هل الحب مخيفٌ؟

هل الحب مخيف؟

بالتأكيد سَمعنا من قبلِ عن العديد من أنواعِ الخوف أو ربما نحن أيضًا نُعاني من إحداها. الكثير منها يبدو مَنطقيًا، والبعض الآخر لا يبدو كذلك، بل في بعضِ الأحيان ربما يكونُ مضحكًا، لكن هل سمعت من قبل عن الخوفِ من الحب؟! فبعضُ الأشخاص يرون أن الوقوعَ في الحبِ أمرٌ مخيفٌ بل مرعبٌ أحيانًا!

تعني الفيلوفوبيا “Philophobia” الخوفَ من الحبِ. ويرجعُ أصلُ المصطلحِ من الكلمة اليونانية “philos”، التي تعني الحب، نجد أن كلمةَ “phobos” تعني الخوف.[1]

ما الفيلوفوبيا؟

الفيلوفوبيا خوفٌ غير منطقيّ من الوقوعِ في الحب، فهو ليس فقط خوفًا طبيعيًّا! بل فوبيا حادة تعطلُ حياة الإنسان![2] 

فالشخص الذي يعاني أو يتعايشُ مع الخوفِ من الحب، ربما يُعاني من صعوبةٍ في الحفاظٍ على علاقةٍ مُستقرةٍ دائمة، وطويلةِ الأمد مع الأشخاصِ الآخرين. وأيضًا، ربما يشعرُ الأشخاص الذين يعانون من تلك فوبيا بالبعدِ عن الشركاءِ الرومانسيين المحتملين أو ربما حتى يشعروا بالخوفِ منهم. في بعض الأحيان، من المحتمل أن يؤدي ذاك الخوف إلى عجزٍ جنسيّ لدى الذكور. وقد يشعرُ بعض الأشخاص بالذنبِ لأنهم يحتاجون إلى الحب؛ وهذا بسبب أنهم ربما قد تعلموا من آبائهم الحاجة إلى أن يكونوا أفرادًا مستقلين.[1]

أسباب ظهور المشكلة

أظهر آخر تعدادين للسكان الإيطاليين زيادةً في عددِ الأشخاص غير المرتبطين، خاصة بين الجيل الصغير. من هذا المنطلق، حاولنا فهمَ أسباب هذه الظاهرة من الناحيتين الاجتماعيّة والنفسيّة. يرى عالم الاجتماع بومان أن زيادةَ الأشخاص غير المرتبطين يرجعُ إلى أزمةِ المجتمع الحديث، حيث يقول العالِم إننا نعيش في عالَمٍ مائعٍ، يتغيرُ بسرعةٍ كبيرة، ولا يوجدُ شيءٌ مستقر، وهذا بالطبع يؤثرُ على الأزواج.[4]

من الناحية النفسيّة، تم الإشارة إلي هذا الأمر في كتابِ التحليل النفسيّ للعالم فرويد، حيث قال:

«يرجعُ أصلُ هذه المشكلة إلى مرحلةِ الطفولة المبكرة في علاقة الأشخاص بأهلهمِ. لقد وجد أن الأشخاصَ الذين لديهم مشاكل في علاقتِهم بأهلهم في طفولتهم؛ بسببِ افتقارهم إلى الحب، يميلون أثناء بلوغِهم إلى إعادةِ نفس النموذج العلائقيّ المُخْتل الذي تعلموه في طفولتهم». [4]

أيضًا، ربما تكون التجاربُ المريرة من الماضي سَببًا حَاسمًا في عدمِ الدخول في علاقة مجددًا.[3] ويقودنا الخوف من الرفض إلى سببٍ مهمٍ، وهو الإحراج الذي يدفعُ الشخص إلى عدم الارتباط مع شخص آخر.[3] وقد يكون الخوف من الطلاق سببًا آخر؛ لكراهية الوقوع في الحب والزواج في النهاية.[3]

أعراض الخوف من الحب

قد تختلفُ الأعراض من شخصٍ لآخر، ولكنها تشتملُ على ردودِ فعل جسديّة، وعاطفيّة عند التفكيرِ في الوقوع في الحب منها:

  • الشعور بالخوفِ الشديد والهلع.
  • الهرب أو التَجنب.
  • التعرق.
  • ضربات القلب السريعة.
  • صعوبة في التنفس.
  • صعوبة في العمل.
  • غثيان.

