هل يتحدث الفضائيون؟ وكيف يمكننا فهمهم؟

aHR0cDovL3d3dy5saXZlc2NpZW5jZS5jb20vaW1hZ2VzL2kvMDAwLzA5OS85Nzkvb3JpZ2luYWwvc3Bvb2t5LWFsaWVucy5qcGc

|

هل تعتقد في وجود كائنات أكثر ذكاءًا مِنّا، نحن البشر؟

ما بالك إذا جاء يومٌ وكنت أنت البطل!. كنْ منتبهًا دائمًا، فقد تكون هناك حاجة للمساعدة في فك تشفير رسالة من كائنات أكثر ذكاءًا في يوم من الأيام.

تقول شيري ويلزجنسن (Sheri Wells-Jensen)، عالمة اللغويات في جامعة بولينغ غرين في أوهايو، التي تعمل أيضًا في مجلس إدارة معهد الشرق الأوسط للأبحاث (METI)، وهي منظمة غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو:« إنّ عمل اللغويين المحترفين وعلماء الرياضيات والعلماء “ربما لن يكون كافيًا” لكشف الغموض الكوني لرسالةٍ من تلك الكائنات.»

وقالت ويلز جنسن لموقع Space.com:« يجب أنْ يكون لدينا كل الأيادي على المنصة. سنحتاج إلى الجميع، وسنحتاج إلى تخمين مجموعات مُتعددة من المعاني لرسالة نحصل عليها.»

تُظهر تجربة أجرتها مُؤخرًا لماذا قد نحتاج إلى قوة العقل البشري. قدمت لطلاب الجامعات العديد من الألغاز التي تم ترميزها بطريقة لينكوس (The manner of Lincos)، وهي لغة مُصممة لتكون مفهومة من قبل كائنات فضائية ذكية. فهم الطلاب الأشياء البسيطة، مثل الوظائف الرياضية الأساسية بشكل جيد، لكن الأمور أصبحت مشوشة عندما أصبحت المفاهيم أكثر تعقيدًا.

على سبيل المثال، أعطت ويلز جنسن الطلاب معادلة محيط الدائرة، بالإضافة إلى تمثيل مشفر قليلًا لـ “باي-pi” (نسبة محيط الدائرة إلى قطرها).

وقالت:« حسنًا، ما هي هذه الكلمة الحقيقية؟» فجاء الطلاب بكل أنواع الأشياء المجنونة؛ فقال بعضهم قفزات شعرية وقالوا «العالم»، وقام بعضهم بقول قفزات شعرية معاكسة وقالوا:« اللانهاية»، وقال أخرون:«السجن».

وكان هذا بالنسبة لرسالة وضعها إنسانٌ رفيق. فمن المؤكد أن الأمر سيكون أكثر صرامةً لفك شفرة شيء صنعته مخلوقات من نظام شمسي بعيد لا يشترك معنا في أي تاريخ ثقافي أو تطوري، والذي قد يعتمد على حواس مختلفة لإدراك بيئتهم والتواصل معهم، والذين ربما يكونون أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية عمَّا نحن عليه.

 وقالت ويلزجنسن:« لذا، سنحتاج على الأرجح إلى حشد الحكمة الجماعية للعالم، في مشروع هائل للعلم والمواطن، لتحديد والاتفاق على الإجابة الصحيحة.» وأضافت:« إنَّ فرص نجاحنا في هذا المسعى ستزداد بشكل كبير إذا تصفحنا جميع الكتب قليلًا، لزيادة مهارات التفكير النقدي وفهمنا للطبيعة وطريقة عملها. فمن بين أهداف مبادرة METI، وأعتقد أنه يجب أن يكون هدفًا لنا جميعًا، العمل على حل مشكلة معرفة القراءة والكتابة الخاصة بتلك المخلوقات.»

كان من المقرر أصلًا أن تُقدم نتائج الاختبار اللغوي يوم السبت 26 مايو، خلال ورشة عمل في المؤتمر الدولي لتنمية الفضاء (ISDC) عام 2018 في لوس أنجلوس. لكنها لم تعترض على ذلك إلا بعد نفاذ الوقت. لقد كانت ويلز جنسن مشغولة للغاية، وترأست ورشة العمل التي تدعى “اللغة في الكون”، وشاركت في تأليف دراسة أخرى في ورشة العمل.

بحثت ورشة العمل التي استمرت يومًا كاملاً، والتي نظمتها METI، في إمكانية أن تكون اللغة – أو على الأقل بعض العناصر الأساسية للغة – عالمية في جميع أنحاء الكون.

وقال رئيس METI دوغ فاكوش (Doug Vakoch)، الذي قدم أيضًا ورقة في ورشة العمل:

« كثيرا ما قال عالم اللغويات الشهير ناعوم  تشومسكي (Noam Chomsky) أنه إذا زار كائن مريخي الأرض، فإنه سيعتقد أننا جميعا نتحدث لهجات نفس اللغة، لأن كل اللغات الأرضية تتشارك في بنية أساسية مشتركة، وقال في بيان:«لكن إذا كان لزوّار الأرض الغرباء لغة، هل ستكون مشابهة للغتنا؟ هذا هو السؤال الكبير.»

وعبَّرت ورقتان بحثيتان، بما في ذلك ورقة شارك في تأليفها تشومسكي، عن تفاؤله حول هذا الموضوع. وقالت ويلزجنسن أنها أكثر تشككًا، مشيرةً إلى قلةِ معرفتنا بأصول اللغة البشرية وصعوبة الاستقراء من حجم عينة واحدة. وأضافت:

« ومع ذلك، قد تكون لغات الحيتان مُعقدة بما يكفي لتعزيز عينة كوكبنا إلى اثنتين.»

وقالت عن فكرة “عالمية اللغة”:« لا أعتقد أننا نعرف، لكن هذه فرضية لطيفة للعب بها.»

ترجمة: أحمد رجب رفعت

مراجعة: بيير عماد

المصدر: http://sc.egyres.com/y1yPs

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي