نوستالجيا (Nostalgia) المصطلح العلمي الذي يعني الحنين إلى الماضي. في البداية، أُعتبر مرضًا كما وصفه الطبيب جونز هوفر (Johannes Hoffer) عام 1688م، حيث سمَّاه مرضًا عصبيَّا ذا طابعٍ شيطاني. بعد عدة قرون، عرَّفه الباحثون على أنّه شعور جيد جالب للسعادة يحدث لجميع الأشخاص.
النوستالجيا ليست أفكارًا ذهنية فقط وإنما شعور جسدي أيضًا!
في دراسة أجريت عام 2012 في مجلة Emotion، أجرى عالم النفس تيم فيلدشوت (Tim Wildschut) وفريقه سلسلة من التجارب لفحص العلاقة بين النوستالجيا ودرجة الحرارة، حيث تم وضع أشخاص في غُرف بدرجات حرارة متفاوتة، وطُلب منهم ملء استبيان حول مدى شعورهم بالحنين تجاه أشياء حدثت لهم في الماضي.
في واحدة من التجارب، شعر الأشخاص في الغرفة الباردة بالحنين أكثر من أولئك المتواجدين في الغرف الأخرى. على صعيد آخر، طُلب من مشاركين تذكُّر حدث ماضٍ يجلب الحنين وآخرون تذكُّر حدث عادي، ومن ثَمَّ تقدير درجة حرارة الغرفة، فأولئك الذين شعروا بالحنين إلى الماضي قد وصفوا درجة الحرارة بأنها أكثر دفئًا. وفي تجربة أخرى، تمكن المشاركون الذين تذكّروا أحداثًا ماضية تجلب الحنين أن يُبقوا أيديَهم في ماءٍ بارد مدةً أطول من أولئك الذين تذكروا أحداثًا عادية.
استنتج الباحثون أنَّ النوستالجيا تجعلنا نشعر بالتحسن في ظل الظُروف غير المريحة، وهذا لا يقتصر على البرد فقط. فعلى سبيل المثال، يروي الناجون من معسكرات الاعتقال قصصًا عن كيف ساعدهم تذكُّر وجبات طعام جيِّدة تناولوها في الماضي على تجنب الجوع في الوقت الحالي. وبالتالي الشعور بالنوستالجيا من وقت لآخر ليس سيئًا.
ترجمة: نهى محمود تدقيق لُغوي: رنا السعدني
مراجعة: أحمد منتصر
تحرير: هدير جابر
