وجود علاقة بين أدوية علاج مرض السكر و تزايد خطورة الاصابة بسرطان المثانة

14302571_1742697825984881_298963431_n

اكتشفت دراسة نُشِرَت في مجلة The BMJ أن دواء (بيوجليتازون) الخافض للسكر مرتبط بتزايد خطر الإصابة بسرطان المثانة. اقترحت الاكتشافات أن الخطر يزداد مع تزايد مدة تعاطي الدواء وجرعته, بينما لم يُلاحَظ تزايد خطر السرطان مع دواء مشابه وهو (روزيجليتازون).

ينتمي دوائي البيوجليتازون والروزيجليتازون إلى فئة من الأدوية تسمى (ثيازوليدينيديون- thiazolidinediones). وهذه الأدوية تُساعد على التحكم بمستويات السكر في الدم عند مرضى (السكري النوع 2- type 2 diabetes). ومع ذلك وبشكلٍ غير متوقع، أظهرت تجربة في عام 2005 اختلالًا في التوازن بين عدد حالات سرطان المثانة التي تتناول عقار البيوجليتازون وبين نفس حالات السرطان التي تناولت عقارًا وهميًا (دواءً بلا مادة فعالة). منذ حينها وأصبحت العلاقة بين استخدام البيوجليتازون وسرطان المثانة محل خلاف وجدل، خاصةً مع دراسات أخبرت عن اكتشافات مناقضة.

لذا تشكّل فريقٌ من الباحثين الكنديين لتحديد ما إذا كان حقًا استخدام البيوجليتازون مقترنًا بتزايد خطر الإصابة بسرطان المثانة عند مرضى السكري نوع 2 –وذلك في مقارنة للبيوجليتازون مع أدوية أخرى مضادة للسكر-.

قام الفريق بتحليل بيانات لـ 145806 مريض من قاعدة بيانات بحوث الممارسة السريرية بالمملكة المتحدة (CPRD) ممن تم علاجهم حديثًا بأدوية مضادة للسكر بين عامي 2000 و 2013. وتم الأخذ في الاعتبار عوامل مؤثرة محتملة، مثل عمر وجنس المريض، ومدة مرض السكر، وحالته من التدخين أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحوليات.

بالمقارنة مع استخدام أدوية الثيازوليدينيديون كان استخدام البيوجليتازون مقترنًا بتزايد خطر سرطان المثانة بنسبة شاملة 63% (حيث كان 121 من كل 100000 شخص في مقابل 89 من كل 100000 شخص)،  وكلما تزايدت الجرعة ومدة التعاطي زاد خطر الإصابة, على العكس، فإن استخدام الروزيجليتازون لم يقترن بتزايد الإصابة بسرطان المثانة في أي تحليلٍ قاموا به، مما يقترح ذلك بأن الخطر مُختصٌّ بنوعِ دواءٍ معين، وليس فئة أدوية بأكملها.

ظلت النتائج بشكلٍ كبير على حالها ولم يتغير منها شيء بعد القيام بتحليلات أكثر حساسية. أكد الباحثون بصورةٍ مطلقة أن خطر سرطان المثانة لا يزال منخفضًا. ولكنهم يقترحون على الأطباء والمرضى أن يكونوا على وعي بهذه العلاقة بين الدواء وبين خطر السرطان عند تقييم المخاطر والفوائد الشاملة من هذا العلاج.

في دراسةٍ أخرى نُشِرَت أيضًا في مجلة The BMJ تقارن بين أدوية السكر –خاصةً تلك الأنواع الجديدة منها مثل الجليبتين والثيازوليدينيديون- في قدرتها المتوقعة على التحكم في مستويات سكر الدم ومنع مضاعفات خطيرة من الحدوث.

استخدمت البروفيسور (جوليا هيبيسلي) و(كارول  كوبلاند) بجامعة نوتنغهام قاعدة بيانات كبيرة بالمملكة المتحدة، وهي قاعدة الرعاية الصحية الأولية- (QResearch)- لتحليل بيانات 469688 مريض بالغ مصاب بالسكري نوع 2 بين عامَي 2007 و 2015. ومرةً أخرى تم الأخذ في الاعتبار العوامل المؤثرة المحتملة مثل العمر والجنس ومدة تعاطي الدواء وحالة التدخين والإقلاع عنه.

وقد لاحظتا وجود اختلافاتٍ هامة إكلينيكيًا بين الأدوية المختلفة سواء كانت وحدها أو مختلطة، وأن هناك خطر يتكون من خمس نتائج رئيسية وهي العمى، وبتر الأطراف، والفشل الكلوي الحاد، وارتفاع مستوى سكر الدم، وانخفاض مستوى السكر.

كلتا الدراستين كانتا رصديتين، لذا ليس هناك استنتاجات مؤكدة يمكن رسمها حول السبب والتأثير. على الرغم من ذلك يقول الباحثون أن هذه النتائج قد تحمل آثارًا على وصف الأدوية، وعلى الطبيب والمريض أن يكونا على وعي عند تقييم المخاطر والفوائد الشاملة لأدوية السكر.

في مقالة مصاحبة اقترح (فيكتور مونتوري) -البروفيسور بمستشفى (مايو-Mayo) بالولايات المتحدة- العمل باقترابٍ وثيق من أطبائهم قائلًا: «يستطيع المرضى التعرف على العامل المناسب لهم وذلك بعد إمدادهم بسياقه، سواء كان السياق الطبي أو الشخصي».

يشير البروفيسور إلى أن الأدلة الرصدية بوسعها المساعدة، ولكنه يُحذِّر: «أحيانًا تكون قواعد البيانات الكبيرة صغيرةً جدًا وغير كاملة لأن تقدم نتائج موثوقٌ بها». وينادي لتعاونٍ واسعٍ ومشاركةٍ في صنع القرارات، وذلك على حد قوله: «لتعويض نقص المعلومات وفسادها في بعض الأحيان، مع التزام معطاء ومتواضع لفهمٍ كاملٍ لما هو الأفضل لكل مريض».

ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Wael Yassir
المصدر: http://sc.egyres.com/aujvM

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي