هشاشة العظام (Osteoporosis)
تُعد هشاشة العظام متلازمة طبية شائعة تؤثر على العديد من العظام؛ حيث يحدث انخفاضٌ كميّ في النسيج العظميّ وبالرغم من ذلك تكون كتلة النسيج العظمي طبيعية، وتنتج هشاشة العظام عن خلل في التمثيل الغذائي أو عملية الأيض في الجسم أو خلل هرموني.
ويتسبب انخفاض كتلة العظام في ضعف الهيكل العظمي مع زيادة خطر التعرض للإصابة بكسور مما يؤدي إلى ألم وتشوّه في شكل الجسم، وتعد هذه الحالة شائعة في كبار السن وأكثر حدوثًا في النساء بعد سن انقطاع الطمث، ويمكن أن تحدث بدون أعراض ظاهرة أو قد تتسبب فقط في الشعور بآلام الظهر.
تحدث هشاشة العظام بشكل كبير في الكسور والجزء الأخير من عظمة الكعبرة وعنق عظمة الفخذ والفقرات الظهرية.
https://www.youtube.com/watch?v=eYGkT6OrBk0
تشخيص هشاشة العظام
قد يصعب التمييز باستخدام الأشعة بين هشاشة العظام والأنواع الأخرى من الهشاشة مثل: لين العظام (osteomalacia)، والعظم الزجاجي (تخلق العظم الناقص) (osteogenesis imperfecta)، والتهاب العظام الليفي نتيجة لزيادة إفراز الغدد الجاردرقية (osteitis fibrosa of hyperparathyroidism)، وضمور العظام الكلوي المنشأ نتيجة لفشل في الكليتين (renal osteodystrophy)، والورم النخاعي المتعدد (multiple myeloma)، وتصبح الأدلة الإشعاعية واضحة فقط بعد أن يفقد الجسم حوالي 30% من كتلة العظام، وبالرغم من ذلك فإن الكالسيوم والفسفور غير العضوي وإنزيم الفوسفاتيز القلوي في معدلاتهم الطبيعية.
تُتاح الآن العديد من التقنيات الحديثة لقياس كتلة العظام مثل: فحص (ديكسا-DEXA وسيكسا-SEXA) وهو اختصارٌ لكلمتي (Dual energy and single-energy X-ray absorptiometry)؛ والأشعة المقطعية، والموجات فوق الصوتية.
طريقة تطور مرض هشاشة العظام
تنقسم هشاشة العظام إلى نوعين: أولي وثانوي.
هشاشة عظام أوليّة
وتكون ذاتية المنشأ بدون مُسبب رئيسي أو تفاعلات دوائية.
تنقسم أيضًا إلى نوعين 1) نوع غير معلوم المصدر كما في صغار السن ويكون ضئيل الحدوث.
2) النوع الآخر الأكثر شيوعًا في النساء بعد سن انقطاع الحيض وكبار السن.
وآلية حدوث هشاشة العظام من النوع الأولي غير معروفة المصدر ولكن هناك اقتراح أنها تحدث نتيجة لزيادة نشاط الخلايا العظمية الآكلة وبطء عملية إعادة تكوّن العظام.
هناك عدة عوامل تُسبب عدم التوازن بين تآكل العظام وتكوّنها، وتتضمن الآتي:
- عوامل وراثية وتكون ملحوظة بوضوح في الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والأسيويين أكثر من الأشخاص ذوي البشرة السمراء.
- الجنس وتكون أكثر حدوثًا في النساء عن الرجال.
- قلة الحركة والنشاط البدني كما في كبار السن.
- نقص في بعض الهرمونات الجنسية مثل نقص الإستروجين (Estrogen) في النساء في سن انقطاع الطمث، ونقص هرمون الأندروجين (androgen) في الرجال.
- نقص كلًا من هرموني الإستروجين (Estrogen) والكالسيتونين (calcitonin) في نفس الوقت.
- زيادة إفراز الغدد الجاردرقية فيما يعرف بـ(Hyperparathyroidism).
- نقص فيتامين د (Vitamin D).
- عوامل في العظام نفسها والتي تؤدي إلى زيادة في إعادة امتصاص العظام (osteoclastic resorption excessive)، أو نقص تكوّن العظام (slow osteoblastic bone formation).
هشاشة عظام ثانويّة
تُنسب لعدة عوامل مثل: قلة الحركة، والأنميا المزمنة، وحالات الأكروميجالي (Acromegaly) أو ما يُعرف بضخامة عظام الأطراف، وأمراض بالكبد، وقصور في الغدد التناسلية، وحالات التسمم الدرقيّ (thyrotoxicosis)، وحالات الجوع التي ينتج عنها نقص في المعادن والعناصر الأساسية لتكوّن العظام.
أو قد تكون نتيجة لبعض الأدوية مثل: أدوية الكورتيزول التي تسبب زيادة في معدل الكورتيزل في الدم فيما يعرف بـ(hypercortisolism)، وأدوية مضادة للتشنجات (anticonvulsant drugs)، والتعرض لكميات كبيرة من مادة الهيبارين (Heparin).
تنقسم هشاشة العظام في علم الأنسجة إلى نوعين نشط وغير نشط.
-
هشاشة العظام النشطة
تتميز بزيادة إعادة امتصاص خلايا العظام وتكوّنها كما في حالات تسارع تحول العظام فيما يعرف بـ (accelerated bone turnover)، ويحدث في هذه الحالة زيادة في عدد الخلايا العظمية الآكلة (osteoclasts) مع زيادة في امتصاص خلايا العظام على سطح العظم، كما تزداد كمية الخلايا العظمية مع زيادة في الأسطح العظمية على الجانب الآخر، مما يُظهر اتساع العظام وكأنه طبيعي.
-
هشاشة العظام غير النشطة
تتميز بقلة تكوين خلايا العظام مع انخفاض نشاط إعادة امتصاص الخلايا العظمية بواسطة الخلايا الآكلة (osteoclasts)، في ما يُعرف بـ (reduced bone turnover)، وتشمل التغيرات النسيجية في هشاشة العظام غير النشطة على قلة عدد الخلايا العظمية الآكلة (osteoclasts) مع قلة إعادة الامتصاص على سطح العظم، وتكون كمية الخلايا العظمية طبيعية أو قليلة نسبيًا مع قلة في الأسطح العظمية على الجانب الآخر، مما يُظهر اتساع العظام وكأنه أقل أو قد يبدو طبيعيًا.
ترجمة: آية علي محمدين أحمد
مراجعة: بسمة التهامي
تدقيقٌ لُغَوِيّ: محمود خليفة
تحرير: هاجر عبدالعزيز