسبب وجوده خارج المجموعة الشمسية، فإنَّ كواكبه علميًا تسمى«Exoplanets». وتمَّ تسمية النظام باسم «TRAPPIST-1» وهو اختصار لاسم تلسكوب في تشيلي، حيث اكتشفوا كوكبين من النظام النجمي بواسطته، وتمَّ تأكيد الاكتشاف بواسطة مقراب (Spitzer) بالإضافة لخمسة كواكب أخرى.

في عام 2016م، تحديدًا في شهر مايو، أعلن العلماء اكتشاف ثلاثة كواكب من هذا النظام بمساعدة العديد من التلسكوبات، وقد أكدت العديد من التلسكوبات بما فيها التلسكوبات الكبيرة التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي وتليسكوب(SPITZER)، وجود اثنان من هذه الكواكب واكتشاف خمسة كواكب أخرى، وبهذا زاد عدد الكواكب إلى سبع كواكب.

باستخدام بيانات التلسكوب، استطاع الفريق قياس أحجام الكواكب السبع ووضع تخمينات لكتل ستة منهم اعتمادًا على كثافتهم التي تم تخمينها أيضًا، كما استطاعوا التأكد من أنَّ جميع الكواكب صخرية، هذه الملاحظات لا توضح فقط وجود الماء من عدمه، بل تكشف احتمالية وجود الماء السائل على سطحها. أمَّا بالنسبة للكوكب السابع، فلم يستطيعوا تخمين كتلته، ويعتقد العلماء أنَّه عالم جليدي لكنَّهم ما زالوا بانتظار مزيد من ملاحظات الرصد لكشف غموض هذا الكوكب.

بالمقارنة مع نجمنا الشمس، فإنَّ نجم تلك المجموعة يصنَّف على أنَّه قزم بارد، كما أنَّ كواكب ذلك النظام أقرب إلى نجمهم من كواكب مجموعتنا الشمسية إلى الشمس، والكواكب أيضًا قريبة من بعضها جدًا مقارنةً بكواكب المجموعة الشمسية، فإذا قام شخص بالوقوف على سطح كوكب فإنَّه يستطيع رؤية كواكب أخرى كرؤيتنا للقمر على سطح الأرض، وأيضًا الوجه المقابل للنجم من الكواكب يظل كما هو، لذا فإنَّه لا يوجد تباين في درجات الحرارة أو الضغط الجوي على سطح تلك الكواكب، لا يوجد بها كالمعتاد عالأرض من نهار أو ليل، فكل جانب من الكوكب يحتوى على واحد من اثنين إمَّا النهار أو الليل.

التلسكوب الذي يقوم بالتصوير في نطاق الأشعة تحت الحمراء(Spitzer) تأهل لدراسة تلك الكواكب حيث أنَّ تلك الكواكب تشع في نطاق الأشعة تحت الحمراء، والتي لا يمكن رؤية أطواله الموجية بالعين المجردة؛ وقد ذكر(Sean Carey) مدير مركز العلوم في جامعة كالتك بكاليفورنيا (California Institute of Technology)، أنَّ تلك هي أكبر نتائج مثيرة قام برؤيتها في الأربعة عشر عامًا السابقة لعمليات(Spitzer).

بدأ تلسكوب هابل بفحص الكواكب الأربعة والتي تتضمن الثلاثة القابعين في نطاق المنطقة الصالحة للحياة، تلك الملاحظات ستتضمن الغلاف الجوي من حيث تكوينه؛ وُجد أنَّ الغلاف الجوي لا يُشبه غلاف الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية، لذا فهي كواكب صخرية وليست غازية لاختلاف تكوين أغلفتها الجوية.

قالت نيكول لويس (Nikole Lewis) عالمة الفلك في معهد علوم تلسكوبات الفضاء في بالتيمور بميرلاند (Space Telescope Science Institute)، أنَّ النظام المكتشف وضع فرص رائعة للعقود القادمة لدراسة الغلاف الجوي للكواكب الشبيهه بالأرض، بالإضافة إلى أنَّ تلسكوب كبلر (Kepler) يقوم بعمل قياسات للتغيرات الحادثة للنجم من حيث سطوعه وإشراقه.

التليسكوبات سبيتزر وهابل وكبلر، تقوم بمساعدة الفلكيين للتخطيط لدراسات مقبلة سيقوم بها تلسكوب (James Webb) الذي سيتم إطلاقه في 2018م، حيث نكون قادرين على اكتشاف وجود الماء، والأكسجين، والميثان، والأوزون وبعض المُركبات الأخرى المكوِّنة للغلاف الجوي للكواكب والتي ستحدد وجود حياة من عدمه.

لمزيد من التفاصيل حول الاكتشاف، تابع الفيديو الآتي المقدم من ناسا

 

ترجمة: يمنى طارق

مراجعة علمية: Mohammed Abkareno

مراجعة لغوية: أمنية أحمد عبد العليم

المصادر: 

 

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي