آلهة زحل.
هل تسائلت يومًا ما لِمَ سُمّيت الكواكب والأجرام السماوية بتلك الأسماء؟ ومن أسماها هكذا؟ وعلى أي أساس؟
حسنًا! إنْ كنت قد فعلتَ فأنت في الموضع الصحيح لتعرف الإجابة عن تلك الأسئلة..
فلنأخذ زُحل وأقماره على سبيل المثال:
زُحل هو سادس كواكب المجموعة الشمسية وثاني أكبر كواكبها. ساتورن (Saturn) هو الاسم الروماني لكرونوس ((Cronus إله العمالقة ((The Titans في الأساطير اليونانية.
لدى زحل على الأقل اثنان وستون قمرًا، وبما أن الكوكب سُمّي باسم كرونوس فإنّ معظم أقماره سُمّيت بأسماء عمالقةٍ آخرين وأسلالهم، بالإضافة إلى أسماء بعض العمالقة من الأساطير الفرنسية والنرويجية والإسكيمو.
تم اكتشاف أول قمر من أقمار زُحل عام 1655، وعلى مدار الأعوام المِئتيْن التالية اكتُشفت الأقمار السبعة الكبيرة الأخرى.
و فى عام 1847، اقترح الفلكي البريطاني جون هيرشل (John Herschel) أنْ تُسمّى أقمار زحل تبعًا للعمالقة، وهم الإخوة والأخوات الأسطوريون للإله اليوناني كرونوس. وبمجرد استخدام أسماء العمالقة، بدأت تسمية الأقمار الأخرى تبعًا لشخصيات من الأساطير اليونانية والرومانية. فقط ثلاثة وخمسون من أقمار زُحل لها أسماء، أما بقية الأقمار فلها دلالةٌ رقمية حسب سنة اكتشافها.
دعونا الآن نتحدث عن الأقمار الثمانية الكبرى الخاصة بزحل:
● تيتان-Titan:
يعد تيتان أكبر أقمار زُحل وثاني أكبر قمر في مجموعتنا الشمسية، وهو أول قمر تم اكتشافه من أقمار زحل.
وقد تم اكتشافه بواسطة الفلكي الهولندي كريستيان هيغنز (Christian Huygens) عام 1655.
و يأتي اسمه من الأساطير اليونانية، حيث كان التيتان ((The Titans أو العمالقة أقدم آلهة تحكُم الكون، قبل أن يسيطر الأولمبيون على الحُكم عندما خسر العمالقة الحرب ضدهم. والعمالقة هم ستة من الآلهة القديمة وهم (كرونوس- (Cronusو (كويوس-Coeus) و (كريوس-(Crius و (إيبتثس-(Iapetus و (هيبريون-(Hyperion و (أوقيانوس-Oceanus) وكانوا أبناءً لـ (أورانوس-Uranus) إله السماء و (جايا-Gaea) إلهة الأرض.
● ديوني-Dione:
ديوني هو رابع أقمار زُحل وترتيبه الخامس عشر من حيث أكبر أقمار المجموعة الشمسية. ويُكمل القمر دورته حول زُحل كل 2.7 يوم أرضي.
و ديوني هو ثالث قمر من أصل أربعة أقمار اكتشفها الفلكي الإيطالي جيوفاني كاسيني (Giovanni Cassini) عام 1684 عندما كان يدرس في مرصد باريس.
وأشار كاسيني للأقمار الأربعة على أنها “نجومُ لويس” نسبةً إلى الملك لويس الرابع عشر. وأشار بعض الفلكيين في تلك الفترة للأقمار بأسماء رقمية حسب بُعدهم عن الكوكب مما جعل ديونى زحل الرابع (Saturn IV).
و ديوني حسب الأساطير اليونانية ابنةٌ لأوقيانوس وتيثيس ((Tethys وهي تُمثل جايا إلهة الأرض. وفى قصيدته الملحمية “الإلياذة” أشار إليها الشاعر اليوناني هوميروس ((Homer بأنها أم أفروديت ( (Aphrodite إلهة الحب، كما رجّح أنها أمٌّ لآخرين.
● إنسيلاديوس-Enceladus:
إنسيلاديوس هو سادس أقمار زحل، وهو صغيرٌ بما يكفي لتَسَعهُ حدود ولاية أريزونا الأمريكية.
عندما وجّه ويليام هيرشل ((William Herschel التليسكوب ذا الـ 1.2 متر الخاص به نحو السماء من أجل أول محاولة رصد في 28 أغسطس 1789، أثبتت الآلة قيمتها بمساعدته على اكتشاف قمرٍ جديد حول زُحل. وإنسيلاديوس هو أول قمر اكتشفه ويليام.
و مثل أقمار زُحل الأخرى كان إنسيلاديوس يسمى اسمًا رقميًا و كان يُعتبر زحل الثاني ((Saturn II.
ووفقًا للأساطير اليونانية، فإن إنسيلاديوس كان له أطرافٌ ثُعبانية. وخلال الحرب بين العمالقة والأولمبيين، أصابته الإلهة أثينا ((Athena برُمحٍ وتم دفنه تحت جبل إتنا في جزيرة صقلية. ويُلام العملاق المجروح على الزلازل ونيران البراكين الصادرة من الجبل.