قد يعيّ الشخصُ أن مثل هذا الخوف غير عقلانيّ، ولكن مع ذلك لا يستطيعُ التحكم به. فالفيلوفوبيا ليست رُهابَ قلقٍ اجتماعيٍ، على الرغم من أنه من الممكن أن يكونَ الشخص الذي يعانيُ من ذاك النوع من الخوف، يعاني أيضًا من الرُهاب الاجتماعيّ.[2]

عوامل خطر الفيلوفوبيا

تعد الفيلوفوبيا شائعةً أيضًا لدى الأشخاص الذين تَأذوا مسبقًا أو عانوا من صدمة نفسيّة. علاوة على ما سبق، قد تكون الفوبيا المحددة مرتبطةً بالجينات، والبيئة. ووفقًا لعيادة مايو “Mayo”، من الممكن أن تتطور بعض حالات الرُهاب المحددة؛ بسبب تغيّرات في عملياتِ الدماغ.[2]

التشخيص

لا يشمل الدليلُ التشخيصيّ، والإحصائيّ (DSM) للجمعية الأمريكيّة للطب النفسيّ على الفيلوفوبيا، لذا من غير المرجح أن يُشخصكَ الطبيب بها. ومع ذلك، يسعى الأخصائيون النفسيون لمساعدتك إذا أصبح شعورك طاغيًا.

لو لم تُعالج الفيلوفوبيا، من الممكن أن يزيدُ من خطر المضاعفاتِ والتعقيدات، بما في ذلك:

  • العزل الاجتماعيّ.
  • الاكتئاب ورُهاب القلق.
  • تعاطي المخدرات والكحول.
  • الانتحار.[2]

العلاج

تتنوعُ اختيارات العلاج بناءً على حدةِ الفوبيا، وتشمل الاختيارات على العلاج النفسيّ، والأدوية، وتغيير نمطِ الحياة، أو مزيجٍ من هذه العلاجات.

  • العلاج السلوكيّ المعرفيّ: من الممكن أن يساعد هذا النوع من العلاج النفسيّ الناسَ في التأقلمِ مع خوفِهم؛ وذلك لأن هذا النوع من العلاج يحتوي على تحديدِ الأفكار السلبية، وتغييرها بالإضافة إلى المعتقدات، وردود الفعل على مصدرِ الرُهاب. ومن المهم فحص مصدر الخوف واستكشاف الأذى،لذلك  اسأل نَفْسَك أسئلةً كالآتي: ماذا لو لم تنجح هذه العلاقة؟ ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هل ما زلت بخير؟ [2]
  • الأدوية: قد يصفُ الطبيبُ مضاداتَ اكتئاب أو أدويةً للقلق في بعض الحالات لو كان هناك مشاكل صحيّة أخرى قابلة للتشخيص، تستخدم الأدوية عادةً بالتزامن مع العلاج النفسيّ.
  • تغيير نمط الحياة: ربما يقترحُ الطبيب أيضًا علاج مثل: التمارين، وتقنيات الاسترخاء، واستراتيجيات للتركيزِ الكامل للذهن.

 

وفي النهاية، إليك بعض النصائح لِتساند شخصًا لديه الفيلوفوبيا:

  • يجب عليك أن تعلم أنه خوفٌ خطيرٌ، حتى لو كان لديك مشاكلٌ في فهمه.
  • تعرف أكثر إلى أنواعِ الفوبيا.
  • لا تضغط عليه؛ لفعلِ شيءٍ ليس مستعدًا لفعله بعد.
  • شجعه بلطفٍ لطلبِ المساعدة التي تبدو مناسبة له، وساعده على إيجاد هذه المساعدة.
  • اسأله كيف يمكن للمساعدة أن تَدْعمه.[2]
شارك المقال:

7 Responses

  1. حقيقي مقال كويس جدا جدا وفيه معلومات كثير كويسه وخصوصا هو معرفه اشياء كاهذه ومعرفه أيضا كيفيه التعامل مع المصابين بهذا الخوف حتي أنهم يمكن أن يكونوا اصدقاء أو نحن من يعانون من هذا الخوف والان نعلم ما هو ونعمل ما سنفعله معه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي