قد يحتوي الدم في أجسام الشباب على مركبات تساعد في تحسين الحالة العقلية للمُسنين المصابين بمرض الزهايمر، لذا يقوم العلماء حالياً بدراسة مدى قدرة نقل الدم على مساعدة المُسنين حيث أظهرت الدراسات على حيوانات التجارب أن دم الأفراد الأصغر سناً قد يساعد على مقاومة بعض آثار الشيخوخة على العقل، على سبيل المثال : مهارات التعلم والذاكرة وكذلك يحفز تكون خلايا عصبية جديده في الدماغ، حالياً يبحث العلماء في إحتمالية تطبيق هذه الدراسة على البشر .
” إحتمالية أن واحد أو أكثر من بروتينات الدم المأخوذ من صغار السن يمكنه أن يجدد الأعضاء، بمافيها الدماغ، هذه الإحتمالية محيرة وفي حاجة لمزيد من البحث والدراسة ” هذا ماكتبه الدكتور »توني وايس كوراي – Tony Wyss-Coray«،أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب جامعة استانفورد، وزملاؤه في مجلة »جاما نيورولوجي – JAMA Neurology«
في التجارب، قام الباحثون بتوصيل الأوعية الدموية لفأر صغير السن بآخر كبير السن بحيث يحصل كلاهما على نفس الإمداد الدموي، ووجدوا أن الفأر المُسن أظهر تحسن كبير في بناء العضلات والعظام بعد الإصابة بالمقارنة بفأر مُسن آخر لم يحصل على دم من فأر صغير السن، وقد أظهرت التجارب اللاحقة أن عدد خلايا الدماغ الجديدة في الفئران المُسنة التي حصلت على دم من صغار السن قد زاد في المنطقة المتعلقة بالذاكرة .
وقد وجدت دراسة تم إجراؤها عام 2014 أن نقل بلازما الدم من فئران صغيرة السن إلى آخرى مُسنه لمدة ثلاثة أسابيع أدى إلى تحسين ذاكرتها وقدرتها على التعلم، مع العلم أن بلازما الدم هي الجزء السائل من الدم والذي لا يحتوي على خلايا دموية بل يحتوي على بروتينات وجزيئات أخرى، وفي هذه التجارب تمكنت الفئران المُسنة التي حصلت على دم من صغار السن من إيجاد الشريحة المخبأه في المتاهه المائية بسهولة مقارنة بالفئران المُسنة التي حصلت على دم من كبار السن .
يفترض الباحثون أن النواقل في الدم – مثل الهرمونات وعوامل النمو- قد تكون مسؤولة عن بعض الآثار التجديدية التي تُلاحظ على الفئران في تلك الدراسات، وقال الدكتور وايس كوراي : “يحتوي دم صغار السن على نسبة أكبر من المركبات التي تدخل في إصلاح الأنسجة والحفاظ عليها ”
وفي حديث له في »المنتدى الإقتصادي العالمي –World Economic Forum«قال الدكتور وايس كوراي : ” نحن نعتقد أنه عند معالجة عضو في جسم متقدم السن باستخدام دم من جسم صغير السن، فإننا حينئذ نعطيه مزيد من النواقل وهذا يساعد في إعادة بناء دماغ الفرد المُسن ويجعله يعمل كما لو كان أصغر سناً، وقد يشمل هذا الأثر باقي أعضاء الجسم”
في الحقيقة، هناك بروتين شائع في الفئران المُسنة يُدعى (CCL11) ووُجد أن هذا البروتين عندما يُعطى لفرد صغير السن فإنه يضعف الذاكرة ويقلل من تكاثر خلايا الدماغ، وعلى العكس فإن عامل النمو (GDF11) يزيد من إنتاجية خلايا الدماغ وتكاثرها في الفئران كبيرة السن، ومازال أمام الباحثين الكثير ليعرفوه عن تأثير دم صغار السن وماتزال فائدته كعلاج للإنسان غير واضحه .
كتب الباحثون في المقال : ” نظراً لعدم وجود علاج لأمراض الشيخوخة مثل مرض الألزهايمر، ومع توفير بلازما دم آمنه، فإن إمداد المرضى المُسنين بدم من صغار السن لإصلاح الآثار الناتجة عن المرض، قد يكون طريقا مناسبا للعلاج ”
في العام الماضي، قامت دراسة باختبار أثر نقل بلازما الدم في المرضى المصابين بدرجات طفيفة ومتوسطة من مرض الزهايمر حيث حصل المشاركون في الدراسة على دم من متطوعين صغار السن مرة كل أسبوع، وتم فحصهم لمتابعة تحسُن حالتهم الإدراكية .
قال الدكتور »مارك جوردون – Marc L. Gordon«رئيس قسم الأعصاب في مستشفى »زاكر هيلسايد -Zucker Hillside«في نيويورك، قال : ” إن هذه الدراسة أثارت بعض الأسئلة المهمة، لكن هذه الأفكار في حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت مثمرة أولاً، لا يعرف الباحثون ما إذا كانت نتائج الدراسات على الفئران تنطبق أيضاً على الإنسان، وحتى لو كانت العوامل الموجوده في دم صغار السن تساعد في بناء خلايا عصبية جديدة في أدمغة كبار السن، قد تكون هذه العوامل ليس لها أثر على القدرات العقلية للمريض، وهناك قضية أخرى وهي أن هذه العوامل تزيد من نمو الخلايا وتمايُزها مما قد يسبب إصابة الإنسان بمرض السرطان لذا يجب فحص العلاج بدقه ”
إعداد : Mariam Mostafa
مراجعة:Hosny Ayman
تصميم : Ayman Samy
المصدر : http://sc.egyres.com/K4xCP