● هيبريون-Hyperion:
هيبريون هو أكبر قمر غير دائري معروف في مجموعتنا الشمسية. وتم اكتشاف ذلك القمر الغريب عام 1848 بواسطة مجموعتين مستقلتين؛ فلقد اكتشفه الفلكي الأمريكي ويليام لاسيل (William Lassell) بعد أن اكتشفه الأب والابن ويليام وجورج بوند (William & George Bond) ، وتم نسبة الاكتشاف إلى الثلاثة.
و هيبريون هو آخر ما اكتُشف من الأقمار الثمانية الكبيرة لزُحل، وكان اكتشافُه مباشرةً بعد تسمية الأقمار نسبةً للعمالقة. وكان هيبريون الأخَ الكبير لكرونوس، وهو إله اليقظة والملاحظة.
● إيبتثس-Iapetus:
إيبتثس هو واحدٌ من أقمار كاسيني، وتم اكتشافه عام 1672. ولكن القمر الثلجي تحدى الفلكي الإيطالي، فلقد رصده لأول مرة على الجانب الغربي للكوكب، وعندما حاول رصده بعدها بتسعة وثلاثين يومًا على الجانب الشرقي لم يجده. و كَرّر هذا النمط نفسه طوال فترة دورانه حول زُحل التي تستغرق 79 يومًا، مما جعل كاسيني يظن أن هذا القمر مُقيدٌ مَدّيًا ــ أي يتأثر بجاذبية جسم آخرــ ولكنه اكتشف بعد ذلك أنّ له وجهًا أظلمَ من الآخر وأنه يُمثّل شكل الـ Yin & Yang .
كان يُطلَق على إيبتثس زُحل الخامس (Saturn V) ، إلى أن تم اكتشاف ميماس ((Mimas وإنسيلاديوس وهيبريون، مما جعله زحل الثامن ( (Saturn VIII.
إيبتثس هو ابنٌ لأورانوس وجايا، و أبٌ لأطلس ((Atlas وبروميثيوس ((Prometheus العملاق الذي مَنَح النار للبشر، مما جعل اليونانيين القدماء يعتبرون إيبتثس أبًا لجنس البشر.
● ميماس-Mimas:
اكتشف الفلكي الإنجليزي ويليام هيرشل قمرًا جديدًا بعد شهرٍ من اكتشافه لإنسيلاديوس باستخدام تليسكوبه العاكس ذي الأربعين قدمًا في 17 سبتمبر 1789، وهو سابعُ قمرٍ لزُحل كان معروفًا آنذاك. وبما أن الأقمار كانت تُسمى رقميًا فإنّ ميماس كان يُطلَق عليه زحل الأول ((Saturn I.
ووفقًا للأساطير اليونانية، فإن ميماس ذُبح خلال الحرب بين العمالقة والأولمبيين. وتختلف الآراء في أنّ ذبحه تم بواسطة هرقل ((Hercules أو آريس (Ares) أو زيوس (Zues)، وقيل أن أرجُل ميماس الثعبانية ظلّت تُصدر فحيحًا بعد موته باحثةً عن الانتقام لقاتله. ويُقال أيضًا أنّ جزيرة بروشيت ((Prochyte التي تقع بجانب جزيرة صقلية مُقامةٌ على جثته.
● ريا-Rhea:
ريا هو ثاني أكبر أقمار زحل، وهو واحدٌ من أقمار كاسيني. ففي 23 ديسمبر 1672، رَصَد كاسيني ريا لأول مرة، وكان ثاني قمرٍ يكتشفه وثالث قمرٍ يُعرف حينها من أقمار زحل. وكان يُطلَق عليه في ذلك الوقت زحل الخامس ((Saturn V.
و ريا كانت ابنةً لأورانوس وجايا، وكانت أيضًا زوجة كرونوس. وعُرفت ريا بأم الآلهة، وأنجبت العديد من الآلهة الأولمبيين منهم: زيوس وهيرا ((Hera ، وكانت أيضًا أمًا لـ (هيسشيا-Hestia) و (هادس-(Hades و (ديميتر-(Demeter و (بوسيدون-Poseidon).
● تيثيس-Tethys:
تيثيس هو واحدٌ من قمريْن اكتشفهما كاسيني في نفس اليوم، 21 مارس 1684، وهو رابع قمرٍ اكتشفه، وكالعادة كان يُطلَق عليه حينها زحل الثالث ((Saturn III.
تيثيس هي أيضًا ابنةٌ لأورانوس وجايا، وهي زوجة أوقيانوس، وأنجبت ثلاثة آلاف بنت، يُعرفن بالأوقيانوسات ((Oceanids ، وتُعتبر تيثيس من آلهة الماء، وهي أمٌّ للأنهار الرئيسية. وخلال الحرب بين العمالقة والأولمبيين، قامت تيثيس بتربية هيرا زوجة زيوس.
إعداد و تصميم: Nada Ahmed
تدقيق: عمر المختار
المصادر:
http://sc.egyres.com/7jHST
http://sc.egyres.com/n7c9b
http://sc.egyres.com/YF1mu
http://sc.egyres.com/FKy37
http://sc.egyres.com/2coRj
http://sc.egyres.com/2veXG
http://sc.egyres.com/yfdMC
http://sc.egyres.com/xSmaB
http://sc.egyres.com/wYkGd
http://sc.egyres.com/WEDOd
http://sc.egyres.com/r6e5j