من المعروف ان هنالك العديد من المذنبات والنيازك والكويكبات التي تمر بالقرب من الأرض كل يوم بشكل دوري، وإن من المنطقي ان يبدأ الانسان في ان يفكر “ماذا يحدث إذا ارتطمت إحدى تلك المذنبات أو الكويكبات بالأرض ولكن ما هو ليس بالمنطقي ان يبني الانسان اعتقاداته على أسس غير علمية، لنأخذ مثالًا أقرب كويكب قادم نحو الأرض الأن ونروي بعض المعلومات عن الكويكب، الكويكب “2013 TX68” يبلغ من الحجم حوالي 30 متر وذلك حوالي ضعفي حجم نيزك “تشيليابنسك” المشهور الذي ضرب روسيا في عام 2013 بسرعة 69,000 كم/ساعة وكتلته قدرت ب 12,000 (اثنا عشر ألف) طن، أشاع نيزك “تشيليابنسك” الدمار في روسيا حيث تسبب بإصابات عدة تعدت ال 1,200 (ألف ومائتين) شخص ودمرت الموجة الهوائية المرافقة لدخوله الغلاف الجوي الأرضي زجاج المنازل. من الجدير بالذكر أن القوة التدميرية نيزك “تشيليابنسك” كانت تقدر ب 500 (خمسمائة) كيلو طن من المادة المتفجرة T.N.T فلنأخذ مثالًا عن مدى قوة المذنب، كانت القوة التقديرية لقنبلة هيروشيما حوالي 15(خمسة عشر) كيلوطن من المادة المتفجرة T.N.T مما يجعل المذنب يملك القوة التدميرية لأكثر من 30 قنبلة هيروشيما. وهي قوة أكثر من كافية لتشيع الدمار على سطح الكوكب في حالة ارتطامه بالقوة التدميرية الكاملة له، لكن من حسن الحظ أن الاحتكاك مع الغلاف الجوي الأرضي دائما ما يتسبب في احتراق جزء كبير، ان لم يكن كل من النيازك التي تحتك به.
والأن بعد ن وضعنا الأمور قيد نطاق مفهوم، لنتكلم عن تاريخ الكويكب “2013 TX68”، تم اكتشاف الكويكب لأول مرة في مبادرة “كتالينا” في السادس من أكتوبر لعام 2013. مبادرة كتالينا هي برنامج لاكتشاف الأغراض القريبة من الأرض مثل النيازك والكويكبات التي قد تمثل خطرًا على الأرض، وتم إيقاف برنامج كتالينا في عام 2013 لعدم توفر التمويل اللازم، وتم إدراج الكويكب “2013 TX68” ضمن تصنيف “الأغراض القريبة من الأرض” على موقع ناسا. وذلك لأن المدار الخاص به يعتبر شديد القرب من الأرض، ولنأخذ الأقمار الصناعية كمثال. تدور معظم الأقمار الصناعية ذات المدار الجيوغرافي الثابت حول الأرض على ارتفاع مداري حوالي 35,000 (خمس وثلاثون ألف) كم فوق سطح الأرض. بينما ستكون أقرب نقطة مرور للكويكب على ارتفاع حوالي 17,000 (سبعة عشر) كم فوق سطح الأرض وأبعد نقطة مرور تقدر بحوالي 14,000,000 (أربعة عشر مليون) كم ويرجع سبب وجود فروق كبيرة بين الأرقام والاحتمالات لكون اكتشاف الكويكب جديد نسبيا. حيث لم يتم اكتشافه قبل عام 2013 وسيمر الكويكب مرة أخري بجانب كوكبنا في الثامن والعشرون من سبتمبر 2017 و2046 و2097. وأكد دكتور بول سودس مدير مركز ناسا لدراسة الأغراض القريبة من الأرض انه سيعلم الجميع ماهية وجود خطر من مرور الكويكب ام لا قريباً، ولكن العلماء غير قلقين قائلاً “ان احتماليات الاصطدام في أي مرور من الثلاث أصغر من ان تكون سبباً لأي قلق حقيقي، أنا أتوقع أن تقلل المراقبات المستقبلية للكويكب من احتمالية الخطر أكثر وأكثر”.
يدور في بال البعض العديد من الأسئلة عن الأخطار المستقبلية وكيفية إيقافها قبل أن تسبب خطرًا محدقًا للبشرية وهذا لأننا نعيش في كونٍ واسعٍ وصعب التكهن فيه بما سيحدث قريبًا، فكويكب مثل “2013 TX68” كان مجهولًا تمامًا بالنسبة لنا قبل 2013 لولا مبادرة مثل برنامج “كتالينا” وقد يكون هنالك كويكب أخر يتجه نحو الأرض أثناء قراءتك لهذا المقال ونحن لا نعلم عنه أي شيء حتى الأن. قل لي هل ما زلت تظن أن علوم الفضاء ومراقبة الجوار الفضائي مبالغ فيهما الأن؟
إعداد: Mohamed S. El-Barbary
مراجعة علمية: Ahmaad M. Hanafi
تصميم: Ahmaad M. Hanafi
References
Catalina Sky Surveys (CSS) [Internet]. [cited 2016 Feb 19]. Available from: http://neo.jpl.nasa.gov/programs/catalina.html
First study results of Russian Chelyabinsk meteor published [Internet]. [cited 2016 Feb 19]. Available from: http://phys.org/news/2013-11-results-russian-chelyabinsk-meteor-published.html
News | Small Asteroid to Pass Close to Earth March 5 [Internet]. [cited 2016 Feb 19]. Available from: http://www.jpl.nasa.gov/news/news.php?feature=4888